منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قرية اخطاب

ايد واحدة نبنى بلدنا
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
أخــطـابُ يـا قـلعةً للنـورِ زاهـرةً فيك العفافُ ومنك الطهرُ والأدبُ لو لم أكن فيك يا أخطابُ مولودًا لبحثْتُ عنكِ كما أوصت بكِ الكتبُ الناسُ حيرى بعيدًا عنكِ يا أملى حــتى إذا مـا أتـوْكِ فـاتَهُـم تـَعَــبُ أهلُ الفضائلِ فى أنحائِك اجتهدوا كى يُسعدوا كــلّ مُـحتاجٍ لهُ طـلـبُ كلّ المكارمِ والأخلاقِ قد جـمعتْ مجدَ الفراعين حتى جاءكِ الـعـربُ دوماً أتيهُ عـلى مـرّ الـزمـانِ بكِ أفضالكِ الغرّ قدْ هامتْ بها السحبُ الشمسُ والنجمُ والأقمارُ ظلّ لها من أهـلـكِ الصـالحينَ دائماً نسـبُ أخـطـابُ أنتِ التى فى قلبنا أبـداً أنتِ التى فى شغافِ القلبِ تحتجبُ حبّ البـلادِ التى عاشتْ بداخـلِنا فرضٌ على من إلى الأخلاقِ ينتسبُ
المواضيع الأخيرة
» ارقى مناطق التجمع الخامس بمنطقة اللوتس الجنوبية
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 11:10 pm من طرف رحاب صلاح

» شراء شات صوتي و يدعم ايضا الكاميرات-شراء دردشة صوتيه-شراء دردشة كامات
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:19 am من طرف رحاب صلاح

» هل موقعك الالكتروني يتوقف دائما؟ هنا الحل www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:16 am من طرف رحاب صلاح

» معلومات تهمك عن التجمع الخامس
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:14 am من طرف رحاب صلاح

» استضافة لينوكس أو استضافة الويندوز : تعلم كيفية اختيار الاستضافة المناسبة لك
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:49 am من طرف رحاب صلاح

» منتج الدردشة الأفضل والأقوى في العالم تفضلوا بالدخول وقراءة هذا الموضوع
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:47 am من طرف رحاب صلاح

» اسعار التمليك والمفروش في المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:44 am من طرف رحاب صلاح

» احمي موقعك وزوارك من الهاكر وسمعة موقعك على محركات البحث www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:20 pm من طرف رحاب صلاح

» طريقة شراء 123 شات فلاش من أي مكان في العالم
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:19 pm من طرف رحاب صلاح

» افخم مناطق المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:17 pm من طرف رحاب صلاح

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 148 بتاريخ الثلاثاء يوليو 30, 2019 12:58 am
عداد الزوار
تصويت

 

 كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن حسن

عبد الرحمن حسن


عدد المساهمات : 56
نقاط : 168
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/03/2011

كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر   كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر Emptyالخميس يوليو 28, 2011 6:43 am

أبواب: نومه صلى الله عليه وسلم

الباب الأول
في مسامرته صلى الله عليه وسلم أزواجه بالليل
عن عائشة قالت: حدَّث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً نساءه حديثاً، فقالت امرأة منهن: «كان الحديث حديثَ خُرَافة».
فقال: «أتَدْرُونَ مَا خُرَافَة؟» .
كان رجلاً من عُذْرة أسَرتْه الجن في الجاهلية، فمكث فيهم دهراً ثم رَدُّوه إلى الإنس، فكان يحدثهم بما رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خرافة».
قال المصنف: ومن هذا الفن حديث أم زَرْع، وهو معروف.

الباب الثاني
في صعوده صلى الله عليه وسلم ونزوله ليلة الجمعة
عن ابن عباس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان الصيفُ خرج من البيت ليلة الجمعة، وإذا كان الشتاء نزل ودخل البيت ليلة الجمعة».

البابُ الثالث
في وضوئه قبل النوم صلى الله عليه وسلم

عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جُنب غسل فرجه وتوضأَ وضوءه للصلاة».
أخرجاه.

البَابُ الرّابع
في اكتحاله عند نومه صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد كلَّ ليلة قبل أن ينام، وكان يكتحل في كل عين ثلاثة أميال».

البَابُ الخامِس
في صفة فراشه الذي كان ينام عليه بالليل صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: «كان ضِجَاع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه بالليل من أدم محشوًّا ليفاً».

البَابُ السّادس
فيما كان يصنع إذا أتى الفراش صلى الله عليه وسلم
عن عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى فراشه في كل ليلة جمَع كفيه ثم نَفث فيهما وقرأ فيهما: {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أَقْبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات».
أخرجاه.
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: «اللهُمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الأَرْضِينَ قُدْسًا، وَرَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ والنَّوَى، مُنَزِّلُ التَّوْرَاةَ والإنْجِيْلَ والزَّبُورَ والفُرْقَان، أعوذُ بِكَ منْ شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أنْتَ آخذٌ بِنَاصِيَتِه، أنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وأنْتَ الآخِرُ فلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ وأنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وأنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيءٌ اِقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وأعْنِنِي مِن الفَقْرِ» .

الباب السابع
في كيفية نومه، وما كان يقوله عند النوم صلى الله عليه وسلم

عن البَراء بن عازب قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال: «اللهُمَّ إنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إليْكَ ووَجَّهْتُ وجْهِي إليْكَ وألجَأتُ ظَهْرِي إليْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إليْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجَى مِنْكَ إلا إليْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ ونَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ» .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن قَالَهُنَّ ثمَّ مَاتَ من لَيْلَتِه مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ» .
عن حذيفة بن اليمان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال: «الحَمْدُ دِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ مَا أمَاتَنَا وإليْهِ النُّشُورُ» .

الباب الثامن
في ما كان يقوله إذا استيقظ صلى الله عليه وسلم
عن أبي ذر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ قال: «الحَمْدُ دِ الذي أحْيَانَا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإليْهِ النُّشُورُ» .
عن ابن عباس: أنه بات عند خالته ميمونة، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى (إذا) انتصف الليل أو قبْله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ فجعل يمسح النومَ عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم توضأ وقام يصلي.
عن شمر بن عطية قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلت: لاَرْمقنَّ الليلة كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما صلى العشاء اضطجع فنام هَوِيًّا من الليل ثم استيقظ فنظر في السماء فقال: {ربَّنا ما خلقت هذا باطلاً} إلى قوله: {إنك لا تُخْلف الميعادَ} .

الباب التاسع
في أنه تنام عيناه ولا ينام قلبه صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أتنام قبلَ أن تُوتِر؟
قال: «يَا عَائِشَةُ، إن عَيْنَيَّ تَنَامَان ولاَ يَنَامُ قَلْبِي» .

فإن قال قائل: إذا كان نومه يساوي نومَنا في انطباق الجفن وعدم السماع، حتى أنه نام عن الصلاة فما أيقظه إلا حَرُّ الشمس، فما وَجْه الفَرْق؟
فقد أجاب عنه ابن عقيل، فقال: النومُ يتضمَّن أمرين:
أحدهما: راحة الجسد، وهو الذي يشاركنا فيه.
الثاني: غفلةُ القلب. وقَلْبُه كان متيقظاً سليماً من الأحلام، مُتلقياً للوحي في المنام، متفكراً في المصالح على مثل ما يكون المتنبِّه، فما يَغْفل قلبُه بالنوم عما وضِع له، وقد كان يُغْشَى عليه عند نزول الوحي ويستطرح، وهي حالةٌ لو أصابت بعضَ أمته انتفض وضوءه، وهو كان في تلك الحالة حافظاً محفوظاً من غَلَبات الطبع واسترخاء مخارج الحدَث، فهو غائب عنا حينئذ بحال. فالله سبحانه يسيِّر إليه ما يشاء.
وأمّا نومُه حتى طلعت الشمس، فله وجهان:
أحدهما: أنه أريد بذلك أن يَشْرع ما يتعبَّد به ويسهو ويَغفل. وهذا كإعدامه الماء حتى تيمم.
والثاني: أن يكون ذلك جرَى لانكشاف علوم تخصُّه من المعارف عطَّلته عن القيام بحقوق الظواهر، لاشتغال الباطن بأدب التلقِّي، كما قال من مَلَكه ذكْرُ محبوبه:
فوالله ما أَدْرِي إذا ذكرتُها
أثِنْتَيْنِ صليتُ العِشَا أَمْ ثمانيَا
وما زالت مُهمَّات القلوب تُخلُّ بالأعمال (و) الأركان.

الباب العاشر
في ذكر بعض مناماته صلى الله عليه وسلم
عن سَمُرة بن جندب قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى صلاةَ الغداة أَقْبل علينا بوجهه فقال: «هل رأى أحدٌ منكم الليلةَ رؤيا؟» فإن كان أحدٌ رأى رؤيا قَصَّها عليه، فيقول فيها ما شاء الله أن يقول.
فسألَنا يوماً فقال: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُم اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟»
قلنا: لا.

قال: «لكنِّي رَأَيْتُ الليْلَةَ رَجُلَيْن أتَيَانِي فأَخَذَا بِيَدِي فأَخْرَجَانِي إلى فَضَاءٍ أوْ أرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ، فمَّرا بِي عَلَى رَجُلٍ، وإذا آخَرَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِه بِيَدِه كَلوبٌ مِن حَدِيْد، فَيُدْخِلُه فِي شِدْقِه فَيَشُقَّه حتَّى يَبْلُغَ قَفَاه، ثم يُخْرِجَه فَيُدْخِلَه فِي شِدْقِه الآخَرَ، ويَلْتَئِم هذا الشِّدْقِ. فهو يَفْعَلُ ذَلِكَ بِه» .
«فَقُلْتُ: مَا هَذا؟»
«قَالا: انْطَلِق. فانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فإذا رَجُلٌ مُسْتَلْق عَلَى قَفَاه، ورَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِه فِهْرٌ أو صَخْرَةٌ فيَشْدَخُ بِهَا رَأْسَه فيتدَهْدَه الحَجَرُ، فإذا ذَهَبَ ليَأْخُذَه عَادَ رَأسُه كَمَا كان، فيَصْنَعُ مِثْلُ ذَلك» .
«فَقُلتُ: ما هذا؟ قَالاَ: انْطَلِقْ» .
«فانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فإذا بَيْتٌ مَبْنِيٌّ عَلَى بِنَاءِ التَّنُّورِ أعْلاَه ضَيِّقٌ وأسْفَلُه واسِعٌ، تُوقَدُ تَحْتُه نَارٌ، فِيه رِجَالٌ ونِسَاءٌ عرَاةٌ، فإذا أوْقِدَتْ ارْتَفَعوا، حتَّى كَادُوا أن يَخْرُجوا، فإذا خَمَدَتْ رَجَعوا فيها» .
«فقلتُ: ما هذا؟ قالا: انْطَلِقْ» .
«فانْطَلَقْتُ فإذا نَهْرٌ مِن دَمٍ فِيه رَجُلٌ وعَلَى شَاطِىءِ النَّهْرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْه حِجَارَةٌ، فيُقْبلُ الرَّجُلُ الذي فِي النَّهرِ فإذا دَنَا ليَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ في فِيْه حَجَراً فَرَجَعَ إلى مَكَانِه، فَهو يَفْعَلُ ذلك به.
فقلت: ما هذا؟ قالا: انْطَلِقْ» .
«فانْطَلَقْتُ فإذا رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ فِيها شَجَرَةٌ عَظِيْمَةٌ، وإذا شَيْخٌ في أصْلِها حَوْلَه صِبْيَانُ، وإذا رَجُلٌ قَرِيْبٌ منه حَوْلَه نَارٌ يَحُشُّها ويَسْعَى حَوْلَهَا، فَصَعِدا بي في الشَّجَرَة فأدْخَلانِي دَاراً (ثم أدْخَلاَنِي دَاراً) هي أحْسَنُ وأفْضَلُ، فيها شُيوخٌ وشَبَابٌ» .

«فقلتُ لهما: إنَّكُمَا طَوَّفْتُمَا بِيَ الليْلَة، فَاخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ. قَالاَ: نَعَمْ» .

«أما الرَّجُلُ الأوَّلُ الذي رَأيْتَ فإنَّه كَذَّابٌ يُكَذِّبُ الكِذْبَةَ فتُحْمَلُ عَنْه حتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فهو يُصْنَعُ به ما رَأَيْتَ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَصْنَعُ اللَّهُ به مَا شَاءَ» .
«وأما الرَّجُلُ الذي رَأَيْتَ مُسْتَلْقِياً فَرَجُلٌ آتَاه اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى القُرْآنُ فَنَامَ عنه بالليْلِ ولَمْ يعْمَلْ بِمَا فِيه بالنَّهَارِ، فهو يُفْعَلُ به ما رَأيْتَ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ» .
«وأما الذي رأَيْتَ في التَّنُّورِ فهُم الزُّنَاةُ والزَّوَانِي» .
«وأما الذي رَأَيْتَ في النَّهْرِ فآكِلُ الرِّبَا» .
«وأما (الشَّيْخُ) الذي رَأَيْتَ في أصْلِ الشَجَرَةِ فهو إبْرَاهِيْمُ الخَلِيْلُ، وأمَّا الصِّبْيَانُ الذينَ حَوْلَه فأوْلاَدُ النَّاسِ» .
«وأما الرَّجُلُ الذي رَأَيْتَ يوقِدُ النَّارَ ويَحُشُّهَا فَذَاكَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ وتِلْكَ النَّارُ» .
«وأما الدَّارُ التي دَخَلْتَ أوَّلاً فَدَارُ عَامَّةِ المُؤْمِنِينَ. وأمَّا الدَّارُ الأَخْرَى فَدَارُ الشُهَدَاءِ» .
«وأنَا جِبْرِيْل، وهذا مِيْكَائِيَلُ. ثُمَّ قَالا لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فإذا كَهَيْئَةِ السَّحَابِ فَقَالا: وتِلْكَ دَارُكَ. فَقُلتُ: دَعَانِي أدْخُلُ دَارِي. فقالا: إنَّه قَدْ بَقِي لَكَ عَمَلٌ لَمْ تَسْتَكْمِلُه، فَلَوْ قَدْ اسْتَكْمَلْتَه لَدَخَلْتَ دَارَكَ» .
أخرجاه.
عن سالم عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدِّث قال: «بَيْنَا أنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيْتُ بِقَدَحٍ فَشَرِبْتُ مِنْه حتَّى إنِّي أرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِن أظْفَارِي، ثُمَّ أُعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ» .
قالوا: ما أوَّلتَ ذلك يا رسول الله؟
قال: «العِلْمُ» .
أخرجاه.

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وعَلَيْهِم قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ ومِنْهَا ما دُونَ ذَلِكَ، وعُرِضَ عَلَيّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وعَلَيْه قَمِيْصٌ يَجُرُّه» .
قالوا: فما أوَّلت ذلك يا رسول الله؟
قال: «الدِّين» .
أخرجاه.
عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِيْنَ في صَعِيْدٍ، فَتَقَدَّم أبو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوباً أوْ ذَنُوبَيْن، وفي نَزْعِه ضَعْفٌ، واللَّهُ يَغْفِرُ له، ثُمَّ أخَذَهَا عُمَرُ فاسْتَحَالَتْ غَرْباً، فَلَمْ أرَ عَبْقَرِّياً في النَّاس يَفْرِي فَرِيَّه، حتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَن» .

أخرجاه.
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بَيْنَا أَنا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الجَنَّةِ، فإذا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرِ فَقُلتُ: لِمَنْ هذا القَصْرُ؟ قالوا: لِعُمَرَ. فَذَكَرْتُ غَيْرتَكَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِراً» .
فبكى عمر وقال: أو عليك أغار يا رسول الله.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ كأنِّي أَنْزَعُ عَلَى غَنَمٍ سُوْدٍ مُخَالِطُها غَنَمٌ عُفْرٌ، إذ جَاءَ أبو بَكْرٍ فنَزَعَ ذَنُوباً أو ذَنوبَيْن، وفي نَزْعِه ضَعْفٌ، ويَغْفِرُ اللَّهُ لأَبِي بَكْرٍ، إذ جَاءَ عُمَرُ فأَخَذَ الدَّلْوَ فاسْتَحَال غَرْباً فأرْوَى النَّاسَ وصَدَرُ الشَّاءُ، فَلَمْ أرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّه» .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأوَّلتُ أنَّ الغَنَمَ السُّودَ العَرَبُ، وأنَّ العُفْرَ إخْوَانُهُم من هذه الأعاجِمُ» .

عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رَأيتُ كَأَنِّي الليْلَةَ في دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ، فأُتِيْتُ بتَمْرٍ منْ تَمْرِ ابْنِ طَابٍ. فأوَّلتُ أنَّ لنَا الرِّفْعَةَ فِي الدُّنْيَا والعَاقِبَةَ فِي الآخِرَةِ، وأنَّ دِيْنَنَا قَدْ طَابَ» .
عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رَأيْتُ كَأَنِّي أُتِيْتُ بِمِكْيَلَةِ تَمْرٍ فَعَجَمْتُها فِي فَمِي فَوَجَدَتُ فِيها نَوَاةً آذَتْنِي، فَلَفَظْتُها، ثُم أخَذْتُ أخْرَى فَعَجَمْتُها، فوَجَدْتُ فِيها نَوَاةً فَلَفَظْتُها» .
فقال أبو بكر: دَعْني فلأعْبرها.
فقال: «اعْبُرْهَا» .
قال: هو جيشك الذي بعثتَ، يَسْلمون ويغنمون، فيلقَوْن رجلاً فَينْشدهم ذمتك فَيَدعونه، ثم يَلقَوْن رجلاً فينشدهم ذمتك فيدَعونه، ثم يَلْقون رجلاً فينشدهم ذمتك فيدَعونه.
قال: «كَذلكَ قَالَ المَلَكُ» .
عن ابن مسعود قال: أكرَيْنَا الحديثَ ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم غَدَوْنا عليه فقال: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأنْبِيَاءُ اللَّيْلَة بأُمَمِها، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ ومَعَه الثَّلاَثَة، والنَّبِيُّ ومَعَه النَّفَرُ، والنَّبِيُّ وليْسَ مَعَه أحَدٌ، حتَّى مرَّ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ ومَعَه كُبْكُبَةً مِن بَنِي إسْرَائِيْلَ، فأعْجَبُونِي فقُلْتُ: مَنْ هَؤلاَءِ؟ قال: أخُوكَ مُوسَى مَعَه بَنُو إسْرَائِيْلَ» .
«فقُلتُ: أيْنَ أمَّتِي؟ فَقِيْل لِي: انْظُرْ عَنْ يَمِيْنِكَ. فَنَظَرْتُ فإذا الظِّرَابُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوه الرِّجَالِ. فَقِيل لي: أَرَضِيْتَ؟ قلتُ: يَا رَبِّ رَضِيْتُ» .

«فقيْلَ، إنَّ مَع هَؤلاَءِ سَبْعِينَ ألفاً يَدْخُلونَ الجَنَّة بِغَيْر حِسَابٍ» .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فِدَاكُم أَبِي وأُمِّي إنْ اسْتَطَعْتُم أنْ تَكُونُوا منَ السَّبْعِينَ فَافْعَلُوا، فإن قَصَّرْتُم فكُونُوا منْ أهْلِ الظِّرَابِ، فإنْ قصَّرْتُم فكونُوا منْ أهْلِ الأُفُقِ، فإنِّي قَدْ رَأيْتُ نَاساً يَتَهَاوَشُونَ» .
فقال عُكَّاشة بن مِحْصَن فقال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين. فدعا له.
قال: ثم تحدثنا فقال: «مَنْ تَرَوْنَ هَؤلاَءِ السَّبْعِينَ الأَلْفِ؟»
(فقلنا): قومٌ ولِدوا في الإسلام ثم لم يشركوا بالله شيئاً حتى ماتوا.
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «هُم الذينَ لا يَكْتَوونَ ولا يَسْتَرِقُون ولا يَتَطيَّرونَ وعَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ» .
أكريْنَا: بمعنى أطَلْنَا.
والظِّراب: صغار الجبال.
ويتهاوشون: يَدْخل بعضهم في بعض.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أنَا نَائِمٌ إذْ أوتِيْتُ خَزَائِنَ الأرْضِ فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ منْ ذَهَبٍ فَكَبُرَا عَلَيَّ وأهَمَّانِي. فأُوْحِيَ إليَّ أنْ أنْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فأوَّلْتُهُمَا الكذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أنا بَيْنَهُمَا، صَاحِبُ صَنْعَاءَ وصَاحِبُ اليَمَامَةِ» .
عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَأيْتُ امْرأةُ سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأسِ خَرَجَتْ مِن المَديْنَةَ حتَّى قَامَتْ بِمَهِيْعَةَ، فأَوّلْتُ أنَّ وبَاءَ المَدِيْنَةِ نُقِلَ إلى مَهْيعَةَ وهي الجُحْفَةُ» .
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنا أنا نَائِمٌ أُعْطِيْتُ مَفاتِيْحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا حتَّى وُضِعَتْ فِي كَفِّي» .

عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل على أم حرَام بنت ملْحان فتطعمه، وكانت تحت عُبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأطعمته، ثم جلست تفلِّي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم استيقظ وهو يضحك (قالت): فقلت: يا رسول الله، ما يضحكك؟
قال: «نَاسٌ مِن أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً في سَبِيْلِ الله يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هذا البَحْرِ مُلُوكاً على الأسِرَّة أو مِثْلَ المُلوكِ عَلَى الأسِرَّةِ. شَكَّ أيُّهُمَا قَال» .
فقلت: يا رسول الله، أدع الله أن يجعلني منهم.

قال: «أنْتِ مِنْهم» .
ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك. فقلت: «ما أضْحَكَكَ يا رَسُولَ الله؟»
قال: «نَاسٌ مِنْ أمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غزاةً في سبيل الله. كَمَا قَالَ فِي الأُولَى» .
قالت: فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم.
قالت: «أنتِ من الأوَّلِينَ» .
فركبتْ أمُّ حِرَام البحر في زمن معاوية، فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.
عن عبد الرحمن بن سَمرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ ونحن في مسجد المدينة، قال: «إنِّي رَأَيْتُ الليْلَةَ عَجَباً» .
قالوا: وما هو يا رسول الله؟
قال: «رأيْتُ رَجُلاً مِن أمَّتِي قَد احْتَوَشَتْه الشَّيَاطِينُ فَجَاءَه ذِكْرُ الله عَزَّ وجَلَّ فخَلَّصَه من بَيْنِهم» .
«ورَأَيْتُ رَجُلاً من أمَّتِي احَتَوشَتْه مَلاَئِكَةُ العَذَابِ فَجَاءَتْه صَلاتُه فَاسْتَنْقَذَتْه من أيْدِيْهِم» .
«ورأيتُ رجُلاً من أمَّتِي يَلْهَثُ عَطَشاً كُلَّمَا ورَدَ حَوْضًا مُنِع، فَجَاءَه صَوْمُ رمَضَانَ فَسَقَاه وأَزوَاه» .
«ورأيتُ رجُلاً من أُمَّتي والنَّبِيُّونَ قُعُودٌ حَلَقاً حَلَقاً كُلَّمَا دَنَا مِن حَلَقَةٍ رُدَّ، فَجَاءَه اغْتِسَالَه من الجَنَابَةِ فأخَذَ بِيَدِه وأجْلَسَه إلَى جَنْبِي» .

«ورأيتُ رَجُلاً مِنْ أمَّتِي مِنْ بيْنِ يَدَيْه ظُلْمَةٌ، ومن خَلْفِه ظُلْمَةٌ، وعن يَمِيْنِه ظُلْمَةٌ. وعنْ شِمَالِه ظُلْمَةٌ، ومن فَوْقِه ظُلْمَةٌ، ومنْ تَحْتِه ظُلْمَةٌ، وهو مُتَحَيِّرٌ فِيها، فَجَاءَه حَجُّه وعُمْرَتُه فاسْتَنْقَذَاه من الظُّلمَة وأدْخَلاَه النُّورَ» .
«ورأيتُ رجُلاً من أمَّتِي يُكَلِّمُ المُؤمِنينَ ولا يُكَلِّمونَه فَجَاءَتْه صِلَةُ الرَّحِمِ فَقَالت: يا مَعْشَرَ المُؤمِنينَ، كَلِّمُوه فَإنَّه كانَ وَاصِلاً لِرَحِمِه. فكَلِّمُوه وصَافَحُوه» .
«ورأيتُ رجُلاً مِن أمَّتِي يَتَّقِي وَهَجَ النَّار وضَرَرَها بِيَدِه عَن وَجْهِه، فجَاءَتْه صَدَقَتُه فَصَارَتْ سِتْراً عَلَى رَأْسِه وظِلاًّ عَلَى وَجْهِه» .
«ورأيتُ رَجُلاً من أمَّتِي قد أخَذَتْه الزَّبَانِيَةُ منْ كُلِّ مَكَانٍ فَجَاءَه أَمْرُه بالمَعْروفِ ونَهْيُه عن المُنْكَرِ فاسْتَنْقَذَاه منْ أيْدِيهِم وأدْخَلاَه في مَلاَئِكَةِ الرَّحْمَةِ فَصَارَ مَعَهُم» .

«ورأيتُ رَجُلاً من أمَّتِي جَاثِيًا عَلَى رُكْبَتَيْه بَيْنَه وبَيْنَ الله حِجَابٌ، فَجَاءَه حُسْنُ خُلُقِه فأخَذَ بِيَدِه فَأدْخَلَه عَلَى الله عَزَّ وجَلَّ» .
«ورأيْتُ رَجُلاً من أمَّتِي قَدْ هَوَتْ صَحِيْفَتُه قِبلَ شِمَالِه، فَجَاءَه خَوْفُه منَ الله تَعَالَى فَأخَذَ صَحِيْفَتَه فَجَعَلَها في يَمِيْنِه» .
«ورأيْتُ رَجُلاً من أمَّتِي خَفَّ مِيْزَانُه، فَجَاءَتْه أَفْرَطَاه، يَعْنِي أوْلاَدَه الصِّغَارُ، فَثَقَّلوا مِيْزَانَه» .
«ورأيْتُ رَجُلاً من أمَّتِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَجَاءَه وَجَلُه مِنَ الله تَعَالَى فاسْتَنْقَذَه مِن ذَلك» .

«ورَأيْتُ رَجُلاً من أمَّتِي قَائِمًا عَلَى الصِّراطِ يُرْعِد كَمَا تُرْعِد السَّعْفَةُ في رِيْحٍ عَاصِفٍ، فجَاءَه حُسْنُ ظَنِّه بالله فَسَكَّنَ رَوْعَتَه ومَضَى عَلَى الصِّرَاطِ» .
«ورَأيْتُ رَجُلاً من أمَّتِي يَحْبُو أحْيَاناً ويَتَعَلَّقُ أحْيَاناً، فَجَاءَتْه صَلاَتُه عَلَيَّ فَأخَذَتْ بِيَدِه فَأقَامَتْه عَلَى الصِّراطِ ومَضَى» .
«ورأيْتُ رَجُلاً من أمَّتِي انْتَهَى إلَى أبْوَابِ الجَنَّةِ فَغُلِّقَتْ الأبْوابُ دُونَه، فَجَاءَتْه شَهَادَةُ أنْ لاَ اله إلاَّ اللَّهُ فَفَتَحَتْ الأبْوَابَ وأدْخَلَتْه الجَنَّةَ» .
أبواب طِبِّه صلى الله عليه وسلم

البابُ الأول
في كثرة أمراضه صلى الله عليه وسلم
عن هشام قال: كان عُرْوة يقول لعائشة: لا أَعْجبُ من فقهك، أقول: زوجةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنةُ أبي بكر. ولا أَعْجبُ من عِلْمك بالشعر وأيام الناس، أقول: ابنة أبي بكر، ولكن أَعْجبُ مِنْ عِلْمك بالطِّب
فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان سَقِيماً في آخر عمره، فكانت تَقْدَم عليه وفودُ العرب من كل وَجْه فَتَنْعتُ الأنعاتَ، فكنت أعالجها، فمِنْ ثَمَّ».

الباب الثاني
في أنه سحر صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: «سَحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يهوديٌّ من يهود بني زُريق يقال له لَبيد بن أَعْصم، حتى كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخيَّل إليه أنه يَفْعل الشيءَ وما يفعله».

قالت: «حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا. ثم قال: «يَا عَائِشَةُ أشَعَرْتِ أنَّ اللَّهَ أفْتَانِي فِيْمَا اسْتَفْتَيْتُه فِيه؟ جَاءَنِي رَجُلانِ فَجَلَس أحَدُهُمَا عِنْدَ رَأسِي والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَال الذي عنْدَ رِجْلَيَّ للذي عِنْدَ رَأسِي: ما وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قال: مَطْبوبٌ. قال: ومَنْ طَبَّه؟ قال: لَبِيْدُ بْنُ الأعْصَمِ. قال: في أيِّ شَيءٍ؟ قال: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ. قال: فأين هو؟ قال: في بِئْرِ ذروان» .
قال فأتاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ناسٍ من أصحابه، ثم جاء فقال: «يَا عَائِشَةُ، لَكأنَّ ماءَهَا نُقاعَةُ الحِنَّاءِ وأنَّ نَخْلَهَا رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ» .
قلت: يا رسول الله. أفلا نقتله؟
قال: «لا أمَّا أنا فَعَافَانِي اللَّهُ، وكَرِهْتُ أن أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شرًّا» .
قالت: فأمر بها فدفنت.
أخرجاه.

الباب الثالث
في ذكر حجامته صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال: «احتجمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو مُحْرم في رأسه، من صداع كان به أو شيء كان به».
أخرجاه.
عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثاً؛ واحدةً على كاهله واثنتين على الأخْدعين».
الكاهل: موصل العنق في القلب.
والأخدعان: عرقان في العنق.
عن ابن عمر: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم في رأسه. ويسمِّيه أمَّ مُغيث».
عن أنس بن مالك: أنه سئل عن كَسْب الحجَّام فقال: «احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حَجَمه أبو طيبة، فأمَر له بصاعين من طعام وكلَّم أهلَه فوضعوا عنه من خَراجه، وقال: «إنّ أفْضَلَ ما تَدَاوَيْتُم بِه الحِجَامَةُ» .
عن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو مُحْرمٌ بمَلَل على ظهر القدَم».

عن عليَ: «أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأمَرني أن أُعطي الحَجَّام أجره».
عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين».

البابُ الرابع
في تداويه بالحناء صلى الله عليه وسلم
عن سلمى قالت: «كنت أخْدم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فما كانت تصيبه قَرْحة، ولا نكبةٌ إلا أمرني أن أضع عليها الحناء».
أبواب نكاحه صلى الله عليه وسلم

الباب الأول
في تحبيب النساء إليه صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُبِّبَ إليَّ منَ الدُّنْيَا الطِّيْبُ والنِّسَاءُ وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاَةِ» .
قال ابن عقيل: إنما قال صلى الله عليه وسلم: «حُبب إليّ من الدنيا» لإقامة العذر وبراءة النفس من الانتماء إلى مَحبَّة الدنيا بمجرد الاختيار.
«وجعلت قرة عينه في الصلاة» لظهور آثارٍ من العبودية بها يظهر ما لا يظهر في سائر العبادات.
قال المصنف: وهذا الكلام لا أرتضيه لأن مضمونه وضع فيما غيرُه أصْلَح، فأنا معذور.
وإنما الصواب أنْ يقال: إنه لمَّا عَظَّمَ من التناسل لإيجاد الموحِّدين (حُبِّب) فيه لينسخ حالُه غيرَه. وأمّا الطِّيب فإنه من الأدب في خدمة الحق ولقاء الخَلْق. وأما الصلاة فإنها لمّا كانت في الدنيا نُسبت إليها.

الباب الثاني
في ذكر أزواجه وعددهن صلى الله عليه وسلم
1 ــــ أول أزواجِ رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خُوَيلد.
وقد سبق ذكرُ تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها. وتوفيت بعد أن مضى من النبوة سبعٌ، وقيل: عَشْر، قبل أن تُفْرض الصلوات الخمس.

ولم ينكح غيرَها حتى ماتت، وكانت تُنْفق عليه، وكان يكرمها بعد موتها كثيراً ويُهْدي إلى صدائقها. ودخلت عليه أم أزفر ماشطة خديجة فأكرَمها وقال: «هذه كَانَتْ تَغْشَانَا فِي عَهْدِ خَدِيْجَةَ، وإنّ حُسْنَ العَهْدِ مِنَ الإيْمَانِ» .
عن عبد الرحمن بن زيد قال: إن آدَم عليه السلام ذكرَ محمداً صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّ مَا فُضِّل بِه عَلَيَّ ابْنِي صَاحِبُ البَعِيْرِ أن زَوْجَتَه كانَتْ عَوْناً له فِي دِيْنِه، وكانَتْ زَوْجَتِي عَوْناً لي عَلَى الخَطِيْئَةِ» .
قال المصنف: يشير إلى خديجة عليها السلام.
وسيأتي هذا الحديث مرفوعاً في فضله على الأنبياء.
2 ــــ سَوْدَة بنت زَمْعة. كانت تحت السَّكْران بن عمرو، فأسلمَا وهاجَرا إلى أرض الحبشة، فمات زوجُها، فتزَّوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجَر بها، فلما كبرت أراد طلاقها فسألته أن لا يفعل وجعلت ليلتها لعائشة.
3 ــــ عائشة بنت أبي بكر. تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين، وبنَى بها وهي بنت تِسْع، ولم ينكح بِكْراً غيرَها. وبقيت معه تسعَ سنين.
4 ــــ حفصة بنت عمر. كانت عند خُنَيس بن حُذَافة، وهاجرت معه إلى المدينة فمات عنها، فتزوّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم طلقها تطليقةً، فقال له جبريل: إن الله يأمرك أن تراجِع حفصة فإنها صوَّامة. فراجَعها.
وقيل: إنما هَمَّ بطلاقها ولم يفعل.
5 ــــ أُم سَلَمة واسمها هند بنت أبي أُمية، واسمه سهل، كانت عند أبي سلمة فهاجر بها إلى أرض الحبشة وتوفي سنة أربع، فتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6 ــــ أُم حَبيبة: واسمها رَمْلة بنت أبي سفيان، كانت عند عُبيد الله بن جحش، هاجرا إلى الحبشة فتنصَّرَ عُبيدُ الله، فبعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أُمية الضَّمْري إلى النجاشي ليزوجها إياه، فوكَّلَت خالدَ بن سعيد بن العاص فزوَّجها إياه.

7 ــــ زينب بنت جحش: كانت عند زيد بن حارثة فطلَّقها، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
8 ــــ زينب بنت خزيمة: كانت عند الطفيل بن الحارث فطلَّقها، فتزوجها أخوه عَبدة بن الحارث، فقُتل عنها يوم بَدْر شهيداً، فتزوجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

9 ــــ جُويرية بنت الحارث: أصابها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غزوة المُصْطَلق، وكانت قد وقعت في سَهم ثابت بن قيس فكاتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى كتابتَها وتزوجها.
10 ــــ صفية بنت حُيَي. قُتل زوجها كِنانة بن الربيع يومَ خيبر، فسبَاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم واصطفاها لنفسه، فأسلمت فأعتقها وجعل عِتْقها صداقها.
11 ــــ ريحانة بنت زيد. سَبَاها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني النضير فأعتقها وتزوَّجها ويقال: كان يطأها بمِلْك اليمين ولم يعتقها.
12 ــــ ميمونة بنت الحارث. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَرِف، وقدَّر الله تعالى أنها ماتت في المكان الذي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه.
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من النساء ولم يدخل بهن منهن: الكِلاَبية. فمنهم مَنْ يسميها فاطمة، ومنهم من يسميها عَمْرة، ومنهم من يقول العالية.
ومنهن: أسماء بنت النعمان، وقَتِيلة بنت قيس، ومليكة بنت كعب، وأم شريك، وخَوْلة، وشَراف، وليلى بنت الحطيم، والغِفَارية.
وقد خطب جماعةً فلم يتم النكاح.
وفيما ذكرنا خلاف وقد ذكرته في كتاب «التَّلْقيح».
وقد عُرض عليه نسوة فأبَى.

البابُ الثالث
في ذكر سراريه صلى الله عليه وسلم
مارية القبطية: بعث بها المُقَوقس، ريحانة بنت زيد، التي ذكرناها في أزواجه. وقد قيل إنها كانت سُرِّية.
وقال أبو عُبيدة: كانت له أربع سَراري، مارية، وريحانة، وأخرى جميلة أصابها في السَّبْى، وجارية وهبتها له زينبُ بنت حجش.

قال أبو الوفاء بن عقيل: استكثارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء وزيادته على ما أبيح لأمته: دليل على أنه يَبْنِ لنفسه ناموساً، ولو أراد الناموسَ لاشتغل بالتعبُّد عن النساء.

الباب الرابع
في ذكر قوته على الجماع صلى الله عليه وسلم
عن جابر بن عبد الله قال: «أعطِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الكفيت».
قلت للحسن: ما الكفيت؟
قال: الجماع.

الباب الخامس
في استتاره وغض بصره عند الجماع صلى الله عليه وسلم
عن مولى لعائشة قال: قالت عائشة: «ما رأيت عورةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَطّ».
عن أنس قال: «ما رأيت عورةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَطّ».
عن عائشة قالت: «ما أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أحداً من نسائه إلا مقنَّعاً يُرْخي الثوبَ على رأسه، وما رأيتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رآه منِّي».
عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى امرأةً من نسائه غمض عينيه وقنَّع رأسَه وقال للتي تكون تحته: «عَلَيْكِ بِالسَّكِيْنَةِ والوَقَارِ» .

الباب السادس
في ذكر طوافه على نسائه في ساعة صلى الله عليه وسلم
عن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف على نسائه جميعاً في يوم واحد».
عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة من الليل والنهار، وهن إحدى عشرة امرأة».
قلت لأنس: وهل كان يُطيق ذلك؟
قال: كنا نتحدث أنه أُعطي قوةَ ثلاثين.

الباب السابع
في أنه كان يطوف على نسائه بغسل واحد صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على نسائه بغسل واحد».

الباب الثامن
في اغتساله في كل وطء صلى الله عليه وسلم

عن أبي رافع: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف على نسائه في يوم، فجعل يغتسل عند هذه وعند هذه. فقيل: يا رسول الله، لو جعلتَه غسلاً واحداً؟
قال: «هَذا أزْكَى وأطْيَبُ وأطْهَرُ» .

الباب التاسع
في مداراته نساءه صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: جاء حبش يَزْفنون يوم عيدٍ في المسجد، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتُ رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنت أنا الذي أنصرف عن النظر إليهم.
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحَلْواء، والعسل، وكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن».
فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما يحتبس، فسألتُ عن ذلك فقيل لي: أهدَت لها امرأةٌ من قومها عُكَّةً من عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شَرْبة.
قلت: أما والله لنحتالنَّ له.
فذكرت ذلك لسَوْدَة وقلت: إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له: يا رسول الله أكلتَ مَغَافير؟ فإنه يقول لك لا. فقولي له: ما هذه الريح؟ فإنه سيقول لك: سقَتْني حفصُة عسلاً. فقولي جرست نَحْلُه العُرفط وسأقول ذلك له، وقولي له أنتِ يا صفية.
فلما دخل على سَوْدة قالت: تقول سَوْدة: والذي لا إله إلا هو لقد كِدْتُ أن أُباديه بالذي قلتِ وإنه على الباب فَرقاً منكِ، فلما دنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، أكلتَ مغَافير؟
قال: «لا» .
قلت: فما هذه الريح؟
قال: «سَقَتْنِي حَفْصَةُ شُرْبَةَ عَسَلٍ» .
قلت: جرست نحلُه العُرْفُط.
فلما دخل عليّ قلت له مثل ذلك. ثم دخل على صفية فقالت له مثل ذلك.
فلما دخل على حفصة قالت: يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟
قال: «لا حَاجَةَ لِي بِه» .
قالت مولاة سودة: والله لقد حُرِمْنَا.
قالت: قلت لها: اسكتي.

عن عائشة قالت: كان بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامٌ فقال: «مَنْ تَرْضَيْن أنْ يَكُونَ بَيْنِي وبَيْنَكِ؟ أتَرْضِيْنَ أبا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ؟» .
قلت: لا ذاك رجل لن يقضي لك عليَّ.
قال: «أتَرْضِيْنَ بعمر؟» .
قلت: لا إني أفْرَق من عمر.
قال: «فَالشَّيْطَانُ يَفْرَقُه، أتْرَضِيْنَ بأبِي بَكْرٍ؟» .
قلت: نعم.
فبعث إليه فجاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اقْضِ بَيْنِي وبَيْنَ هَذِه» .
قال: أنا يا رسول الله؟
قال: «نَعَمْ» .
فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: اقْصِدْ يا رسول الله.
قالت: فرفع أبو بكر يده فلطم وجهي لطمةً بدرَ منها أنفي ومِنْخراي دماً وقال: لا أبا لكِ فمن يَقْصدُ إذا لم يقصد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أرَدْنَا هَذا» . وقام فغسل الدمَ عن وجهي وثوبي بيده.
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا غضبتُ وضع يده على منكبي وقال:
«اللهُمَّ اغْفِرْ لَهَا ذَنْبَها وأذْهِبْ غَيْظَ قَلْبِها وأعِذْهَا منَ الفِتَنِ» .

الباب العاشر
في تأديبه أزواجه صلى الله عليه وسلم بالهجر للخطأ والإِيلاء منهن شهراً واعتزالهن
وفي سبب ذلك ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهن سألْنَه من النفقة ما ليس عنده.
والثاني: أنه خلا بماريةَ في بيت حفصة، فلما علمت قال: «اكْتُمِي عَلَيَّ» فأخبرت عائشة.
والثالث: أنه أُهديت إليه هدية فبعث إلى زينب نصيبها فردّته، فزادها فردَّته، فقالت: لقد أقمتَ وجهك حيث تُرَدُّ هديتك. فقال: «أنْتُنَّ أهْوَنُ عَلَى الله منْ أنْ تُنْقِمْنَنِي، لا أدْخُلُ عَلَيْكُنَّ شَهْراً» .

عن عمر بن الخطاب قال: تغضَّبتُ يوماً عن امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرتُ أن تراجعني، فقالت: ما تُنْكر أن أراجعك، فوالله إن أزواجَ النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعْنه وتهجره إحداهن إلى الليل.
فانطلقتُ فدخلتُ على حفصة، فقلت: أتراجعن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟
قالت: نعم.
قلت: وتَهْجره إحداكن اليومَ إلى الليل؟
قالت: نعم.
قلت: قد خاب مَنْ فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمنُ إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت.
ثم دخلتُ على حفصة وهي تبكي، فقلت: أطلَّقكن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟
قالت: لا أدري، هو معتزلٌ في هذه المشربة. وكان أقْسَم أن لا يدخل عليهن شهراً، من شدة مَوْجدته عليهن.
أخرجاه.
عن جابر قال: أَقْبل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم والناسُ ببابه جلوسٌ فلم يُؤذَن له، ثم أقبل عمر فاستأذن فلم يؤذن له، ثم أَذِن لأبي بكر وعمر، فدخلا والنبيُّ صلى الله عليه وسلم جالسٌ وحَوْله نساؤه وهو ساكت.
فقال عمر: لأكلمنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لعلّه يضحك.
فقال: يا رسول الله، لو رأيتَ ابنة زيد، يعني امرأة عمر، سألْتني النفقة آنفاً فوجَأتُ عُنقها
فضحك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه وقال: «هُنَّ حَوْلِي كَمَا تَرَى يَسْألْنَنِي النَّفَقَةَ» .
فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها، وقام عمر إلى حفصة، كلاهما يقول: تسألين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده
فنهاهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
فقال نساؤه: والله لا نَسْأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعدَ هذا المجلس ما ليس عنده.
فأنزل الله تعالى آية التخيير.
فبدأ بعائشة فقال: «إنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أمْراً ولاَ أحِبُّ أن تَعْجَلَي فِيه حتَّى تَسْتَأْمْرِي أبَوَيْكِ» .
فقالت: ما هو؟

فتلا عليها: {يأيها النبيُّ قُلْ لأزواجك} الآية.

فقالت عائشة: أفيكَ أستَأْمر أبويَّ؟ إنّي أختار الله ورسوله، وأسألك أن لا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترتُ.
فقال: «إنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُتَعَنِّتاً، ولكنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا، لا تَسْأَلُني امْرَأةٌ منهُنَّ عَمَّا اخْتَرْتِ إلاَّ أخْبَرْتُها» .
انفرد بإخراجه مسلم.

الباب الحادي عشر
في ذكر أولاده وعددهم صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال: كان أولَ من ولد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمكة قَبْل النبوة: القاسمُ، وبه يُكْنَى. ثم ولد له زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم.
ثم ولد له في الإسلام: عبدُ الله فسمِّي الطيب والطاهر.
وأمهم جميعاً خديجة بنت خُويلد.
وكان أول من مات مِنْ ولده: القاسمُ، ثم مات عبدالله، فقال العاصُ بن وائل: قد انقطع ولده فهو أبْتَر. فأنزل الله تعالى: {إنَّ شانِئَك هو الأبْتَر} .
عن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: مات القاسم وهو ابن سنتين.
وقال محمد بن عمر: كانت سُليمى مولاة صفية بنت عبد المطلب، وكانت تقبل خديجة في أولادها، وكانت تَعقُّ عن الغلام شاتين وعن الجارية شاة، وكان بين كل ولدين لها سنة، وكانت تَسْتَرْضِع لهم، ويُعَدُّ ذلك قبلَ ولادتها.
قال أبو بكر البَرْقي: يقال: إن الطَّيب والمطيَّب ولِدا في بطن، والطاهر والمَطَهَّر ولدا في بطن. والصحيح أن هذه الألقاب لعبد الله، لأنه ولد في الإسلام.
وأما إبراهيم فمن مارية، عاش ستة عشر شهراً، وقيل: ثمانية عشر.
وأما زينب فهي أكبر ولده توفيت سنة ثمان من الهجرة.
وأما رُقَيّة فتزوجها عثمان، وتوفيت على رأس سبعة عشر شهراً من الهجرة، وتزوج بعدها أم كلثوم، وتوفيت سنة تسع من الهجرة.
وأمّا فاطمة فولدت قبلَ النبوّة بخمس سنين. والصحيح أنها أصغر بناته. وقد ذكر الزبير بن بكَّار أن أصغر بناته رقيّة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الخامس
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السادس
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية اخطاب  :: اسلاميات-
انتقل الى: