منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قرية اخطاب

ايد واحدة نبنى بلدنا
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
أخــطـابُ يـا قـلعةً للنـورِ زاهـرةً فيك العفافُ ومنك الطهرُ والأدبُ لو لم أكن فيك يا أخطابُ مولودًا لبحثْتُ عنكِ كما أوصت بكِ الكتبُ الناسُ حيرى بعيدًا عنكِ يا أملى حــتى إذا مـا أتـوْكِ فـاتَهُـم تـَعَــبُ أهلُ الفضائلِ فى أنحائِك اجتهدوا كى يُسعدوا كــلّ مُـحتاجٍ لهُ طـلـبُ كلّ المكارمِ والأخلاقِ قد جـمعتْ مجدَ الفراعين حتى جاءكِ الـعـربُ دوماً أتيهُ عـلى مـرّ الـزمـانِ بكِ أفضالكِ الغرّ قدْ هامتْ بها السحبُ الشمسُ والنجمُ والأقمارُ ظلّ لها من أهـلـكِ الصـالحينَ دائماً نسـبُ أخـطـابُ أنتِ التى فى قلبنا أبـداً أنتِ التى فى شغافِ القلبِ تحتجبُ حبّ البـلادِ التى عاشتْ بداخـلِنا فرضٌ على من إلى الأخلاقِ ينتسبُ
المواضيع الأخيرة
» ارقى مناطق التجمع الخامس بمنطقة اللوتس الجنوبية
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 11:10 pm من طرف رحاب صلاح

» شراء شات صوتي و يدعم ايضا الكاميرات-شراء دردشة صوتيه-شراء دردشة كامات
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:19 am من طرف رحاب صلاح

» هل موقعك الالكتروني يتوقف دائما؟ هنا الحل www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:16 am من طرف رحاب صلاح

» معلومات تهمك عن التجمع الخامس
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:14 am من طرف رحاب صلاح

» استضافة لينوكس أو استضافة الويندوز : تعلم كيفية اختيار الاستضافة المناسبة لك
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:49 am من طرف رحاب صلاح

» منتج الدردشة الأفضل والأقوى في العالم تفضلوا بالدخول وقراءة هذا الموضوع
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:47 am من طرف رحاب صلاح

» اسعار التمليك والمفروش في المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:44 am من طرف رحاب صلاح

» احمي موقعك وزوارك من الهاكر وسمعة موقعك على محركات البحث www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:20 pm من طرف رحاب صلاح

» طريقة شراء 123 شات فلاش من أي مكان في العالم
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:19 pm من طرف رحاب صلاح

» افخم مناطق المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:17 pm من طرف رحاب صلاح

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 89 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 89 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 285 بتاريخ الخميس أكتوبر 10, 2024 3:31 pm
عداد الزوار
تصويت

 

 كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن حسن

عبد الرحمن حسن


عدد المساهمات : 56
نقاط : 168
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/03/2011

كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع   كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع Emptyالخميس يوليو 28, 2011 5:53 am

الباب العاشر
في تحرُّك الجبل لأجله وسكونه لأمره صلى الله عليه وسلم
عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حِرَاء، فتحرك الجبلُ فضربه برجله، ثم قال: «اسْكُنْ حِرَاءُ، فَإنَّه ليْسَ عَلَيْكَ إلا نَبيٌّ، أو صِدِّيقٌ، أوْ شَهِيدٌ» .
ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطَلْحَة، والزُّبيرَ، وسعد، وعبد الرحمن، ولو شئت أن أسمي التاسع لسمَّيْتُ.
فأكثروا عليه: أخبرْنا.
فقال: أنا.

الباب الحادي عشر
في ذكر شكوى البهائم إليه وذل المستصعب منها له صلى الله عليه وسلم
عن (عبدالله بن) جعفر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً حائطاً من حيطان الأنصار وإذا جمل، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذِفراه، فسكن، فقال: «مَنْ صَاحِبُ الجَمَلِ؟» .
فجاء فتًى من الأنصار، فقال: هو لي يا رسول الله.
قال: «ألا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ البَهِيْمَةِ التِي مَلَّكَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، إنَّه شَكَى إليَّ أنَّكَ تُجِيْعُه وتُدْئبُهُ» .
انفرد بإخراجه مسلم.
عن يَعْلى بن مرَّة قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ جاء جمل فخبت حتى ضرب بجرانه بين يديه، ثم ذرفت عيناه، فقال: «وَيْحَكَ، انْظُرْ لِمَنْ هَذا الجَمَلُ، إنَّ لَه لَشَأْنًا» .
فخرجت ألتمس صاحبَه، فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه.
فقال: «مَا شَأْنُ جَمَلِكَ هَذا؟» .
قال: لا أدري والله ما شأنه، عملْنا عليه حتى عجز عن السقاية، فائتمرنا البارحةَ أن ننحره ونقسِّم لحمه.
قال: «فَلاَ تَفْعَلْ، هَبْهُ لِي أو بِعْنِيْه» .
قال: بل هو لك يا رسول الله.
قال: فوسَّمه بميسم الصدقة، ثم بعث (به) إليه.
عن أنس قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يَسْنُون عليه، وإن الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره، فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه استصعابه، وقالوا: قد عطش الزرع.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «قُوْمُوا» .
فقاموا فدخلوا الحائط والجمل في ناحيته. فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصارية: إنه يا نبي الله قد صار مثل الكلب، وإنا نخاف عليك صولتَه.
فقال: «لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْسٌ» .
فلما نظر الجمل إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خرَّ ساجداً بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذلَّ ما كان حتى أدخله في العمل.
فقال له أصحابه: يا نبي الله، هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك، ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك.
قال: «لاَ يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، وَلَوْ صَلُحَ أنْ يَسْجُدَ بَشَرٌ لِبَشَرٍ؛ لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عُظْمِ حَقِّه عَلَيْهَا» .
عن جابر بن عبدالله قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان الأنصار، وإذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شدّ عليه.

قال: فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء حتى أتى الحائط، فرغا البعير وجاء واضعاً شَفْره إلى الأرض، حتى برك بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَاتُوا خِطَامًا» فخطمه، ودفعه إلى صاحبه.
قال: ثم التفت إلى الناس فقال: «إنَّه لَيْسَ شَيْءٌ بينَ السَّمَاءِ والأَرْضِ إلاَّ يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ عَاصِي الجِنِّ والإِنْسِ » .
عن جابر قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فإذا جمل بادٍ حتى إذا كان بين السماطين خرَّ ساجداً.
فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للناس: «مَنْ صَاحِبُ الجَمَلِ؟» .
فإذا فِتْية من الأنصار قالوا: هذا لنا يا رسول الله.
قال: «فَمَا شَأْنُه؟» .
قالوا: سنَيْنا عليه منذ عشرين سنة، وكانت به شحمة، فأردنا أن ننحره فنقسمه بين غلماننا فانفلت منا.
قال: «تَبِيْعوُنِيْه؟» .
قالوا: لا، بل هو لك يا رسول الله.
قال: «أَمَا لاَ فَأَحْسِنُوا إِليْهِ حَتَّى يَأْتِيه أَجَلُه» .
فقال المسلمون عند ذلك: يا رسول الله، نحن أحق بالسجود لك من البهائم.
قال: «لا يَنْبَغِي أنْ يُسْجَدَ لِشَيْءٍ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كَانَ النِّسَاءُ لأَزْوَاجِهِنَّ» .
وفي رواية أخرى، أنه قال: «إنَّ بَعِيرَكُمْ هَذَا يَشْكُوكُمْ، يَزْعُمُ أنَّكُمْ اسْتَعْمَلْتُمُوهُ شَابًّا حتَّى إذَا كَبِرَ أرَدْتُمْ نَحْرَهُ» .

الباب الثاني عشر
في ذكر معجزته صلى الله عليه وسلم التي ظهرت في المركوب
عن أنس قال: فزع أهل المدينة ليلةً، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل الصوت على فرس عُرْيٍ لأبي طلحة، ورجع وهو يقول: «لَنْ تُرَاعُوا» .
قال أنس: وكان الفرس يُبَطَّأَ، فما سُبق بعد ذلك.
عن جابر قال: كنت أسير على جمل فأعْيَا، فأردت أن أسيبَّه، فلحقني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربه برجله ودعا له، فسار سيراً لم يَسِرْ مثلَه.
أخرجاهما.

الباب الثالث عشر
في رميه صلى الله عليه وسلم في وجوه المشركين بكفَ من تراب فملأ أعينهم
عن أنس قال: انهزم المسلمون بحنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته الشهباء وكان يسميها «دُلدُل»، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دُلدُل البَدِي» . فألزقت بطنها بالأرض، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من تراب، فرمى بها في وجوههم، وقال: «حم لا يُنْصَرُون» فانهزمَ القومُ، وما رمَيْنا بسهم ولا طعنَّا برمح.
وفي رواية: فما خلق الله منهم إنساناً إلا ملأ عينه تراباً.
وسنذكر طرق هذا الحديث في غزاة حنين إن شاء الله تعالى.

الباب الرابع عشر
في إشارته صلى الله عليه وسلم إلى الأصنام فوقعت
عن عبدالله بن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم (مكة يوم الفتح) وحولَ الكعبة ستون وثلاث مائة صنم، فجعل يطعنها بعودٍ في يده ويقول: «جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِل كَانَ زَهُوقًا» .
أخرجاه.
عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وحول البيت ثلاث مائة وستون صنماً، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيب، فجعل يشير إليها ويقول: «جَاءَ الحَقُّ وزَهَقَ البَاطِلُ، إنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً، جَاءَ الحَقُّ وما يُبْدِىءُ البَاطِلُ وَمَا يُعِيْدُ» . فجعلت تستلقي من غير أن يمسَّها.

الباب الخامس عشر
في إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغائبات
قال المصنف رحمه الله: قد سبق ذكر أشياء منها: أنه أخبر بأن الأرضة أكلت ما في الصحيفة التي كتبها المشركون بالبراءة من بني هاشم من ظلم وجَوْر.
عن جابر بن سَمُرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لتَفْتَحَنَّ عِصَابَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ كَنْزَ آلِ كِسْرَى الذي فِي القَصْرِ الأبْيَضِ» .
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلاَ كِسْرَى بَعْدَه، وإذا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلاَ قَيْصَرَ بَعْدَه، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِه لتُنْفَقَنَّ كُنُوزِهِمَا فِي سَبِيْلِ الله» .
عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله: «إذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلاَ كِسْرَى بَعْدَه، وإذا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلاَ قَيْصَرَ بَعْدَه، وَايْمُ الله لتُنْفَقَنَّ كَنْزَهُمَا فِي سَبِيْلِ الله» .
أخرجاهما في الصحيحين.
قال المصنف رحمه الله: وربما أشكل هذا الحديث وقال قائل: فقد مَلَك بعد كسرى وقيصر جماعة سُمُّوا بهذا الاسم، فإنَّ كلَّ ملِك كان لفارس يسمَّى كسرى، وكل ملك كان للروم يسمى قيصر.
فالجواب: أنه ما مَلَك مَن كان لمِلْكه طائل ولا ثبوت، وما زال مُلْكهم متزلزلاً حتى انمحق.
عن أنس قال: كنا مع عمر بين مكة والمدينة، فتراءينا الهلال وكنت حديدَ البصر فرأيته، فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟
قال: سأراه وأنا مستلقٍ على فراشي.
ثم أخذ يحدثنا عن أهل بدر، قال: إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيُرينا مصارعهم بالأمس يقول: «هذا مَصْرَعُ فُلانٌ غَدَاً إنْ شَاءَ اللَّهُ، وهَذا مَصْرَعُ فُلاَنٌ غَدًا إنْ شَاءَ اللَّهُ» .
قال: فجعلوا يُصْرعون عليها.
قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أخطؤوا تيك، كانوا يصرعون عليها.
انفرد بإخراجه مسلم.
عن أبي هريرة قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال لرجل ممن يدَّعي الإِسلام: «هَذا مِنْ أَهْلِ النَّارِ» .
فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الرجلُ الذي قلتَ إنه من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً وقد مات.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلَى النَّارِ» .
فكاد بعض القوم أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت ولكن به جراح شديد. فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: «اللَّهُ أكْبَرُ، أشْهَدُ أنِّي عَبْدُ الله وَرَسُولُه» . ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: «إنَّه لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، فإنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذا الدِّيْنَ، بالرَّجُلِ الفَاجِرِ» .

أخرجاه من حديث سهل بن سعد.
عن أبي حُميد الساعِدي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عامَ تبوك فقال: «إنَّهَا سَتَهِبُّ عَلَيْكُمْ رِيْحٌ شَدِيْدَةٌ، فَلا يَقُومَنَّ فِيهَا رَجُلٌ، ومَنْ لَه بَعيْرٌ فَلْيُوثِقْ عِقَالَه» .
قال أبو حميد: فعقلناها، فلما كان من الليل هبَّت علينا ريح شديدة، فقام فيها رجل فألقته في جبل طيىء.
أخرجاه.
عن ثَوْبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا ومَغَارِبَهَا، وإنَّ مُلْكَ أمَتِّي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِيْ مِنْهَا، وإنِّي أُعْطِيْتُ الكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ» .
قال المصنف رحمه الله: هذا قاله وهو محسورٌ ولا سلطان له على بلد، فكان كما قال، وقد بلغ ملكُ أمته من أول المشرق من بلاد الترك إلى آخر المغرب من بلاد البربر وبحر الأندلس.
عن أبي سعيد الخدري قال: أخبرني أبو قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: «تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ» .
انفرد بإخراجه مسلم.
عن أبي ذر قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع في المسجد، فغمزني برجله، فاستويت جالساً فقال لي: «يَا أبَا ذَرٍ، كَيْفَ تَصْنَعُ إذَا أُخْرِجْتَ مِنْهَا؟» .
فقلت: أرجع إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى بيتي.
قال: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ إذَا أُخْرِجْتَ مِنْهُمَا» .
فقلت: إذن آخذ سيفي أضرب به مَنْ يخرجني.
فقال: «عَقْراً بَلْ تُقَادُ مَعَهُم حَيْثُ قَادُوكَ، وتُسَاقُ مَعَهُمْ حَيْثُ سَاقُوكَ وَلَوْ عَبْدٌ أَسْوَدٌ» .
قال أبو ذر: فلما نُفِيت إلى الربذة أقمت الصلاة، فتقدم رجل أسود كان على نعَمَ الصدقة، فلما رآني أخذ ليرجع وليقدِّمني، فقلت: كما أنت، بل أنْقاد لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: «مَنْ يُبْسُطُ ثَوْبَه حتَّى أَفْرَغَ مِنْ حَدِيثِي ثُمَّ يَقْبِضَهُ إِلَيْهِ، فَإنَّه لَيْسَ يَنْسَى شَيْئاً سَمِعَه مِنِّي أبَداً» .
قال: فبسطت ثوبي، أو قال: نَمرتي، ثم حدَّثنا، فقبضته إليّ، فوالله ما نسيت شيئاً سمعته منه.
أخرجاه.
عن عبدالله بن رافع أنه سمع علياً يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا، والزبير، والمقداد فقال: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإنَّ بِهَا ظَعِيْنَةٌ مَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوه مِنْهَا» .

فانطلقنا تعادي بنا خيلُنا، حتى أتينا الروضةَ، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب.
قالت: ما معي من كتاب.
فقلنا: لتخرجِنَّ الكتاب أو لتلقين الثياب.
فأخرجت الكتابَ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن بَلْعتة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا حَاطِبُ، مَا هَذا؟» .
قال: لا تعجل عليَّ يا رسول الله، إني كنت امرأ مُلْصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان مَنْ كان من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النَّسب فيهم أن اتخذ فيهم يداً يَحْمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني، ولا أَرْضَى بالكفر بعد الإِسلام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّه قَدْ صَدَقَكُم» .
فقال عمر: دَعْني أضرب عنق هذا المنافق.
فقال: «إنَّه قَدْ شَهِدَ بَدْرَاً، وَمَا يُدْرِيْكَ أنَّ اللَّهَ أطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَال: اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فَقَد غَفَرْتُ لَكُم» .
أخرجاه.
عن أبي بَكْرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وكان الحسن بن علي يثِبُ على ظهره إذا سجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ ابْنِي هَذا سَيِّدٌ، وسَيُصْلِحُ اللَّهُ بِه بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمينَ» .
عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِم من سَفَرَ، فلما كان قُرْب المدينة هاجت ريح تكاد تدفع الراكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَبَّتْ هَذه الرِّيْحُ لِمَوْتِ مُنَافِقٍ مَاتَ بالمَدِيْنَةِ» .
فقدم المدينة، فإذا منافق عظيم من المنافقين مات ذلك اليوم..
عن عديِّ بن حاتم قال: بَيْنا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قَطْعَ السبيل.
فقال: «يَا عَدِيُّ، هَلْ رَأَيْتَ الحِيْرَةَ؟» .
قلت: لم أرها وقد أنبئت عنها.
فقال: «إنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ منَ الحِيْرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بالكَعْبَةِ لا تَخَافُ (أَحَداً) إلا اللَّهُ» .
قلت، بيني وبين نفسي: فأين دُعَّار طيء الذين قد سَعَّروا البلاد؟.
قال: «وإنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لتَفْتَحَنَّ كُنوزُ كِسْرَى» .
قلت: كسرى بن هُرْمز؟.
قال: «كِسْرَى بنُ هُرْمُزْ» .

«وإنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَينَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كفِّه ذَهَباً وفِضَّةً، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُه مِنْه، فَلاَ يَجِدُ أحَداً يَقْبَلُه مِنْه» .
قال عدي: فرأيت الظَّعينة ترتحل من الحِيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هُرمز.
وإن طالت بكم حياة لتروُنَّ ما قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم يُخْرج مِلْء كفه.
أخرجاه.
عن أبي موسى: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل يستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «افْتَحْ لَه وبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ» فإذا هو أبو بكر رضي الله عنه، ثم استفتح رجل آخر فقال: «افْتَحْ لَه وبَشِّرْهُ بِالجَنَّة» فإذا عمر، ففتحت له وبشَّرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر، وكان متكئاً فجلس، فقال: «افْتَحْ لَه وبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ عَلَى بَلوَى تُصِيْبُه» . فإذا عثمان، ففتحت له وبشَّرته بالجنة، فأخبرته بالذي قال: فقال الله المستعان.
أخرجاه.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُومُ السَّاَعةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْماً نِعَالُهُم الشَّعْرُ، وحتَّى تُقَاتِلوُا التُّركَ صِغَارَ الأَعْيُنِ (حُمْرُ الوُجُوهِ)، ذُلْفُ الأُنوفِ، كأنَّ وجُوهَهُم المَجَانُّ المُطْرقة» .
عن أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً إذ جاءه ذو الخُوَيصرة وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله، اعدل.
قال: «وَيْلَكَ، ومَنْ يَعْدِلُ إذَا لَمْ أَعْدِلْ فَقَد خِبْتُ وخَسِرْتُ إنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ» .
فقال عمر: ائذن لي فيه فأضرب عنقه.
فقال: «دَعْه، فإنَّ لَه أصْحَاباً، يَحْقِرُ أحَدُكُم صَلاَتَه مَعَ صَلاَتِهِم، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِم، يَقْرَؤونَ القُرآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُم، يَمْرُقُونَ منَ الدِّيْنِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِن الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إلَى نَضْلِه فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثم يُنْظَرُ إلى رِضَافِه فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَ يُنْظَرُ إلَى نَضِيِّه وَهُوَ قِدْحُهُ فَلا يُوجَدُ فِيه شَيْءٌ، ثُمَ يُنْظَرُ إلَى قُذَذِه فَلاَ يُوجَدُ فِيه شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ، آيتُهُم رجُلٌ أسَوْدُ إحْدَى عَضُدَيْه مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ، أو مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِيْنِ فُرْقَةٍ منَ النَّاسِ» .

قال أبو سعيد: وَأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، وأمر بذلك الرجل فالتُمسِ، فأُتي به حتى نظرت إليه على نَعْت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نَعته.
والرضاف: جمع رضفة، وهي عَقَبة تُلْوَى على مَدْخَل النصل في السهم.
والنَّضيّ: القِدْح قبل أن يبحث.
والقُذَذ: ريش السهم.
والمعنى: أنه مَرَق عاجلاً فلم يَعْلق به دم.
عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بصفية يوم خيبر، وأتي بزوجها وأخيها، وكان قد أعطاهما الأمان على أن لا يكتما شيئاً فإن كتماه استحلَّ دماءهما، فأما أحدهما فصدقه ولم يَكْتمه، وأما كنانة وهو زوج صفية فكتمه مَسك الجمل، وكان فيه حلي كثير، فقال: «يَا كِنَانَةَ، إنَّكَ قَدْ أعْطَيْتَنِي أنْ لاَ تَكْتُمَنِي شَيْئاً، فأيْنَ مُسِكَ الجَمَلُ؟» .
فقال: ما كتمتك شيئاً.
فأتاه جبريل فأخبره بمكانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «اذْهَبُوا فَإنَّه فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا» .
فلما أُتي به أمر بهما، فضربت أعناقهما، وقال لبلال: «خُذْ بِيَدِ صَفِيَّةَ» .
فأخذ بيدها فمر بها بين القبيلتين، فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رؤي في وجهه، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخيرها بين أن يعتقها فترجع إلى مَنْ بقي من أهلها، أو تسلم فيتخذها لنفسه.
فقالت: أختار الله ورسوله.
فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس: «انْصَرِفُوا عَنْ أُمِّكُم» . حتى إذا كان على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها، فأبت فوجد عليها في نفسه، فلما كان بالصهباء مال إلى هناك فطاوعته، فقال: «مَا حَمَلَكِ عَلَى إِبَائِكِ؟» .
قالت: خشيت عليك قربَ يهود.
فأعرَس بها، وبات أبو أيوب يحرس رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يدور حول خبائه، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الوطء قال: «مَنْ هَذا؟» .
قال: خالد بن زيد.
قال: «مَا لَكَ؟» .
فقال: ما نمت هذه الليلة مخافة هذه الجارية عليك.
فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع.
عن عبدالله بن عباس قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان في الطواف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبا سُفْيَانَ، أَمَا كَانَ بَيْنَكَ وبَيْنَ هِنْدٌ كَذَا وَكَذَا» .
فقال أبو سفيان في نفسه: أفشَتْ عليَّ هند سِرِّي، لأفعلن بها ولأفعلن.
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من طوافه لحق أبا سفيان فقال: «يَا أَبَا سُفْيَانَ، لاَ تَظْلِمْ هِنْدَاً، فإنَّهَا لَمْ تُفْشِ إليَّ مِنْ سِرِّكَ شَيْئاً» .

فقال أبو سفيان: أشهد أنك رسول الله، فمن أنبأك بما في نفسي
عن عاصم بن كليب قال: حدثني أبي قال: حدثني رجل من الأنصار قال: خرجت مع أبي وأنا غلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلقانا رجل فقال: يا رسول الله، فلانة تدعوك وأصحابك إلى طعام.
فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم ومَنْ معه، فقعدنا مقاعد الغلمان من آبائهم، فجيء بالطعام، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وضعوا أيديهم، فنظر القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك أكلةً فكفوا أيديهم.
قال: فلاك الأكلة ثم لفظها، وقال: «لَحْمُ شَاةٍ أُخِذَتْ بِغَيْرِ إذْنِ أهْلِهَا» .
فقامت المرأة فقالت: يا رسول (الله)، أردت أن أجمعك وأصحابك على طعام، فبعثت إلى البقيع، فلم أجد شيئاً يباع، فبعثتُ إلى أخي أن ابعث إليَّ شاتك، فلم يكن أخي ثَمَّ فدفع أهلُه إليَّ الشاةَ.
عن أنس قال: نعى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابَ مُؤْتة على المنبر، فبدأ بزيد، ثم بجعفر، ثم ابن رَوَاحة.
ثم قال: وأخذ اللواء خالد بن الوليد، وهو سيف من سيوف الله تعالى.
عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل عائشة إلى امرأة فقالت: ما رأيت طائلاً.
قال: «لَقَدْ رَأَيْتِ خَالاً بِخَدِّهَا اقْشَعَرَّتْ مِنْه ذَؤُابَتُكِ» .
فقالت: ما دونك سِرٌّ، ومَنْ يستطيع أن يَكْتُمك
عن سليمان بن صُرَد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: «نَغْزُوهُم وَلاَ يَغْزُونَا» .
قال أبو نعيم: فحقق الله ذلك فغزاهم، ولم يُغْزَ بعد ذلك.
عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَظْهَرُ الدِّينُ حَتَّى يُجَاوِزَ البِحَارِ، وحَتَّى تُخَاضُ البِحَارُ بالخَيْلِ فِي سَبيلِ الله» .
عن عثمان بن صهيب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوماً لعليَ: «مَنْ أَشْقَى الناس؟» .
قال: الذي عقَر الناقة يا رسول الله.
قال: «صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الآخِرِيْنَ؟» .
قال: لا علم لي يا رسول الله.
قال: «الذي يَضْرِبُ عَلَى هَذِه» وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى يافوخه.
فكان عليّ رضي الله عنه يقول لأهل العراق: أما والله لوددت أنه انبعث أشقاها فخضب هذه ـ يعني لحيته ـ من هذه، ووضع يده على مُقَدَّم رأسه.
عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَذا قَبْرُ أَبي رِغَال، وَهُوَ أبُو ثَقِيْفٍ؛ وكَانَ منْ ثَمُودَ، وكانَ بِهَذا الحَرَم يَدْفَعُ عَنه، فلمَّا خَرَجَ منه أصَابَتْهُ النِّقْمَةُ التي أصَابَتْ قَوْمَه بهذا المَكَان، فَدُفِنَ فِيه، وآيةُ ذَلِكَ أَنَّه دُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ منْ ذَهَبٍ، إنْ أَنْتُم نَبَشْتُم عَنْه أصَبْتُمُوه مَعَه» .

فابتدره الناسُ فاستخرجوا منه الغصن.
عن ابن عمر قال: أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الخبرُ من السماء في الليلة (التي) قتل فيها العَنْسي ليبشِّرنا، فقال: «قُتِلَ الأَسْوَدُ البَارِحَةَ، قَتَلَهُ رَجُلٌ مُبَارَكٌ» .
قيل: مَنْ؟
قال: «فيروز بان فيروز» .
عن أم ذر قالت: لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت فقال: لا تبكي وابشري فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم: «لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُم بِفَلاةِ مِنَ الأرْضِ يَشْهَدُه عِصَابَةٌ مِنَ المُؤمِنينَ» . وليس من أولئك النفر أحدٌ إلا وقد مات في قرية أو جماعة، وأنا الذي أموت بالفلاة، والله ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ فأبصري الطريق.
قالت: فقلت: إنه قد ذهب الحاج وتقطعت الطريق.
قالت: فكنت أشتد إلى الكثيب، ثم أرجع إليه فأمرضه، فإذا أنا برجال على رواحلهم، فأَلَحْتُ بثوبي فأسرعوا وقالوا: ما لك؟
قلت: رجل من المسلمين يموت.
قالوا: ومن هو؟
قلت: أبو ذر.
قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: نعم. فَفَدَّوه بآبائهم وأمهاتهم، فكفنه أحدهم ودفنوه.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلاَتٌ مُمِيْلاَتٌ، رؤوسِهنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المَائِلةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيْحَهَا، وإنَّ رِيْحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيْرَةِ كَذَا وكَذَا» .
عن أبي نوفل قال: لما قتل ابنُ الزبير أرسل الحجاج إلى أمه أسماء فقالت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذَّاباً ومُبِيراً، فأما الكذَّاب فرأيناه، وأما المُبِير فلا أخالك إلا إياه.
انفرد بإخراجه مسلم.
والكذاب هو: المختار بن عبيد.
عن أبي هارون العبدي قال: كنا إذا دخلنا على أبي سعيد الخدري قال: مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّه سَيَأْتِيْكُم رِجَالٌ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ ليَتَفَقَّهُوا فَإِذَا أتَوْكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْراً» .
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَسْمعُونَ ويُسْمَعُ مِنْكُمْ، ويُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ» .

عن أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يزورها كل جمعة، وإنها قالت يوم بدر: أتأذن لي فأخرج معك، أُمرِّض مرضاكم، وأداوي جرحاكم، لعل الله يُهْدي لي شهادة؟
قال: «قَرِّي، فإنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُهْدِي لَكِ شَهَادَةً» .
وكانت أعتقت جارية لها وغلاماً عن دَبر منها، فطال عليهما، فغمَّاها في قطيفة حتى ماتت، وهربا.
فأتى عمر فقيل له: إن ورقة قتلها غلامُها وجاريتها وهربا.
فقام عمر في الناس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور أمَّ ورقة ويقول: «انْطَلِقُوا نَزُورُ الشَّهيدَةَ» وأُتي بهما فَصُلِبا.
عن ابن عباس قال: لما أُسر العباس وطلب منه الفداء قال: ليس لي مال.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَ المَالُ الذي وَضَعْتَه بِمَكَّةَ حِيْنَ خَرَجْتَ عِنْدَ أمِّ الفَضْلِ وَلَيْسَ مَعَكُمَا أحَدٌ، وقُلْتَ: إن أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذا فَلِلفَضْلِ كَذَا وأنْتُم كَذَا ولِعَبْدِالله كَذَا» .
قال: والذي بعثك بالحق ما عَلم بهذا أحدٌ من الناس غيري وغيرك، وإني أعلم أنك رسول الله.
وقد روى محمد بن إسحاق: أن عمير بن وهب جلس مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر بيسير وهو في الحجر.
وكان عمير من شياطين قريش، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة، وكان ابنه وهب ابن عمير في أسارى بدر، فذكر أصحاب القليب ومصابهم فقال صفوان: والله ما في العيش بعده من خير.
فقال له عمير: صدقت والله، أما والله لولا دَينٌ عليَّ ليس له عندي قضاء، وعيال أخشى عليهم الضَّيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي فيهم علة، ابني أسير في أيديهم.
فقال صفوان: فعليَّ دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أسوتهم كأسوتهم.
قال عمير: فاكتم عليَّ شأني وشأنك.
قال: أفعل.
ثم إن عميراً أمر بسيفه فشُحذ وسُمّ، ثم انطلق حتى قدم المدينة، فرآه عمر قد أناخ بعيره على باب المسجد متوشحاً السيف، فقال: هذا عدو الله عمير قد جاء ما جاء إلاّ لشر، وهو الذي حَرّش بيننا وحزَرنا للقوم يوم بدر.
ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذا عدو الله عمير قد جاء متوشحاً سيفه.
قال: «فَأَدْخِلْهُ عَلَيَّ» . فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلبَّبَه بها وقال لرجال من الأنصار: ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجلسوا عنده، واحذروا هذا الخبيث عليه، فإنه غير مأمون.

ثم دخل به عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه قال: «أَرْسِلْهُ يَا عُمَر، ادْنُ يَا عُمَيْر» .
فدنا ثم قال: انعم صباحاً، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم.
فقال رسول الله: «قَدْ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِتَحِيَّةً خَيْرٌ مِنْ تَحِيَّتَكَ يَا عُمَيْرُ، السَّلاَمُ تَحِيَّةُ أَهْلِ الجَنَّةِ، مَا جَاءَ بِكَ يَا عُمَيْرُ؟» .
قال: جئتُ في فداء أسير لي في أيديكم فأحسنوا إليه.
قال: «فَمَا بَالُ السَّيْفِ فِي عُنُقِكَ؟» .
قال: قبحها الله من سيوف وهل أغنَتْ شيئاً.
قال: «اصْدُقْنِي فِي الذي جِئْتَ لَهُ» .
قال: ما جئت إلا لذلك.
فقال: «بَلْ قَعَدْتَ أنْتَ وَصَفْوَانَ فِي الحِجْرِ، فَذَكَرْتُمَا أصْحَابَ القَلِيْبِ مِن قُرَيْشٍ، ثُمَّ قُلتَ: لَوْلاَ دَيْنٌ عَلَيَّ وَلِي عِيَالٌ لَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْتُلَ مُحَمَّدًا، فَتَحَمَّلَ لَكَ صَفْوَانُ بنُ أمَيَّةَ بِدَيْنِكَ وَعِيَالِكَ عَلَى أنْ تَقْتُلَنِي، واللَّهُ حَائِلٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ» .
فقال عمير: أشهد أنك رسول الله قد كنا نكذِّبك، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا صفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإِسلام وساقني هذا المساق. ثم تشهد شهادة الحق.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فقَّهُوا أَخَاكُمْ فِي دِينِهِ، وعَلِّمُوهُ القُرْآنَ، وأطْلِقُوا لَهُ أَسِيْرَهُ» . ففعلوا.
ثم قال: يا رسول الله، إني كنت جاهداً في إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله، وإني أحب أن تأذن لي فأقدَم مكة، فأدعوهم إلى الله وإلى دين الإِسلام، لعل الله أن يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أؤذي أصحابك.
فأذن له، فلحق بمكة، وكان صفوان حين خرج عمير يقول لقريش: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر.
وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه، فحلف أن لا يكلمه أبداً، ولا ينفعه بنفع أبداً.
فلما قدم مكة أقام بها يدعو إلى الإِسلام ويؤذي من خالفه، فأسلم على يديه ناس.
قال المصنف:
قال أبو الوفا بن عقيل: إقدامُ الرسول صلى الله عليه وسلم على الإِعلام بالغائبات والمستقبلاَت فيه مخاطرة عظيمة، لأن الأسود ومسيلمة فضحهما تخمينهما، فخرج الخبر على خلاف ما أَخبرا به.
ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: {س111ش3سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ }

(المسد: 3)
فلو أنه أَسْلَم كان في هذا ما فيه، وإنما طالع العواقب، وذلك دليل على أنه كان شديد الثقة، فالحمد لله الذي ثبته على ذلك، وأنه بانٍ لا يخاف أن ينهدم بأمور توجب التهم، وإنما هو صادر عن قادر على الإِتمام.

الباب السادس عشر
في إلانة الصخر له صلى الله عليه وسلم
عن جابر قال: مكث النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثاً لم يذوقوا طعاماً، فقالوا: يا رسول الله، إن ههنا كُدْيةً من الجبل.
فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رُشُّوهَا بِالمَاءِ» .
ثم أخذ المِعْول وقال: «بِسْمِ الله» . فضربها ثلاثاً فصارت كثيباً تنهال.
قال جابر: فحانت مني التفاتة، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد شَدَّ على بطنه حجراً.
أخرجاه.
عن البراء بن عازب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق، فعرضت لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول، فشكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فأخذ المِعول وقال: «بِسْمِ الله» . وضرب ضربة، فكسر ثلثَ الحجر، وقال: «اللَّهُ أكْبَرُ، أُعْطِيْتُ مَفَاتِيْحَ الشَّامِ، واللَّهُ إِنِّي لأُبْصِرُ قُصُوْرَهَا الحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذا» .
ثم قال: «بِسْمِ الله» . وضرب ضربة أخرى، فكسر ثلث الحجر وقال: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيْتُ مَفَاتِيْحَ فَارِسٍ، واللَّهُ إِنِّي لأَنْظُرُ المَدَائِنَ وأُبْصِرُ قُصُوْرَهَا البِيْضَ مِنْ مَكَانِي هَذا» .
ثم قال: «بِسْمِ الله» وضرب ضربة أخرى، فقطع بقية الحجر فقال: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيْتُ مَفَاتِيْحَ اليَمَنِ، والله إِنِّي لأَنْظُرُ إِيْوَانَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذا» .

الباب السابع عشر
في ذكر حنين الجذع إليه صلى الله عليه وسلم
عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع نخلة، فقالت امرأة من الأنصار كان لها غلام نجار: يا رسول الله، إن لي غلاماً نجاراً، أفلا آمره يتخذ لك منبراً تخطب عليه؟
قال: «بلى» .
قال: فاتخذ له منبراً، فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر.
قال: فأنَّ الجذعُ الذي كان يقوم عليه كما يئنُّ الصبي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هَذا بَكَى لِمَا فَقَدَ مِنَ الذِّكْرِ» .
عن الطفيل بن أُبي بن كعب، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، هل لك أن أعمل لك منبراً تقوم عليه يومَ الجمعة حتى يراك الناس وتُسْمعهم خطبتك؟
قال: «نَعَمْ» .
فصنع له ثلاثَ درجات، فلما صنع المنبر ووضع في موضعه، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم على المنبر، فمرَّ إليه، خارَ الجذعُ حتى كاد أن ينشقَّ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسحه بيده حتى سكن، ثم رجع إلى المنبر. فلما هدم المسجد وغُيّر؛ أخذ ذلك الجذعَ أبيُّ بن كعب، فكان عنده في داره حتى بَلي وأكلته الأرضة، وعاد رُفاتاً.
عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة يُسند ظهره إليها، فلما كثر الناس قال: «ابْنُوا لِيْ مِنْبرًا» .
فبنوا له منبراً له عتبتان، فلما قام على المنبر يخطب حَنَّت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أنس: وأنا في المسجد، فسمعت الخشبة تحنُّ حنين الواله، فما زالت تحن حتى نزل إليها فاحتضنها فسكتت.
فكان الحسن إذا حدَّث بهذا الحديث بكى، ثم قال: يا عباد الله، الخشبةُ تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه، لمكانه من الله عزّ وجلّ، فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إلى لقائه.
عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحنَّ الجذع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فمسحه.
أخرجه البخاري.
عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فأتاه رجل رومي فقال: «اصْنَعْ لِيْ مِنْبَراً أَخْطُبُ عَلَيْهِ» .
فصنع له منبره هذا الذي ترون، فلما قام عليه يخطب حنَّ الجذع حنين الناقة إلى ولدها، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضمَّه إليه فسكت، فأمر به أن يُدْفَن ويحفر له.
عن ابن بُريدة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب قام فأطال القيام، فكان يشق عليه قيامه، فأتى بجذع نخلة، فحفر له وأقيم إلى جنبه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب، وطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه، فبصر به رجل كان ورد المدينة، فقال لمن يليه من الناس: لو أعلم أن محمداً يَحْمدَني في شيء يرفُق به لصنعت له مجلساً يقوم عليه، فإن شاء جلس ما شاء، وإن شاء قام.

فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ايْتُونِي به» . فأُتي به فأمره أن يصنع له هذه المراقي، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك راحةً.
فلما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الجذعَ، وعمد إلى الذي صُنع له، جَزع الجذع فحنَّ كما تحن النافة حين فارقه النبي صلى الله عليه وسلم.
فسمع بريدة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع الجذع رجع إليه فوضع يده عليه وقال: «اخْتَرْ أَنْ أَغْرُسَكَ فِي المَكَانِ الذي كُنْتَ فِيهِ فَتَكُونَ كَمَا كُنْتَ، وَإنْ شِئْتَ فَأَغْرِسُكَ فِي الجَنَّةِ فَتَشْرَبُ مِنْ أنْهَارِهَا وَعُيُونِهَا، فَيَحْسُنُ نَبْتُكَ، وتُثْمِرُ، فَيَأْكُلُ أوْلِيَاءُ الله مِنْ ثَمَرَتِكَ ـ فَعَلْتُ» .
فزعم أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «نَعَمْ فَعَلْتُ» . مرتين.
فسئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أَحَبَّ أَنْ أَغْرُسَهُ فِي الجَنَّةِ» .
عن أبيّ بن كعب، عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع وكان عريشاً، وكان يخطب إلى ذلك الجذع.
فقال رجل من أصحابه: ألا نجعل لك شيئاً تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس ويسمع الناس خطبتك؟
قال: «نَعَمْ» .
فصنع له ثلاث درجات فقام عليها كما كان يقوم فأصغى إليه الجذع فقال له «اسْكُنْ» .
ثم التفت، فقال: «إنْ تَشَأْ أَغْرِسْكَ فِي الجَنَّةِ فَيَأْكُلُ مِنْكَ الصَّالِحُونَ، وإنْ تَشَأْ أعِدْكَ رَطْبًا كَمَا كُنْتَ» . فأختار الآخرة على الدنيا، فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم دُفع إلى أبي فلم يزل عنده إلى أن أكلته الأرضة.
قال ابن عقيل: لا ينبغي أن يُتعجَّب من حنين الجذع ومجيء الأشجار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مَنْ جَعل في المغناطيس خاصيةً تجذب الحديد إليه، يجوز أن يجعل في الرسول خاصية تجذب إليه.

الباب الثامن عشر
في تسبيح الحصى في يده
عن أبي ذر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس في مكان هو وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فتناول النبي صلى الله عليه وسلم سبع حَصَيَات فسبَّحْن، حتى سمعت لهن حَنيناً كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسْن.
ثم أخذهن فوضعهن في يد أبي بكر فسبَّحن حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل. ثم وضعهن فخرسْن.
ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر حتى سمع لهن حنيناً كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن.
ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبَّحن حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسْن.

الباب التاسع عشر
في ستره عمن قصد أذاه من المشركين
عن ابن عباس قال: {س111ش1تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ }
(المسد: 1)
جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر، فلما رآها قال: يا رسول الله، إنها امرأة بَذِيَّة فلو قمتَ لا تؤذيك.
قال: «إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي» .
فجاءت فقالت: يا أبا بكر، صاحبُك هَجَاني بشِعره.
قال: لا، ما يقول الشعر.
قالت: أنت عندي مصدَّق وانصرفت.
فقال: يا رسول الله، إنها لم ترك.
قال: «لاَ، لَمْ يَزَلْ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي مِنْهَا بِجَنَاحِهِ» .
امرأة أبي لهب هي: أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان.

الباب العشرون
في دفع من أراد أذاه صلى الله عليه وسلم من الإِنس
عن جابر بن عبدالله قال: غَزَوْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل نَجْد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفلتُ معهم، فأدركَتْه القائلة في وادٍ كثير العِضَاه، فنزل أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سَمُرَة فعلَّق بها سَيفه.
قال جابر: فنِمْنا نومةً، ثم إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فجئناه فإذا أعرابي عنده جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هَذا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ، وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتاً فَقَال لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ. هَوُ ذَا جَالِسٌ» .
ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه.
عن جابر بن عبدالله قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزاة بني محارب، جاءه رجل يقال له غورث بن الحارث، حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مَنْ يمنعك منِّي؟ قال: «الله» . فسقط السيف من يده فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ كُن خَيْرَ آخِذٍ» . قال: «أَتَشْهَدُ أنْ لاَ اله إِلاَّ اللَّهُ؟؟» .
قال: لا، ولكن أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى سبيله.
عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفِّر محمد وجهه فيكم بين أظهركم؟
قال: فقيل: نعم.
فقال: واللات والعزى، إنْ رأيته يفعل ذاك لأطأنَّ على رقبته ولأعفرنّ وجهه في التراب.
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي زعم ليطأ عنقه.
قال: فما فجأهم منه إلا وهو يَنْكص على عقبيه ويتقي بيده، فقالوا له: ما لك؟
قال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهَوْلاً وأجنحة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ دَنَا مِنِّي لاخْتَطَفْتُه عُضْوًا عُضْوًا» .
انفرد بإخراجه مسلم.
حكى الواقدي عن أشياخه قال: جاء الظهر يوم الفتح، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً أن يؤذن بالظهر فوق الكعبة، وقريش فوق الجبال وقد فرَّ وجوههم وتغيبوا.
فلما قال: أشهد أن محمداً رسول الله. يقول جويرية بن أبي جهل: لعمري، لقد رفع لك ذِكرك، أما الصلاة فنصلي، ووالله ما نحب مَن قَتل الأحبة.
وقال خالد بن أسيد: الحمد لله الذي أكرم أبي فلم يسمع بهذا اليوم.
وقال الحارث بن هشام: واثكلاه ليتني متُّ قبل أن أسمع بلالاً ينهق فوق الكعبة
وقال الحكم بن أبي العاص: هذا واللات الحادث الجليل، يصيح عبدُ بني جَمَح ينهق على بَنِيَّة أبي طلحة.

وقال سهيل بن عمرو: إن كان هذا سخطاً لله فسيغيره.
وقال أبو سفيان بن حرب: أما أنا فلا أقول شيئاً، ولو قلت شيئاً لأخبَرتْه هذه الحصاة.
فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره خبرهم، فأقبل حتى وقف عليهم فقال: «أَمَّا أنْتَ يَا فُلاَنُ فَقُلْتَ كَذَا، وأَنْتَ يَا فُلاَنُ فَقُلْتَ كَذَا» .
فقال أبو سفيان: أما أنا يا رسول الله فما قلتُ شيئاً.
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن عكرمة قال: قال شيبة بن عثمان: لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم حُنَيناً: فذكرت أبي وعمي قتلَهما عليٌّ وحمزة، فقلت: اليومَ أُدْرك ثأري من محمد.
فجئته مِن خَلْفه، فدنوت منه ودنوت حتى لم يَبْق إلا أن أُسوره بالسيف سورة رُفع إليَّ شُوَاظ من نار كأنه البرق، فنكصت القهقرى، فالتفت إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «تَعَالَ يَا شَيْبَةَ» . فوضع يده على صدري، واستخرج الله الشيطانَ من قلبي، فرفعت إليه بصري وهو أحبُّ إليَّ من سمعي وبصري.
عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، أن رجلاً من بني مخزوم قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده فِهْر يرمي به رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلما أتاه وهو ساجد رفع يده وفيها الفهر ليدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبست يده فرجع إلى أصحابه فقالوا: جَبُنْتَ عن الرجل؟
قال: لا، ولكن هذا في يدي لا أستطيع أُرسلَه. فتعجبوا من ذلك ووجدوا أصابعه قد يبست على الفِهر فعالجوا أصابعه حتى خلصوها وقالوا هذا شيء يراد.
وروى أبو بكر بن أبي الدنيا في حديث الحكم قالوا له: ما رأينا أعجزَ منك في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: لا تلومونا لقد تواعدنا له، فلما دنونا منه سمعنا صوتاً خلْفنا ظننَّا أنه ما بقي بتهامة جبال إلا ألقيت، ثم تواعدنا ليلة أخرى فرأيت الصَّفا والمروة التقتا فحالتا بيننا وبينه.

الباب الحادي والعشرون
في كيفية هلاك بعض من آذاه صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: كان رجل نصراني فأسلم، وكان يقرأ البقرة وآل عمران. وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانياً وكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له.
فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعلُ محمد وأصحابه لمّا هرب منه نبشوا عن صاحبنا. فألقوه فحفروا له وأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض. فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، نبشوا على صاحبنا. فحفروا له وأعمقوا ما استطاعوا، فأصبحوا وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.
قال المفسرون قوله تعالى: {س15ش95إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِءِينَ }
(الحجر: 95)
بيّن أنهم قوم كانوا يستهزئون برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، فأتى جبريل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوماً والمستهزئون يطوفون بالبيت، فمرَّ بهم الوليد بن المغيرة. فقال جبريل: كيف تجد هذا؟
قال: «بِئْسَ عَبْدُ الله» .
قال: قد كُفيت.
وأومأ إلى ساقه فمرَّ برجل يريش نَبلاَ، فتعلقت شظية من نبله بإزاره، فمنعه الكبْر أن يُطَامن لينزعها فمرض فمات.
ومرَّ العاص بن وائل، فقال جبريل: كيف تجد هذا؟
قال: «بِئْسَ عَبْدُ الله» . فأشار إلى أخمص قدمه فمات.
ومرَّ الأسود بن عبد يغوث فقال: كيف تجد هذا؟
قال: «بئس عبد الله» . فأشار إلى بطنه فمات حَبَناً.
ومرَّ الحارث بن قيس فقال: كيف تجد هذا؟
قال: «بِئْسَ عَبْدُ الله» . فأومأ إلى رأسه فانتفخ رأسه فمات.
قال عكرمة: هلك المستهزئون قبل بدر.
قال ابن السائب: هلكوا في يوم وليلة.

الباب الثاني والعشرون
في دفع من قصد أذاه صلى الله عليه وسلم من الشياطين
عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ عِفْرِيْتاً مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البَارِحَةَ فَقَطَعَ عَلَيَّ صَلاَتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ وَأَرَدْتُ أنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ، فَذَك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع عشر
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية اخطاب  :: اسلاميات-
انتقل الى: