منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قرية اخطاب

ايد واحدة نبنى بلدنا
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
أخــطـابُ يـا قـلعةً للنـورِ زاهـرةً فيك العفافُ ومنك الطهرُ والأدبُ لو لم أكن فيك يا أخطابُ مولودًا لبحثْتُ عنكِ كما أوصت بكِ الكتبُ الناسُ حيرى بعيدًا عنكِ يا أملى حــتى إذا مـا أتـوْكِ فـاتَهُـم تـَعَــبُ أهلُ الفضائلِ فى أنحائِك اجتهدوا كى يُسعدوا كــلّ مُـحتاجٍ لهُ طـلـبُ كلّ المكارمِ والأخلاقِ قد جـمعتْ مجدَ الفراعين حتى جاءكِ الـعـربُ دوماً أتيهُ عـلى مـرّ الـزمـانِ بكِ أفضالكِ الغرّ قدْ هامتْ بها السحبُ الشمسُ والنجمُ والأقمارُ ظلّ لها من أهـلـكِ الصـالحينَ دائماً نسـبُ أخـطـابُ أنتِ التى فى قلبنا أبـداً أنتِ التى فى شغافِ القلبِ تحتجبُ حبّ البـلادِ التى عاشتْ بداخـلِنا فرضٌ على من إلى الأخلاقِ ينتسبُ
المواضيع الأخيرة
» ارقى مناطق التجمع الخامس بمنطقة اللوتس الجنوبية
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 11:10 pm من طرف رحاب صلاح

» شراء شات صوتي و يدعم ايضا الكاميرات-شراء دردشة صوتيه-شراء دردشة كامات
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:19 am من طرف رحاب صلاح

» هل موقعك الالكتروني يتوقف دائما؟ هنا الحل www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:16 am من طرف رحاب صلاح

» معلومات تهمك عن التجمع الخامس
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:14 am من طرف رحاب صلاح

» استضافة لينوكس أو استضافة الويندوز : تعلم كيفية اختيار الاستضافة المناسبة لك
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:49 am من طرف رحاب صلاح

» منتج الدردشة الأفضل والأقوى في العالم تفضلوا بالدخول وقراءة هذا الموضوع
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:47 am من طرف رحاب صلاح

» اسعار التمليك والمفروش في المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:44 am من طرف رحاب صلاح

» احمي موقعك وزوارك من الهاكر وسمعة موقعك على محركات البحث www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:20 pm من طرف رحاب صلاح

» طريقة شراء 123 شات فلاش من أي مكان في العالم
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:19 pm من طرف رحاب صلاح

» افخم مناطق المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:17 pm من طرف رحاب صلاح

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 48 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 48 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 285 بتاريخ الخميس أكتوبر 10, 2024 3:31 pm
عداد الزوار
تصويت

 

 كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن حسن

عبد الرحمن حسن


عدد المساهمات : 56
نقاط : 168
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/03/2011

كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر   كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر Emptyالخميس يوليو 28, 2011 5:56 am

أبواب فضله على الأنبياء عليهم السلام، وخصائصه
ومثل ما بعث به، ومثل أمته ووجو بطاعته وتقديم محبته على النفوس صلى الله عليه وسلم

الباب الأول
في ذكر فضله على الأنبياءعليه وعليهم الصلاة والسلام
اعلم أن الله تعالى أنشأ النفوس مختلفة، فمنها الغاية في جودة الجوهرية، ومنها الكَدِر وفي كل رُتْبة درجات.
فالأنبياء هم الغاية، خُلقت أبدانهم سليمةً من العيب، فصَلُحت لحلول النفوس الكاملة، ثم يتفاوتون.
فكان نبينا صلى الله عليه وسلم أصح الأنبياء مزاجاً، وأكملَهم بدناً، وأصفاهم روحاً.
وبمعرفة ما نذكره من أخلاقه وصفاته يبين ذلك.
ولذلك قدَّمه الله عزّ وجلّ على الكُلّ.
فمن ذلك خَلْقُ نفسه قبل خَلق نفوسهم.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُنْتُ أوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الخَلْقِ وآخِرَهُمْ فِي البَعْثِ» .
وقد ذكرنا كيف خُلقت طينته في أول الكتاب.
ومن ذلك: أنه أخذ له الميثاق على الأنبياء.

فقال عزّ وجلّ: {س3ش18شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا? اله إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ اله إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
(آل عمران: 81)
فجَعل الأنبياء كالأتباع له، وألهمهم الانقيادَ، فلو أدركوه وجب عليهم اتباعه.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: «لَوْ كَانَ مُوْسَى حيًّا مَا وَسِعَهُ إلاَّ اتِّبَاعِي» .
وقدَّم ذكرَه على الأنبياء فقال عزّ وجل: {س4ش163إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأٌّسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَءَاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }
(النساء: 163)
وخاطب كلَّ نبي باسمه فقال تعالى: {س2ش35وَقُلْنَا يَاءَادَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَاذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }
(البقرة: 35)
، {س11ش48قِيلَ يانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }
(هود: 48)
، {س11ش76يإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَاذَآ إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ }

(هود: 76)
، {س19ش12يايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }
(مريم: 12)

، {س38ش26يادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الأٌّرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الْحِسَابِ } (ص: 26)
{س5ش110إِذْ قَالَ اللَّهُ ياعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِى فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِى وَتُبْرِىءُ الأٌّكْمَهَ وَالأٌّبْرَصَ بِإِذْنِى وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِى وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِى? إِسْرَاءِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَاذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }
(المائدة: 110)
، {س19ش7يازَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً }
(مريم: 7)
، {س19ش12يايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }
(مريم: 12)
ولم يخاطب نبينا بالاسم تعظيماً له، بل قال: {س33ش1يأَيُّهَا النَّبِىِّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }
(الأحزاب: 1)
، {س5ش67يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }
(المائدة: 67)

فلما ذكر اسمه للتعريف قرنه بذكر الرسالة، فقال تعالى: {س3ش144وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }

(آل عمران: 144)
، {س48ش29مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِى الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }
(الفتح: 29)
، {س47ش2وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }
(محمد: 2)
ولمَّا ذكره مع الخليل ذكر الخليل باسمه وذكره باللَّقب، فقال تعالى: {س3ش68إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَاذَا النَّبِىُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُؤْمِنِينَ }
(آل عمران: 68)
وأخبر الله تعالى أنَّ الأمم كانوا يخاطبون أنبياءهم بأسمائهم، كقولهم: {س11ش35أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَىَّ إِجْرَامِى وَأَنَاْ بَرِى?ءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ }
(هود: 53)

، {س11ش62قَالُواْ ياصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَاذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ }
(هود: 62)
، {س7ش38قَالَ ادْخُلُواْ فِى? أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِى النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لاٍّولَاهُمْ رَبَّنَا هؤلاء أَضَلُّونَا فَئَاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَاكِن لاَّ تَعْلَمُونَ }
(الأعراف: 38)
. {س5ش112إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ ياعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَآءِ قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

(المائدة: 112)
ونهى أمته أن يخاطبوه باسمه، فقال تعالى: {س24ش63لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
(النور: 63)
عن ابن عباس في قوله تعالى: {س24ش63لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
(النور: 63)
قال: لا تقولوا يا محمد، قولوا يا رسول الله.
وقد كانت الأنبياء يجادلون أممهم عن أنفسهم.
يقول قوم نوح: {س7ش60قَالَ الْمَلائ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }
(الأعراف: 60)

، فقال دافعا عن نفسه: {س7ش61قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِى ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }
(الأعراف: 61)

وقال قوم هود: {س7ش66قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }
(الأعراف: 66)
(فقال: {س7ش67قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }
(الأعراف: 67)
وقال فرعون لموسى: {س17ش101وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ ءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِى إِسْرَاءِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّى لأَظُنُّكَ يامُوسَى مَسْحُورًا }
(الإسراء: 101)
فقال موسى: {س17ش102قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هؤلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأٌّرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّى لأَظُنُّكَ يافِرْعَونُ مَثْبُورًا }
(الإسراء: 102)
فتولَّى الله عزّ وجلّ المجادلة عن نبيه صلى الله عليه وسلم.
فلما قالوا: هو شاعر قال الله تعالى: {س36ش69وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ }
(يس: 69)
وقالوا: كاهن، فقال تعالى: {س69ش42وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }
(الحاقة: 42)
وقالوا: ضال. فقال الله تعالى: {س53ش2مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }
(النجم: 2)
وقالوا: مجنون. فقال الله تعالى: {س68ش2مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ }(القلم: 2)
وأقسم الحق سبحانه وتعالى بحياته، وإنما يقع القسم بالمعظَّم.
عن ابن عباس قال: ما خلق الله تعالى وما ذرأ نفساً هي أكرمَ من محمد صلى الله عليه وسلم.
وما سمعتُ الله أقسَم بحياة أحد غيره، فقال: {س15ش72لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } الحجر: 72)
قال ابن عقيل:

وأعظمُ من قوله لموسى: {س20ش4تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَق الأٌّرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى }(طه: 4)
قوله: {س48ش10إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }
(الفتح: 10)
وقوله: {س90ش1/ش2لاَ أُقْسِمُ بِهَاذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَاذَا الْبَلَدِ } (البلد: 1، 2)
.
المعنى: أقسم لا بالبلد، فإن أقسمت بالبلد فلأنك فيه.
يا موسى اخلع نعليك ولا تجىء إلا ماشياً.
يا محمد اركب البُراق ولا تجىء إلا راكباً
وقد أشار الله تعالى إلى أحوال الأنبياء ثم ذكر التوبة عليهم.
وقال في حق موسى: {قَالَ رَبِّ إِنِّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ }
(القصص: 33)
ثم قال: { ربِّ اغفر لي} فغفر له.
وقال في حق داود: {س38ش24قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى? بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ }
(ص: 24)
ثم قال: {س38ش25فَغَفَرْنَا لَهُ ذَالِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَئَابٍ }

(ص: 25)
.
وقال: {س38ش34وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ }
(ص: 34)
، ثم قال: {ثم أنابَ} .
وأخبر تعالى بغفران ذنب نبينا من غير أن يذكر له ذنباً، فقال: {س48ش2لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }
(الفتح: 2)

ومن بيان فضله على الأنبياء: أن آدم سأل ربَّه بحرمة محمد أن يتوب عليه، كما ذكرنا.
وأن نوحا دعا على قومه، ونبيُّنا قال: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ» .
ثم قد اتخذه خليلاً كما اتَّخذ إبراهيم، فقال عليه السلام: «وَلكنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيْلُ الله» .
عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ صاحِبَكُمْ خَلِيْلُ الله» يعني نفسَه.
ثم جعله حبيباً، وهذه ليست لغيره.
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ربه: «قد اتخذتك خليلاً، وهو في التوراة مكتوب: محمد حبيب الرحمن» .
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتَّخَذَ اللَّهُ إبْرَاهِيْمَ خَلِيلاً. وَمُوسَى نَجِيًّا، واتَّخَذَنِي حَبِيْباً، ثُمَ قَالَ: وَعِزَّتِي لأُوثِرَنَّ حَبِيْبِي عَلَى خَلِيْلِي ونَجِيِّي» .
قال المصنف رحمه الله: فإن كان إبراهيم كَسر الأصنام، فقد رمى نبيُّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هُبَلَ من أعلى الكعبة، ثم أشار يوم الفتح إلى ثلاثمائة وستين صنماً فوقعت.
وإن كان هود نُصر على قومه بالدَّبور، فقد نُصر نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصَّبَا.
فمزَّقت أعداءَه يوم الخندق.
وإن كان لصالح ناقة، فقد سجدت الإِبل لنبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإن كان يوسف مليح الصورة، فقد كان نبينا كالقمر ليلة البدر.
وإن كان الحجَر انفجر لموسى، فقد نبع الماءُ من بين أصابع نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أَعْجَبُ، لأن الماء ما يزال يخرج من الحجارة.
وخوار النخل وحنينه إلى نبينا أعجبُ من حالات عصا موسى.
وقد دعا نبينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الشجرةَ فشقّت الأرضَ وجاءت إليه.
وإن كانت الجبال سبَّحت مع داود، فقد سبَّح الحصا في كفِّ نبينا صلى الله عليه وسلم.
وإن كان الحديد ليِّن لداود فقد لان الصخر لنبينا صلى الله عليه وسلم.

وقال أبو نُعيم الأصبهاني: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الغار مال برأسه إلى الجبل ليخفي شخصه عنهم، فليَّن الله الجبل حتى أدخل فيه رأسه، واستروحَ إلى حجر من جبل أصمَّ فَلان له حتى أثَّر فيه ذراعُه وساعدُه.
وذلك مشهور يقصده الحاج ويرونه.
وعادت صخرة بيت المقدس كهيئة العجين، فربط به دابته، والناس يلتمسون ذلك الموضع إلى اليوم.
قال المصنف رحمه الله: وإن كان سليمان أُعطي ملكَ الدنيا، فقد جيء لنبينا صلى الله عليه وسلم بمفاتيح خزائن الأرض فأباها زُهْداً.
وإن كانت الريح سُخِّرت لسليمان، غدوُّها شهر ورَواحها شهر، فنبينا صلى الله عليه وسلم سار إلى بيت المقدس مسيرة شهر في بعض ليلة.
وسارَ الرُّعْبُ بين يديه مسيرة شهر.
وعرج به مسيرة خمسين ألف سنة إلى العرش.
وإن كان سليمان فهم كلامَ الطير، فقد فهم نبينا صلى الله عليه وسلم كلامَ البعير والذئب والشجر والحجر.
وإن كانت الجن سُخِّرت لسليمان، فقد جاءت إلى نبينا صلى الله عليه وسلم طائفة من الجن مؤمنة به.
وقد كان سليمان يصفِّد مَن عصاه منهم، فلما تفَلَّت عفريت على نبينا صلى الله عليه وسلم (تمكن منه) وأسَره.
وقد كانت الجن أعواناً لسليمان يخدمونه، ونبيُّنا صلى الله عليه وسلم أعوانُه الملائكة يقاتلون بين يديه ويدفعون أعداءه.
وقد ذكرنا فيما تقدم أن أبا جهل لما أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلّي ليطأ على عنقه نكص على عقبيه وقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهَوْلاً وأجنحة.
وإن كان عيسى يخبر بالغُيوب، فقد شارَكه نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك.

وقد قرَن الله تعالى اسمَ نبينا صلى الله عليه وسلم باسمه عزّ وجلّ عند ذكْر الطاعة والمعصية، فقال تعالى: {س4ش59يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأٌّمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأٌّخِرِ ذالِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }
(النساء: 59)
.
وقال: {س9ش71وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصلاةَ وَيُؤْتُونَ الزكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَائِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
(التوبة: 71)
.

وقال: {س4ش59يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأٌّمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأٌّخِرِ ذالِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }
(النساء: 59)
.
وقال: {س8ش41وَاعْلَمُو?ا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ ءَامَنْتُم بِاللَّهِ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ }
(الأنفال: 41)

وقال: {س9ش74يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُو?اْ إِلاّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِى الدُّنْيَا وَالأٌّخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِى الأٌّرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }
(التوبة: 74)
.
وقال: {س33ش57إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالأٌّخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }
(الأحزاب: 57)
وقال: {س9ش36إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأٌّرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُو?اْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }
(التوبة: 63)
وقال: {س9ش29قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الأٌّخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }
(التوبة: 29)

وقد ذكرنا أن الله تعالى قال لنبينا صلى الله عليه وسلم: «لا أُذْكَر إلا ذُكرتَ معي» .
وأما الأحاديث المنقولة في تفضيله على الأنبياء صلوات الله عليهم:

عن جابر بن عبدالله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أُعْطِيْتُ خَمْسًا لم يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وطَهُورًا، فَأَيَّمَا رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي أدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وأُعْطِيْتُ الشَفَاعَةَ، وكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِه خَاصَّةُ، وبُعثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً» .
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بُعثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ، ونُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رأَيْتُنِي أُتِيْتُ بَمَفاتِيْحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي» .
الحديثان في الصحيحين.
وجوامع الكلم: أن يَجْمع المعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة.
عن أبي ذَرَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيْتُ خَمْساً لَمْ يُعْطَهُنُ أَحَدٌ قَبْلِي: بُعِثْتُ إلى الأَحْمَرِ والأَسْوَدِ، وجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ طَهُوْرا وَمَسْجِدًا، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ ولَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، ونُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، فَيُرعَبُ العَدُوُّ وَهو مِنِّي مَسِيْرَةَ شَهْرٍ، وقِيْلَ لِي: سَلْ تُعْطَهُ، فاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، فَهِي نَائِلةٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِالله شَيْئاً» .

عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيْتُ خَمْسًا: بُعِثْتُ إلى الأَحْمَرِ والأَسْوَدِ، وجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُورًا، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ ولَمْ تَحِلَّ لِمَنْ كَانَ قَبْلِي، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ شَهْرًا، وأُعْطِيْتُ الشَفَاعَةَ، ومَا مِن نَبِيَ إلاَّ وقَدْ سَأَلَ شَفَاعَةً، وإنِّي اخْتَبَأْتُ شَفَاعَتِي ثُمَ جَعَلْتُهَا لِمَنْ كَانَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً» .
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فُضِّلْتُ بَأَرْبَعٍ: جُعِلَتْ الأَرْضُ لأُمَّتِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ..» .
عن ابن الحنفية أنه سمع عليَّ بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيْتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ» .

فقلنا: يا رسول الله، ما هو؟
قال: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وأُعْطِيْتُ مَفَاتِيْحَ الأَرْضِ، وسُمِّيْتُ أَحْمَدَ، وجُعِلَ التُّرابُ لِي طَهُورًا، وجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرُ الأُمَمِ» .
عن عمرو بن شُعَيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزاة تبوك قام من الليل يصلي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلى، وانصرف إليهم قال لهم: «لقد أُعْطِيْتُ اللَّيْلَةَ خَمْسًا مَا أُعْطِيَهُنَّ أَحدٌ قَبْلِي.
أَمَّا أَنَا فَأُرْسِلْتُ إلى الناسِ كُلِّهِمْ عَامَة، وكان مَن قَبْلِي إنَّما أُرْسِلَ إلى قَوْمِهِ.
ونُصِرْتُ عَلَى العَدُوِّ بِالرُّعْبِ، وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وبَيْنَهُمْ مَسِيرَةَ شَهْرٍ لَمُلِىءَ مِنِّي رُعْبًا.
وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ كُلُّهَا، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ أكْلَهَا كَانُوا يُحْرِقُونَها.

وجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسَاجِدُ وَطَهُورًا، أَيْنَمَا أدْرَكَتْنِي الصَّلاَةُ تَمَسَّحْتُ وَصَلَّيْتُ وَكَانَ مَنْ قَبْلي يُعَظِّمُونَ ذَلِكَ، إِنَّما كَانُوا يُصَلُّونَ فِي كَنَائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ.
والخَامِسَةُ: هيَ مَا هِيَ قِيْلَ لِيْ: سَلْ، فإنَّ كُلَّ نَبِيٍ قَدْ سَأَلَ. فَأَخَّرْتُ مَسْأَلَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، فَهِيَ لَكُمْ وَلِمَنْ شَهِدَ أنْ لاَ اله إِلاَّ اللَّهُ» .
عن جابر بن عبدالله: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه مِنْ بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال: «أُمُهَوِّلوُنَ فِيْهَا يَا ابْنَ الخَطَّابِ والذي نَفْسِي بِيَدِه لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً لاَ تَسْأَلوُهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِروكُمْ بِحَقَ فَتُكَذِّبُوه أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوهُ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مُوسَىْ عَلَيْهِ السَّلامُ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إلاَّ أنْ يَتَّبِعُنِي» .
عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو بَدَا لَكُمْ مُوسَى فاتَّبَعْتُمُوهُ ثُمَ تَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُم عَنْ سَوَاءِ السَّبِيْلِ، وَلَوْ كَانَ مُوسَى حَيّاً ثُمْ أدْرَكَ نُبوَّتِي لاتَّبَعَنِي» .
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فُضِّلنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلاَثٍ: جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ المَلاَئِكَةِ، وجُعِلَتْ لَنَا الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدا، وجُعِلَتْ تُرَبَتُهَا لَنَا طَهُورًا إذَا لَمْ نَجِد المَاءَ» .

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فُضِّلْتُ عَلَى الأنْبِيَاءِ بِسِتَ: أُعْطِيْتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ، ونُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وأُحِلَّتْ لَنَا الغَنَائِمُ، وجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا ومَسْجِدًا، وأُرْسِلْتُ إلَى الخَلْقِ كَافَّة، وخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ» .
عن أبيِّ بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءةً أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءةً سِوَى قراءة صاحبه.
فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنّ هذا قرأ قراءة أنكرتُها عليه، ودخل آخر فقرأ سِوَى قراءة صاحبه.
فأقرأهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقرآ، فحسَّن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما.
فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية.
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غَشِيني ضرب في صدري، ففِضْتُ عرَقاً وكأني أنظر إلى الله فرَقاً، فقال: «يَا أُبَيُّ، أَرْسِلَ إِليَّ: أَنْ اقْرَأ القُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ. فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي.
فردَّ إليَّ الثَّانِيَةَ: أنْ اقْرَأْهُ عَلَى حَرفٍ فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي.
فردَّ إليَّ الثَّالِثَةَ: أنْ اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، ولَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُّكَهَا مَسْأَلَةً تَسَلْنِيْهَا» .
فقلت: «اللهُمَّ اغْفِرْ لأُمَّتِي، اللهُمَّ اغْفِرْ لأُمَّتِي، وأخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمَ يَرْغُبُ فِيه إليَّ الخَلْقُ كُلُّهُمْ، حَتَّى إِبْرَاهِيْمَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ» .
هذا الحديث وحديثان قبله من أفراد مسلم.

عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللَّهَ فَضَّلَنِي عَلَى الأنْبِيَاءِ، وفَضَّل أُمَّتِي عَلَى الأُمَمِ، وأَرْسَلَنِي إلَى النَاسِ كَافَّةً، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ يَسِيْرُ بَيْنَ يَدَيَّ قَذَفَهُ فِي قُلُوبِ أعْدَائِي، وجُعِلَتْ الأَرْضُ كُلُّهَا لِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فأيَّمَا عَبْدٌ أدْرَكَتْه الصَّلاَةُ فَعِنْدَه مَسْجِدُه وطَهُورُه، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمَ» .
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيْتُ خَمْسًا لَم تُعْطَ لأَحَدٍ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي: جُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، ولَمْ يَكُن نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ يَعْنِي يُصَلِّي حَتَّى يَبْلُغَ مِحْرابَه، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ يَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَ المُشْرِكِيْنَ مَسِيْرَةُ شَهْرٍ فَيَقْذِفَ اللَّهُ الرُّعْبَ فِي قُلوبِهِم، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلى خَاصَّةِ قَوْمِهِ، وبُعِثْتُ إلى الجِنِّ والإِنْسِ، وكَانَت الأَنْبِيَاءُ يَعْزِلُونَ الخُمْسَ فَتَجِيءُ النَّارُ فَتَأْكُلُه، وأُمِرْتُ أنْ أَقْسِمَه فِي أُمَّتِي، ولَمْ يَبْقَ نَبِيٌّ إلا وَقَد أُعْطِيَ سُؤلَه وأَخَّرْتُ أنَا الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِي» .

فإن قال قائل: قد كان لسليمان سراري، ومعلوم أن العبيد والإِماء أثرُ الغنيمة، فما وجه قول الرسول: «أُحِلَّت لي الغنائم».

فالجواب: أنه كان الأنبياء إذا جاهدوا وقدَّموا الغنيمة التي هي أمتعةٌ وأطعمة وأموال نزلت نار فأكلتها كلّها: خُمْس ذلك النبي وسهام الأمَّة. يدل عليه ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا، فَأَقْبَلَت النَّارُ لِتَأْكُلَه فَأَبَتْ أنْ تُطْعَمَه فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فِيْكُم غُلولٌ. فأخْرَجُوا مِثلَ رَأسِ بَقَرَةٍ فَوَضَعُوه فِي المَالِ، فأقْبَلَت النَّارُ فَأَكَلَتْه» .
«فَلَمْ تَحِلَّ الغَنَائِمَ لأَحَدٍ قَبْلَنا، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَأَى ضَعْفَنَا وعَجْزَنَا فَطَيَّبهَا لَنَا» .
وأما العبيد والإِماء والحيوانات فإنها تكون مِلْكاً للغانمين دون الأنبياء، فلا يجوز للأنبياء أخذُ شيء من ذلك بسبب الغنيمة بل بالابتياع والهدية ونحو ذلك.
ومِنْ هذا تَسرِّي سليمان.
وكان يجوز ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم، وكان يأخذ الخُمْسَ والفَيْءَ ويتصرَّف فيه، وهما من خصائصه دون الأنبياء.
فإن قيل: فالعبيد والإِماء غنيمة أيضاً؟
قلنا: نعم، ولكن ذلك حرِّم على الأنبياء خاصة، وأُحلَّ لنبينا صلى الله عليه وسلم فانفرد بذلك عن الأنبياء.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَهَل تَدْرونَ لِمَ ذَلِكَ؟ يَجْمَعُ الله الأوَّلِينَ والآخِرِيْنَ فِي صَعِيْدٍ وَاحِدٍ، وتَدْنو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسُ مِنَ الغَمِّ والكَرْبِ مَا لا يُطِيقُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: ألاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَيَأْتُونَ آدَمَ» .
وذكَر حديث الشفاعة، وأنه هو الذي يشفع في الخلق.
وسيأتي هذا الحديث في باب الشفاعة إن شاء الله تعالى، ويذكر في الأحاديث هناك احتياجَ الخلق كلهم إليه وتقدُّمه عليهم.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنا أوَّلُ النَّاسِ خُروجًا إذا بُعِثُوا، وأَنَا خَطِيْبُهُمْ إذَا وَفَدُوا، وأنَا مُبَشِّرُهُمْ إذَا أَيِسُوا، وأَنا أكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى الله وَلاَ فَخْرَ» .
وفي رواية عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَنا أكْرَمُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ عَلَى الله وَلاَ فَخْرَ» .

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنا أَوَّلُهُمْ خُروجًا إذَا بُعِثُوا، وأَنا وَافِدُهُمْ إذَا وَفِدُوا، وأَنا خَطِيْبُهُمْ إذَا أنْصَتُوا، وأنا شَفِيْعُهُمْ إذَا حُبِسُوا، وأَنا مُبَشِّرُهم إذَا أَيُسُوا، والمَفَاتِيحُ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي، وأَنَا أكْرَمُ وَلَدِ آدَمُ عَلَى رَبِّي، يَطوُفُ عَلَيَّ ألفُ خَادِمٍ كَأنَّهُمْ بَيْضٌ مَكْنونٌ أو لؤلؤٌ منْثُورٌ» .
عن ابن عباس قال: جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرونه، فخرج حتى دنا منهم فسمعهم يتذاكرون، فإذا بعضهم يقول: عجباً إن الله اتخذ من خلقه خليلاً وإبراهيمُ خليله.
وقال آخر: ماذا بأعجب من أن يكلِّم الله موسى تكليماً.
وقال آخر: فعيسى كلمة الله وروحه.
وقال آخر: آدم اصطفاه الله.
فخرج عليهم فسلّم ثم قال: «قَدْ سَمِعْتُ كَلاَمَكُمْ وَعَجَبِكُمْ أنَّ إبْرَاهِيْمَ خَلِيْلُ الله، وهو كَذَلِكَ، ومُوسَى نَجِيُّه، وهُوَ كَذلِكَ، وَعِيْسَى رُوحُه وكَلِمَتُه، وهو كَذلِكَ، ألاَ وأنَا حَبِيْبُ الله وَلا فَخْرَ، وأَنا حَامِلُ لِوَاءَ الحَمْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ ولا فَخْرَ، وأَنا أوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ حَلْقَةَ بَابِ الجَنَّةِ وَلاَ فَخْرَ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ فَيُدْخِلْنِيْهَا وَمَعِيَ فُقَرَاءُ المُؤْمِنينَ وَلاَ فَخْرَ، وأَنَا أكْرَمُ الأوَّلِينَ والآخِرِيْنَ عَلَى الله وَلاَ فَخْرَ» .

عن ابن عباس قال: «ما خلق الله خَلْقاً ولا برأَه أحب إليه من محمد صلى الله عليه وسلم».
عن حذيفة قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إبراهيم خليل الله، وموسى كلمه الله تكليماً، وعيسى كلمة الله وروحه، فما أُعطيتَ يا رسول الله؟.
قال: «وَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ تَحْتَ لِوائِي، وأَنا أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَه بَابُ الجَنَّةِ» .
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قُلْتُ: يَا رَبِّ إنَّه لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إلاَّ وَقَدْ أكْرَمْتَه، فَجَعَلْتَ إبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً، ومُوسَى كَلِيْماً، وَسَخَّرْتَ لِدَاوُدَ الجِبَالَ ولسُلَيْمَانَ الرِّيْحَ والشَّيَاطِيْنَ، وأحْيَيْتَ لِعِيْسَى المَوْتَى، فَمَا جَعَلْتَ لِي؟» .
قال: «أَوَ لَيْسَ قَدْ أعْطَيْتُكَ مَا هُوَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّه: لاَ أُذْكَرُ إلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي، وَجَعَلْتُ صُدُورَ أمَّتِكَ أنَاجِيْلَ يَقْرَؤوُنَ القُرَآنَ ظَاهِراً، وَلَمْ أُعْطِهَا أُمَّةً» .

عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لمَّا أُسْرِيَ بِي إلى السَّمَاءِ قُلْتُ: يَا ربِّ اتَّخَذْتَ إبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً، وكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيْماً، وَرَفَعْتَ إدْرِيْسَ مَكَانًا عَلِيًّا، وآتَيْتَ دَاوُدَ زَبُوْرًا، وأعْطَيْتَ سُلَيْمَانَ مُلْكًا وَلاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِه، فَمَاذَا لِيْ يَا رَبِّ؟» .

قال: «يَا مُحَمَّدُ،اتَّخَذْتُكَ خَلِيْلاً كَمَا اتَّخَذْتُ إبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وكَلَّمْتُكَ كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى تَكْلِيماً، وأَعْطَيْتُكَ فَاتِحَةُ الكِتَابِ وَخَوَاتِيْمَ سُورَةِ البَقَرَةِ وَلَمْ أُعْطِهَا نَبِيًّا قَبْلَكَ، وأرْسَلْتُكَ إِلَى أَسْوَدِ أهَلِ الأرْضِ وأحْمَرِهِمْ وإِنْسِهم وَجِنِّهِمْ، ولَمْ أُرْسِل إلَى جَمَاعِهمْ قَبْلَكَ، وَجَعَلْتُ الأرْضَ لَكَ ولأُمَّتِكَ مَسْجِداً وَطَهُوراً، وأطْعَمْتُ أمَّتُكَ الفَيْءَ وَلَمْ أُحِلَّه لأَمَّةٍ قَبْلَهَا، ونَصَرْتُكَ بِالرُّعبِ، حتَّى إنَّ عَدوَّكَ ليُرْعَبُ مِنْكَ وأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ سَيِّدَ الكُتُبِ، قَالَ قُرآناً عَرَبِيّاً، وَرَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ حَتَّى لا أُذْكَرُ إلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي» .
عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي عَلَى العَالَمِينَ مِنَ النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ» .
عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي عَلَى جَمِيعِ العَالمِينَ مِنَ النَّبِيِّينَ المُرْسَلينَ» .
عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ أعْطَى مُوسَى الكَلاَمَ، وأعْطَانِي الرُّؤْيَةَ، وَفَضَّلَنِي بِالمَقَامِ المَحْمُودِ وَالحَوْضِ المَوْرُودِ» .
عن ابن عمر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فُضِّلْتُ عَلَى آدَمَ بِخَصْلَتَيْنِ: كَانَ شَيْطَانِي كَافِراً فَأَعَانَنِي اللَّهُ عَلَيهِ فَأَسْلَمَ، وَكُنَّ أزْوَاجِي عَوْناً لِي وَكانَ شَيْطَانُ آدَمَ كَافِراً، وكَانَتْ زَوَّجَتُه عَوْناً عَلَى خَطِيئَتِه» .
فصل
فإن قال قائل: كيف قال: «وبعثت إلى الخَلْق كافة» .

ومعلوم أن موسى لمَّا بُعث إلى بني إسرائيل لو جاءه غيرهم من الأمم يسألونه تبليغَ ما جاء به عن الله لم يَجُزْ له كَتْمه، بل يجب عليه إظهارُ ذلك لهم؟
ثم قد أُهلك الخَلْق في زمن نوح، وما كان ذلك إلا لعموم رسالته؟

فقد أجاب عن هذا ابنُ عقيل فقال: «إن شريعة نبينا جاءت ناسخة لكل شريعة قَبْلها، وقد كان يجتمع في العصر الواحد نبيَّان وثلاثة يدعو كل واحد إلى شريعة تخصُّه، ولا يدعو غيره من الأنبياء إليها ولا ينسخها».
بخلاف نبينا صلى الله عليه وسلم، فإنه دعا الكلَّ ونسخ، وقال: «لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعُهُ إلاَّ اتِّبَاعِي» وما كان يمكن عيسى أن يقول هذا في حق موسى.
وأما نوح فإنه لم يكن في زمنه نبيٌّ يدعو إلى ملته.

الباب الثاني
في ذكر خصائصه صلى الله عليه وسلم
قد خُصَّ النبي صلى الله عليه وسلم بواجبات، ومحظورات، ومباحات، وتكرُّمات.
فالواجبات: السواك، والوِتْر، والأضْحية، وركعتا الفجر. وفي قيام الليل خلاف.
والمحظورات: الرمزُ بالعين، وأكل الصدقة المفروضة، والتزويج بالإِماء، وخَلْع لأمة الحرب حتى يَلْقى العدوَّ.
وأما قول الشعر والكهانة فقد ذكرت في المحظورات، وإنما مُنِع من ذلك، لا أنه حرِّم عليه.
وأما المباحات: فمنها الوصال في الصوم، وقد مُنِع منه غيره، وأَخْذُ الماء من العطشان، وخُمْس الخُمس، والصَّفِيُّ من المَغْنَم، والتزوج بأي عدد شاء، والنكاح بغير مَهْر ولا وليَ وبلفظ الهِبَة.
وأما التكرُّمات: فتحريم أزواجه على غيره في الدنيا، وجَعْلُ أزواجه في الجنة.
وبُعث إلى الخَلْق كافة، ولا نبيَّ بَعْدَه.
وخلِّدت شريعته فلم تُنْسخ، وجُعل مُعْجِزُه باقياً يُتصفّح إلى يوم القيامة ويُتحدَّى به.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بَأَرْبَعٍ: بالسَّخَاءِ، والشَّجَاعَةِ، وكَثْرَةِ الجِمَاعِ، وَشِدَّةِ البَطْشِ» .

الباب الثالث
في إنفاذ قطف له صلى الله عليه وسلم من الجنة
عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله يقرئك السلام، وأرسلني إليك بهذا القطف» فأخذه صلى الله عليه وسلم.

الباب الرابع
في إنفاذ مقاليد الدنيا إليه صلى الله عليه وسلم
عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أُتِيْتُ بِمَقَالِيْدَ الدُّنْيَا عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ عَلَيْه قَطِيْفَةٌ مِنْ سُنْدُسٍ» .

الباب الخامس
في رفع ذكره صلى الله عليه وسلم
عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتَانِي جِبْرِيْلَ فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ عزّ وَجَلّ يَقُولُ لَكَ: تَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ؟ إذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي» .

الباب السادس
في ذكر مثله صلى الله عليه وسلم ومثل الأنبياء
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلي ومَثَلُ الأنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُيُوتاً فَأَحْسَنَهَا وأكْمَلَها وأَجْمَلَها، إلاّ مَوْضِعَ لَبِنَةً مِن زَاوِيَةٍ من زَوَايَاهَا، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطوفونَ ويَعْجَبُونَ مِن البُنْيَانِ، فَيَقُولون: ألا وَضَعْتَ هَا هُنَا لِبَنَةً فَيَتِمَّ بُنْيَانُكَ؟» .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَكُنْتُ أنَا اللَّبِنَةَ» .

عن الطُّفَيْل بن أبيِّ بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: «مَثَلي فِي النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارَاً فأحْسَنَها وأَجْمَلَها وَتَرَكَ فِيهَا مَوْضِعَ لَبِنَةً لَمْ يَضَعْهَا، فَجَعَلَ النَّاسُ يطوفونَ بالبُنْيَانِ ويَعْجَبونَ مِنه ويَقوُلونَ لِمَ لَمْ تُوضَعْ هَذهِ اللبِنَةُ، فأنَا فِي النَّبِييِّنَ مَوْضِعُ تِلكَ اللَّبِنَةَ» .

الباب السابع
في ذكر مثله صلى الله عليه وسلم ومثل ما بعثه الله به
عن بُرَيْد (عن) ابن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ مَثَلِي ومَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ به كَمَثَلِ رَجُلٍ أتَى قَومَه فَقَالَ: يَا قَوْمُ إنِّي رَأَيْتُ الجَيْشَ بِعَيْنِي، وأَنا النَّذيرُ العُرْيَانُ فالنَّجَاءَ» .
«فَأَطَاعَتْه طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِه فَأدلَجُوا وانْطَلقُوا عَلَى مَهْلٍ، فنَجوْا، وكذَّبَتْه طَائِفَةٌ مِنْهم، فَأصْبَحوا مكَانَهُم فَصَبَّحَهُمْ الجَيْشُ فأهْلَكَهُمْ واجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أطَاعَنِي واتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِه، ومَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّب مَا جِئْتُ بِه مِنَ الحَقِّ» .
أخرجاه.

الباب الثامن
في فضل أمته صلى الله عليه وسلم على الأمم
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نَحنُ الآخِروُنَ السَّابِقونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أنَّهُم أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنا وأُوتِيْنَاه مِنْ بَعْدِهم، فَهَذا يَوْمُهُم الذي اخْتَلفُوا فِيه فَهَدَانا اللَّهُ له، النَّاسُ لنَا فِيه تَبَعٌ، لِليَهودِ غَدٌ وللنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ» .

عن أبي سعيد قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «والله إنِّي لأَرْجُو أنْ تَكُونُوا رُبْعَ أهْلِ الجَنَّةِ، والله إنِّي لأَرْجُو أنْ تكُونُوا ثُلُثَ أهلِ الجَنَّة، والله إنِّي لأَرْجُو أنْ تكُونُوا نِصْفَ أهْلِ الجَنَّةِ» .
الحديثان في الصحيحين.
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَثلُكم ومَثَلُ اليَهُودُ والنَّصَارَى كَرَجُلٍ استَعْمَلَ عُمَّالاً فَقَال: مَنْ يَعْمَلُ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ إلى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيْرَاطٍ؟ أَلاَ فَعَمِلَتِ اليَهُودُ. ثُمَ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إلَى صَلاَةِ العَصْرِ؟ ألاَ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ صَلاَةِ العَصْرِ إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ عَلى قِيرَاطَيْنِ، أَلاَ فَأَنْتُمْ الذينَ عَمِلْتُمْ.
فَغَضِبَ اليَهُودُ والنَّصَارَى فَقَالُوا: نَحْنُ أكْثَرُ عَمَلاً وَأَقلُّ عَطَاءً.
قَالَ: فَهَل ظَلَمْتُكُم مِنْ حَقِّكُم شَيْئاً؟.
قَالُوا: لاَ.
قَالَ: فَإنَّمَا هو فَصْلِي أوتِيْهِ مَنْ أَشَاءُ» .
انفرد بإخراجه البخاري.
عن بَهْز بن حكيم بن معونة، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أَلاَ إِنَّكم تُوفُونَ سَبْعِيْنَ أُمَّةً، أنْتُم خَيْرُهَا وأكْرَمُهَا عَلَى الله عَزّ وَجَلّ» .
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لمَّا أُسْرِي بِي إلَى السَّمَاءِ قَرَّبَنِي رَبِّي تَعَالَى، حَتَّى إذَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَه كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى قَالَ: يَا حَبِيْبي يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا ربِّ. قَالَ: هَل غَمَّكَ أنْ جَعَلْتُكَ آخِرَ النَّبِيِّينَ؟ قُلْتَ: لاَ يَا رَبِّ، قَالَ: أَبْلِغْ أُمَّتَكَ عَنِّي السَّلاَمَ، وأخْبِرْهُم أنِّي جَعَلْتُها آخِرَ الأُمَمِ لأَفْضَحَ الأُمَمَ عِنْدَهُم وَلاَ أفْضَحُهُم عِنْدَ الأُمَمِ»
الباب التاسع
في ذكر مثله صلى الله عليه وسلم ومثل أمته
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلِي كَمَثَلِ اسْتَوْقَدَ نَاراً، فَلمَّا أضَاءَتْ مَا حَوْلَه جَعَل الفَرَاشُ وهذه الدَّوَابَّ التي يَقَعْنَ فِي النَّارِ يقَعْنَ فِيها، وجَعَلَ يَحْجِزُهُنَّ ويَغْلِبْنَه فَيَتَقَحَّمْنَ فِيها .
أخرجاه.
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه فيما يرى النائم ملَكان، فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه، فقال الذي عند رجليه: اضربْ مَثَلَ هذا ومثل أمته.
قال: إنَّ مثله ومثل أمته كمثل قومٍ سَفْرٍ انتهوا إلى رأس مفازة، فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به، فبينما هم كذلك أتاهم رجل مُرَحَّل في حُلّة، فقال: أرأيتم إن وردتُ به رياضاً مُعْشبةً وحياضاً رِواءً أتتبعوني؟
قالوا: بلى.
قال: فإِنَّ بَيْن أيديكم رياضاً أعْشَبَ من هذه، وحياضاً أَرْوَى من هذه، فاتبعوني. فقالت طائفة: صدق والله، لنَتبعنَّه. وقالت طائفة: لقد رضينا بهذا نقيم عليه.

الباب العاشر
في ذكر مثل من قبل ما جاء به صلى الله عليه وسلم ومن لم يَقْبَل
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِه مِنَ الهُدَى والعِلْمِ كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصَابَ أرْضًا، فَكَانَتْ مِنْها طَائِفَةٌ نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ المَاءَ وأنْبَتَتْ الكَلأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أجَادِبُ أمْسَكَت المَاءَ نَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أخْرَى إنَّما هِي قِيْعَانُ لاَ تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلأً.

فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُه فِي دِيْنِ الله ونَفَعَه مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِه فَعَلِمَ وعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعِ بِذَلِك رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى الله الذي أُرْسِلْتُ بِه» .
أخرجاه.
عن أبي عثمان النهْدي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء ومعه ابن مسعود، فأقعده وخطَّ عليه خطّاً، ثم ق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السادس
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية اخطاب  :: اسلاميات-
انتقل الى: