منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قرية اخطاب

ايد واحدة نبنى بلدنا
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
أخــطـابُ يـا قـلعةً للنـورِ زاهـرةً فيك العفافُ ومنك الطهرُ والأدبُ لو لم أكن فيك يا أخطابُ مولودًا لبحثْتُ عنكِ كما أوصت بكِ الكتبُ الناسُ حيرى بعيدًا عنكِ يا أملى حــتى إذا مـا أتـوْكِ فـاتَهُـم تـَعَــبُ أهلُ الفضائلِ فى أنحائِك اجتهدوا كى يُسعدوا كــلّ مُـحتاجٍ لهُ طـلـبُ كلّ المكارمِ والأخلاقِ قد جـمعتْ مجدَ الفراعين حتى جاءكِ الـعـربُ دوماً أتيهُ عـلى مـرّ الـزمـانِ بكِ أفضالكِ الغرّ قدْ هامتْ بها السحبُ الشمسُ والنجمُ والأقمارُ ظلّ لها من أهـلـكِ الصـالحينَ دائماً نسـبُ أخـطـابُ أنتِ التى فى قلبنا أبـداً أنتِ التى فى شغافِ القلبِ تحتجبُ حبّ البـلادِ التى عاشتْ بداخـلِنا فرضٌ على من إلى الأخلاقِ ينتسبُ
المواضيع الأخيرة
» ارقى مناطق التجمع الخامس بمنطقة اللوتس الجنوبية
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 11:10 pm من طرف رحاب صلاح

» شراء شات صوتي و يدعم ايضا الكاميرات-شراء دردشة صوتيه-شراء دردشة كامات
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:19 am من طرف رحاب صلاح

» هل موقعك الالكتروني يتوقف دائما؟ هنا الحل www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:16 am من طرف رحاب صلاح

» معلومات تهمك عن التجمع الخامس
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:14 am من طرف رحاب صلاح

» استضافة لينوكس أو استضافة الويندوز : تعلم كيفية اختيار الاستضافة المناسبة لك
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:49 am من طرف رحاب صلاح

» منتج الدردشة الأفضل والأقوى في العالم تفضلوا بالدخول وقراءة هذا الموضوع
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:47 am من طرف رحاب صلاح

» اسعار التمليك والمفروش في المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:44 am من طرف رحاب صلاح

» احمي موقعك وزوارك من الهاكر وسمعة موقعك على محركات البحث www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:20 pm من طرف رحاب صلاح

» طريقة شراء 123 شات فلاش من أي مكان في العالم
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:19 pm من طرف رحاب صلاح

» افخم مناطق المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:17 pm من طرف رحاب صلاح

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 148 بتاريخ الثلاثاء يوليو 30, 2019 12:58 am
عداد الزوار
تصويت

 

 كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن حسن

عبد الرحمن حسن


عدد المساهمات : 56
نقاط : 168
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/03/2011

كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع   كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع Emptyالخميس يوليو 28, 2011 5:42 am

ابواب هجرته صلى الله عليه وسلم

الباب الأول
في ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: بَيْنا نحن جلوسٌ في بيت أبي بكر في حَرِّ الظهيرة قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنِّعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها.
قال أبو بكر: فداءٌ له أبي وأمي، ما جاء به في هذه الساعة إلا أمرٌ.
قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنَ فأذِن له.
فدخل فقال لأبي بكر: «أَخْرِجْ مَنْ عندك» .
فقال أبو بكر: إنما هم أهلُك يا رسول الله.
قال: «فَإنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ» .
فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله
قال: «نعم» .
قال: فخُذ إحدى راحلتيَّ هاتين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بالثَّمَنِ» .
قالت عائشة: فجهزناهما أحبَّ الجهاز، ووضعنا لهما سُفْرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به فم الجراب، فبذلك سمِّيت ذات النطاقين.
قالت: ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغارٍ في جبل ثَوْر فمكثا فيه ثلاثَ ليالٍ.
يبيت عندهما عبدُالله بن أبي بكر، وهو غلام شاب ثَقِفٌ لَقِنٌ، فيُدْلج مِن عندهما بسَحَر، فيصبح مع قريش كبائتٍ، فلا يسمع أمراً يُكَادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام.
ويرعَى عليهما عمرُ بن فُهَيرة مَوْلى أبي بكر مِنْحَةً من غَنَم فيُرِيحها عليهما، حتى تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رِسْل وهو لبن مِنْحتهما، حتى يَنْعق بها عامر بن فُهَيره بغلَس، يفعل ذلك في كل ليلة من الليالي الثلاث.
واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر (رجلاً) من بني الدِّيل، وهو على دين كفار قريش فأمّناه، ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غارَ ثور بعدَ ثلاث ليال براحلتيهما.
وقد روينا عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أبا بكر لمَّا أراد أن يخرج، فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته، ثم عمدا إلى جبل ثور.

وروي الواقدي، عن أشياخه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمنزل أبي بكر إلى الليل، ثم خرجا إلى الغار.
وكان خروجهما وقد بقي من صفر ثلاث ليال.

الباب الثاني
في ذكر ما جرى في الغار
عن أنس أن أبا بكر حدَّثه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا.
فقال: «يَا أبَا بَكْرٍ، مَا ظنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا» .
أخرجاه في الصحيحين.
عن أنس قال: لما كانت ليلةُ الغار قال أبو بكر: يا رسولَ الله، دَعْني أدخل قَبْلك، فإن كان فيه (شيء) كان بي قَبْلك.
قال: «أدخل» .
فدخل أبو بكر، فجعل يلتمس بيديه، فكلما رأى جُحراً قال بثوبه فشقَّهُ ثم ألقمه الجُحر، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع. قال: فبقي جُحر فوضع عَقِبه عليه.
ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أيْنَ ثَوْبُكَ يَا أبَا بَكْرٍ؟» .
فأخبره بالذي صنع، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال: «اللهُمَّ اجْعَلْ أبَا بَكْرٍ مَعِيَ فِي دَرَجَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ» . فأوحى الله تعالى إليه: قد استجيب لك.
عن عمر بن الخطاب أنه قال: والله للَيلة من أبي بكر ويوم خير من آل عمر.
هل لك بأن أحدثك بليلته ويومه؟
قال: قلت: يا أمير المؤمنين حدِّثني.
قال: أمَّا ليلته لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مختفياً من أهل مكة خرج ليلاً، فتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرةً أمامه، ومرة خَلْفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن شماله.
فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا هذا يَا أبَا بَكْرٍ؟ مَا أعْرِفُ هذا مِن فِعْلِكَ» .
فقال: يا رسول الله، أذكر الرَّصَد فأكون أمامك، وأذكر الطلَب فأكون خَلْفك، ومن عن يمينك وعن يسارك، لا آمن عليك.

قال: فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حَفيت رجلاه، فلما رآها أبو بكر أنها قد حفيت حمله على كاهله، وجعل يشتد به حتى أتى به الغار فأنزله.
ثم قال: والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلَك، ففعل ولم ير شيئاً، فحمله وأدخله.
وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاع، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء فيؤذي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فألقمه قدَمه، فجَعَلْن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تتحدر، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يَا أبَا بَكْرٍ، لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» . فأنزل الله سَكِينته ـ أي طمأنينته ـ لأبي بكر. فهذه ليلته.
وقال الواقدي، عن أشياخه: طلبت قريش رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ الطلَب، حتى انتهت إلى باب الغار، قالت: إن عليه لعنكبوتاً قبل ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم. فانصرفوا.

وقالت أسماء بنت أبي بكر: لم نَدْر بالحال، حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغني غناءَ العرب والناس يتبعونه، يسمعون صوته ولا يرونه، حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول:
جَزَى الله ربُّ الناس خيرَ جزائه
رفيقين حَلاَّ خيمتَيْ أُمِّ مَعْبدِ
وسيأتي ذكر القصة إن شاء الله تعالى.

الباب الثالث
في ذكر ما جرى له في طريقه إلى المدينة
قال أبو الحسن البراء: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار ليلة الخميس لغرة شهر ربيع الأول.
وذكر محمد بن سعد: أنه خرج من الغار ليلة الاثنين لأربع خَلَوْن من ربيع الأول.
قلت: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثاً، وخرج معه أبو بكر، وعامر بن فُهَيرة، ودليلهم عبدالله بن أُرَيقط الليثي، وكان على دين قومه، فأخذ بهم طريقَ السواحل.

عن البَرَاء بن عازب قال: اشترى أبو بكر مِن عازبٍ سرجاً، فقال: مُرِ البَرَاءَ فليَحْمله إلى منزلي.
قال: لا، حتى تحدثنا كيف صنعتَ حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه؟
قال أبو بكر: خرجنا فأَدْلَجْنا فَأَحْثَثْنا يومَنا وليلتنا حتى أَظْهَرْنا وقام قائمُ الظهيرة، فضربتُ ببصري هل أرى ظلاًّ آوِي إليه، فإذا أنا بصخرة، فأهويت إليها، فإذا هو بقية ظلها، فسوَّيته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرشت له فروةً وقلت: اضطجع يا رسول الله. فاضطجع.
ثم خرجتُ أنظر هل أرى أحداً من الطَّلَب، فإذا أنا براعي غنم، فقلت: لمَنْ أنت يا غلام؟
فقال: لرجل من قريش. فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟
قال: نعم.
قلت: هل أنت حالب لي؟
قال: نعم. فأمرتُه فاعتقل شاةً منها، ثم أمرته فنفض ضرعَها من الغبار، ثم أمرته فنفض كفَّه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقة، فحلب لي كُثْبة من اللبن فصببت على القَدَح حتى بَرد أسفله.
ثم أتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلت: اشرب يا رسول الله. فشرب حتى رضيت.
ثم قلت: قد آن الرحيل.
فارتحَلْنَا والقومُ يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سُرَاقة بن مالك بن جُعْشُم على فرس له، فقلت: يا رسول الله، هذا الطلبُ قد لَحَقَنَا.
فقال: «لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا» .
حتى إذا دنا منا وكان بيننا وبينه قيدُ رمح أو رمحين أو ثلاثة قلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا. وبكيت.
قال: «لِمَ تَبْكِي؟» .
قلت: أمَا والله ما على نفسي أبكي، ولكن أبكي عليك.
فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ» .
فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد، فوثب عنها، وقال: يا محمد، قد علمتُ أن هذا عملك، فادع الله عز وجل أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله لأعمهنَّ على مَنْ ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهماً، فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا، فخذ منها حاجتك.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا» . ودعا له، فانطلق ورجع إلى أصحابه.
عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجيّ (أن أباه أخبره أنه) سمع سُرَاقَةَ يقول: جاءنا رُسُل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ديةَ كلِّ واحد منهما لمن قتله أو أسَره.
فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي أقبل رجل منهم حتى قام علينا فقال: يا سراقة، إني رأيت آنفاً أَسْودةً بالساحل أراها محمداً وأصحابه.
قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بأعييننا (يبتغون ضالةً لهم)، ثم لبثتُ في المجلس ساعة، ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها عليَّ، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزُجِّه الأرضَ وخفَضْت عاليه، حتى أتيت فرسي، فركبتها فرفعتُها تقرِّب بي، حتى دنوت منه، فعثرت بي فرسي فخرَرْت عنها، فقمت فأهْوَيت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمتُ بها: أضرُّهم أم لا؟ فخرج الذي أكره، فركبتُ فرسي وعصيت الأزلام، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخَتْ يَدَا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخرَرْتُ عنها، ثم زجرتها فنهضت ولم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها غبارٌ ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره، فناديتهم الأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم.
ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحَبْس عنهم أَنْ سيظهر أمرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الديةَ. وأخبرتهم أخبارَ ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزادَ والمتاع، فلم يَرْزآني ولم يَسْألاني (شيئاً) إلا أن قال: أَخْفِ عنا.

فسألته أن يكتب لي كتابَ أمن، فأمر عامرَ بن فُهَيرة فكتب في رقعة من أدَم. ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الزهري: وأخبرني عروة بن الزبير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبيرَ في رَكْب من المسلمين كانوا تجاراً قافلين من الشام، فكسَا الزبيرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابَ بياض.

الباب الرابع
في ذكر حديث أم مَعْبد
عن أبي مَعْبد الخُزَاعي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر، وعامر بن فُهَيرة، ودليلهم عبدالله بن أُرَيْقط، فمرُّوا بخيمتي أم مَعْبد الخُزَاعية، وكانت امرأة جَلْدة بَرْزة تَحْتبي وتقعد بفناء الخيمة، ثم تسقي وتطعم.
فسألوها تمراً ولحماً يشترونه، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك، فإذا القوم مُرْملون مُسْنتون، فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أَعْوَزكم القِرَى.
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كِسْر الخيمة، فقال: «مَا هذه الشَّاةَ يَا أُمَّ مَعْبَد؟» .
فقالت: هذه شاة خَلَّفها الجَهْدُ عن الغنم.
قال: «هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟» .
قالت: هي أَجْهَدُ مِن ذلك.
قال: «أتَأْذَنِينَ لِي أنَ أحْلِبَهَا؟» .
قالت: نعم بأبي أنت وأمي إن كان رأيت بها حَلَباً.
فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الشاة، فمسح ضرعها، وذكر اسم الله وقال: «اللهُمَّ بَارِكْ لَهَا فِي شَاتِها» .
قالت: فتفاجَّت ودَرَّت واجتَرَّت، فدعا بإناء يُرْبض الرهطَ فحلب فيه ثَجًّا حتى علاه الثُّمَال.
فسقاها فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم، وشربوا جميعاً عَلَلا بعد نهل حتى أراضوا.
ثم حلب فيه ثانية عَوْداً على بَدْء فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها.
فقلَّ ما لبث أن جاء زوجُها أبو مَعْبد يسوق أعتراً حُيَّلا عجافاً يتساوَكْنَ هُزْلاً مُخُّهن قليل لا نِقى بهن.

فلما رأى اللبن عجب وقال: من أين لكم هذا، والشاة عازبة ولا حَلُوبة في البيت؟
قالت: لا والله، إلا أنه مرَّ بنا رجل مُبارك، كان من حديثه كيت وكيت.
قال: والله إني لأراه صاحبَ قريش الذي تطلب، صفيه لي يا أم معبد.
قالت: رأيت رجلاً ظاهرَ الوضاءة، متبلِّج الوجه، حسن الخَلْق، لم تَعِبْه ثُجْلة، ولم تُزْر به صُعْلة، قَسِيمٌ وسيم، في عينيه دَعَج، وفي أشفاره وطَف، وفي صوته صَحَل، أَحْوَر، أكحل، أزجُّ، أقرن، شديد سواد الشعر، في عنقه سَطَع، وفي لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سمَا وعلاه البهاء، كأَنَّ مَنْطقه خرزاتٌ نُظِمْن يتحدَّرْن، حلو المَنْطق فَصْل لا نَزْر ولا هَذَر، أَجْهَر الناس وأجمله مِن بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، ربعة لا تَشْنَؤه عَيْن من طُول، ولا تقتحمه عين من قِصر، غُصْنٌ بَيْن غُصْنين، فهو أَبْهَى الثلاثة منظراً وأحسنهم قدًّا، له رفقاء يحفَّون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا لأمره، مَحْفُود مَحْشُود، لا عابس ولا مُفْنِد.

قال: هذا والله صاحب قريش الذي ذُكر له من أمره ما ذكر، ولو كنت وافيته لالتمستُ أَنْ أَصْحبه، ولأفعلنَّ إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً.
وأصبح صوتٌ بمكة عالياً بين السماء والأرض يسمعونه ولا يرون من يقوله وهو يقول:
جَزَى الله ربُّ الناس خيرَ جزائه
رفيقَيْن حَلاَّ خيمَتيْ أمِّ مَعْبَدِ
هما نَزَلا بالبِرِّ وارتحلا به
فأفْلَح من أمْسَى رفيقَ محمدِ
فيالَ قُصَيَ ما زَوَى الله عنكمُ
به من فِعالٍ لا تُجَازَى وسُؤْدَدِ
سَلُوا أختكم عن شاتِها وإنائها
فإنكمُ إنْ تَسْأَلوا الشاة تَشْهدِ
دعاها بشاةٍ حائلٍ فتحلَّبَتْ
له بصريح ضَرَّةُ الشاةِ مُزْبِدِ
فغادَره رَهناً لديها لحالبٍ
بَدرَّتها في مَصْدرٍ ثم مَوْرِدِ
فأصبح القوم قد فقدوا نبيهم وأجدوا على خيمتي أم معبد. فأَجابه حسان بن ثابت فقال:

لقد خاب قومٌ زالَ عنهم نبيُّهم
وقُدِّس من يَسْري إليه ويَغْتدي
ترحَّلَ عن قومٍ فزالت عقولُهم
وحلَّ على قوم بنورٍ مجدَّدِ
وهل يَسْتوي ضُلاَّلُ قوم تسفَّهوا
عمًى وهداةٌ يقتدون بمهتدِي
نبيٌّ يرى ما لا يرَى الناسُ حولَه
ويتلو كتابَ الله في كل مَشْهدِ
وإنْ قال في يومٍ مقالةَ غائِبٍ
فتصديقُها في ضحوة اليوم أو غدِ
ليَهْنِ أبا بكر سعادةُ جَدِّه
بصُحْبته، مَنْ يُسْعِد الله يَسْعَدِ
ويهْنِ بني كعب مكانُ فتاتهم
ومقعدُها للمسلمين بمَرْصَدِ
البرزة: الكبيرة.
والمُرْملون: الذين نفد زادهم.
والمُسْنتون: من السَّنَة وهي الجَدْب.
وكِسْر الخيمة: جانبها.
والجهد: المشقة.
وتفاجَّت: فتحت ما بين رجليها لتحلب.
ويُرْبض الرهط: يثقلهم فيربضوا.
والثُّمَال: الرغوة.
والعَلَل: مرة بعد أخرى.
وأراضوا: أي رووا.
والحُيَّل: اللاتي لَسْن بحوامل.
والعازب: البعيد في المرعى.
والمتبلِّج: المشرق.
والثجْلْة: عظم البطن واسترخاء أسفله.
والصُّعْلة: صغر الرأس.
والوسيم: الحسن، وكذلك القسيم.
والدَّعج: سواد العين.
والوطف: الطول.
والصَّحَل: كالبحَّة.
والأحور: الشديدُ سوادِ أصول الأهداب خلقةً.

والسَّطَع: الطول.
وقولها: «إذا تكلم سمَا»: أي علا برأسه ويده.
وقولها: لا تقتحمه عين: أي تحتقره.
والمُفْنِد: الهَرِم.
والصريح: الخالص.
والضرة: لحم الضرع.
عن أم معبد قالت: طلع علينا أربعةٌ على راحلتين، فنزلوا بي فجئت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بشاة أريد أن أذبحها له، فإذا هي ذات دَرَ، فأدنيتها منه فلمس ضرعها ثم قال: لا تذبحيها.
فأرسلتها وجئت بأخرى فذبحتها وطبختها لهم، فأكل هو وأصحابه، فتغدى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأصحابه، وزودتهم منها ما وسعت سُفْرتهم، وبقي عندنا لحمها أو أكثره.

وبقيت الشاة التي لمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرعها، حتى كان عام الرمادة زمن عمر، وهي سنة ثماني عشرة من الهجرة.
قالت: وكنا نحلبها صَبُوحاً وغَبُوقاً، وما في الأرض قليل ولا كثير.

الباب الخامس
في تورية أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقهم إلى المدينة
عن أنس قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب وأبو بكر رَدِيفه.
وكان أبو بكر يُعرف في الطريق لاختلافه إلى الشام، وكان يمر بالقوم فيقولون: مَنْ هذا بين يديك يا أبا بكر؟ فيقول: هادٍ يهديني إلى الطريق.
فلما دنَوْا من المدينة بعث إلى القوم الذين أسلموا من الأنصار، إلى أبي أمامة وأصحابه، فخرجوا إليهما فقالوا: ادخلا آمنَيْن مطاعَيْن. (فدخلا).
قال أنس: فما رأيت يوماً قط أنورَ ولا أحسنَ من يوم دخلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر المدينة.
وشهدت وفاته، فما رأيت يوماً قط أظلَم ولا أقبح من اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الباب السادس
في لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق المدينةبُرَيدة الأسلمي، وتفاؤله باسمه وخدمة بريدة إياه
عن عبدالله بن بُرَيدة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطيَّر، وكان يتفاءل، وكانت قريش جعلت مائة من الإِبل فيمن يأخذ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم فيرده عليهم حين توجه إلى المدينة.
فركب بُرَيدة في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سَهْم، فتلقى نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أنْتَ؟» .
فقال: أنا بُرَيدة.
فالتفت إلى أبي بكر الصِّديق فقال: «يَا أبَا بَكْرٍ، بَرُدَ أمْرُنَا وَصَلُحَ» ، ثم قال: «مِمَّنْ أنْتَ؟» .
قال: مِنْ أَسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «سَلِمْنَا» .
قال: «ممَنْ؟» .

قال: من بني سهم.
قال: «خَرَجَ سَهْمُكَ (يَا أبَا بَكْرٍ)» .
فقال بريدة للنبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ أنت؟
قال: «أَنا مُحَمَّدُ بنِ عبْدِالله رَسُولُ الله» .
فقال بريدة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
فأسلم بُريدة وأسلم مَنْ كان معه جميعاً.
فلما أصبح قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْخُلْ المَدِيْنَةَ إلاَّ وَمَعَكَ لِوَاءٌ» . فحلَّ عمامته ثم شدَّها في رمح، ثم مشى بين يديه. فقال: يا نبي الله، تَنْزل عليَّ.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ نَاقَتِي هذه مَأْمُورَةٌ» .
فقال بُريدة: الحمد لله الذي أسلمتْ بنو سَهْم طائعين غير مُكْرهين.

الباب السابع
في ذكر تلقي أهل المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخوله إليها
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع المسلمون بالمدينة بمَخْرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة.
وكانوا يَغْدون كل غداة إلى الحَرَّة ينتظرونه حتى يردهم حرُّ الظهيرة.
فأقبلوا يوماً بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما أوَوْا إلى بيوتهم أَوْفَى رجلٌ من اليهود على أُطُمٍ من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبَصُر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مُبْيِضين يزولُ بهم السرابُ.
فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جَدُّكم الذي تنتظرونه.
فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقَّوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظَهْر الحَرَّة، فعَدَل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف.
فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتاً.

الباب الثامن
في ذكر اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
قال الزُّهري: قَدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول.

وروى حَنَش الصنعاني، عن ابن عباس، قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، ونبِّىء يوم الاثنين، ورفَعَ الحَجَر يوم الاثنين، وخرج مهاجراً من مكة إلى المدينة يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وقُبض يوم الاثنين، صلى الله عليه وسلم.

الباب التاسع
في ذكر المكان الذي نزل به صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة
عن أبي بكر الصديق قال: مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قَدِمْنا المدينة، فتلقاه الناس فخرجوا في الطرق وعلى الأباعر، واشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون: الله أكبر جاء رسول الله، جاء محمد.
قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ، أَخْوَالِ عَبْدِ المُطَّلِبِ لأُكْرِمَهُمْ بِذَلِكَ» .
فلما أصبح غدا حيث أُمِر.
قلت: بيان الخؤولة أن هاشماً تزوج امرأةً من بني عدي بن النجار، فولدت له عبد المطلب.
وقد ذكرنا في حديث عائشة آنفاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في بني عمرو بن عوف وهم أهل قِبَاء.
قال ابن إسحاق: فنزل على كلثوم بن الهَدْم أخي بني عمرو بن عوف، وقيل: نزل على سعد بن خيثمة، وذلك أنه كان عزَباً لا أهل له.
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، ويوم الخميس، وأسَّس مسجدهم، ثم خرج عنهم يوم الجمعة.
وقيل: مكث فيهم بضعة عشر يوماً.
ثم ركب ناقته، وأرخى لها الزمام، فجعلت لا تمرُّ بدار من دور الأنصار إلا دعاه أهلُها إلى النزول عندهم وقالوا: هلمَّ يا رسول الله إلى العَدد والعُدَّة، فيقول لهم: «خَلُّوا زِمَامَهَا فإِنَّها مَأْمُورَةٌ» .

حتى انتهى إلى موضع مسجده اليوم، فبركت على باب المسجد، وهو يومئذ مَرْبد، فلم ينزل عنها، فوثبت فسارت غير بعيد، ثم رجعت إلى مَبْركها الأول فبركت فيه، ووضعت جِرَانها، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتمل أبو أيوب رَحْلَه.
فنزل على أبي أيوب فأقام عنده حتى بنى مسجده ومساكنه.
وقال الواقدي عن أشياخه: لما قَدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام ببني عمرو بن عوف، فلما كان يوم الجمعة ارتفاعَ النهار دعا براحلته، وركب والناس معه عن يمينه ويساره، فاعترضتْهُ الأنصار لا يمرُّ إلا قالوا: هلمَّ يا نبي الله إلى القوة والمنعة، فيقول لهم خيراً ويقول: «إنَّها مَأْمُورَةٌ» .
فبركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو أيوب فحطّ رحلَه وأدخله منزلَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «المَرْءُ مَعْ رَحْلِه» .
وجاء أسعدُ بن زُرارة فأخذ بزمام راحلته فكانت عنده.
وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثةُ والأربعة يتناوبون، حتى تحوَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزل أبي أيوب.

وكان مقامه فيه سبعة أشهر.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدَ بن حارثة، وأبا رافع إلى مكة وأعطاهما خمسمائة درهم وبعيرين، فقدِما بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه، وسَوْدة زوجته وأسامة بن زيد.
وخرج عبدالله بن أبي بكر معهم بعيال أبي بكر فيهم عائشة.
فلما قدموا المدينة أنزلهم في بيت جارية بن النعمان.
قال محمد بن حبيب الهاشمي: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل قباء على كلثوم، وكان يتحدث في منزل سعد بن خيثمة وسمي منزلَ العزاب، وركب من قباء يوم الجمعة يؤم المدينة فجمع في بني سالم، وكانت أول جمعة جمعها في الإِسلام.

الباب العاشر
في ذكر فرح أهل المدينة بقدومه

عن أنس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة بحرابها فرحاً بذلك.
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بجوارٍ من الأنصار، وهن يتغنَّين يَقُلْن:
نحن جَوارٍ من بني النجارِ
وحَبَّذا محمدٌ مِنْ جارِ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكُم» .
عن عائشة قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن:
طَلَعَ البدُر عَلينا
من ثَنِيَّات الوداعِ
وجب الشكْرُ عَلَيْنَا
مَا دَعَا لله داعِ

الباب الحادي عشر
في ذكر لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدَالله بن سلاَم حين دخل المدينة
عن عبدالله بن سَلاَم، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس، وكنت فيمن أتى، فلما رأيت وجهه عرفت أنه غير وجه كذاب، فسمعته يقول: «أيُّهَا النَّاسُ، أفْشُوا السَّلاَمَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وأطْعِمُوا الطَّعَامَ، وصَلّوا باللَّيْل والنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَمٍ» .

الباب الثاني عشر
في فضل المدينة
عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهُمَّ اجْعَلْ بالمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنَ البَرَكَةِ» .
وأخرجاه.
وفي أفراد مسلم: من حديث سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَثْبُتُ أحدٌ عَلَى لأْوَائِهَا وشِدَّتِهَا إلاَّ كُنْتُ لَه شَفِيْعًا يَوْمَ القِيَامَةِ» .
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن اسْتَطَاعَ أنْ يَمُوتَ بالمَدِيْنَةِ فَليَمُتْ، فَإنَّ منْ مَاتَ بالمَدِيْنَةِ شَفِعْتُ لَه يَوْمَ القِيَامَةِ» .

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بالمَدِيْنَةِ كَصِيَامِ أَلفِ شَهْرٍ فِيْمَا سِوَاهَا، وَصَلاةُ الجُمُعَةِ بالمَدِيْنَةِ كَأَلفِ صَلاَةٍ بِمَا سِوَاهَا» .
عن أبي ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غُبَارُ المَدِينَةِ شِفَاءٌ مِنَ الجُذَامِ» .
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المَدينَةُ قُبَّةُ الإِسْلاَمِ وَقَلْبُ الإِيْمَانِ، وَمَا بَيْنَ الحَلاَلِ والحَرَامِ» .

الباب الثالث عشر
في ذكر بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركب راحلته وسار يمشي معه الناس، حتى بركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يصلي فيه رجال من المسلمين، وكان مربداً للتمر لسَهل وسُهيل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به: «هذا المنزل إن شاء الله» . ثم دعا الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجداً، فقالا: بل نهبُه لك يا رسول الله. ثم بناه مسجداً، وطفق ينقل معهم اللبِن في بنائه، ويقول:
هذا الْحِمَال لا حِمَال خَيْبره
هذا أبرُّ رَبَّنا وأَطْهَره
اللهم إن الخيرَ خيرُ الآخره
فارحم الأنصار والمُهَاجره
عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم (المدينة) فنزل في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف.

فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار، فجاؤوا بالسيوف، وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر رِدفه، وملأُ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، وإنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى بني النجار فقال: «يَا بَنِي النَّجَّارِ ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا» .
قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله.
قال أنس: فكان فيه ما أقول لكم، كان فيه قبور المشركين وخَرِبٌ، وفيه نخل، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلةَ المسجد، وجعلوا عضادتيه حجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون، والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول:
اللهم لا خير إلا خير الآخره
فاغفر للأنصار والمهاجره
عن ابن عمر قال: كان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنياً باللبن، وسقفه الجريد، وعمده الخشب من النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً، وزاد فيه عمر، وبناه على بنائه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد، وأعاد عمده خشباً. ثم غيَّره عثمان وزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقَصَّة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج.
انفرد بإخراجه البخاري.

الباب الرابع عشر
في فضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ؛ وَمَسْجِدِي؛ والمَسْجِدُ الأقْصَى، وَصَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنَ أَلفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ إلا المَسْجِدُ الحَرَامُ» .

عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أفْضَلُ مِن ألفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ إلاَّ المَسْجِدُ الحَرَامُ» .
قال ابن عقيل: قوله: «صلاة في مسجدي» إشارة إلى ما كان مسجداً في زمانه لا إلى ما أدخل في المسجد من الزيادة.
عن أبي سعيد قال: تمارَى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء. وقال الآخر: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هُوَ مَسْجِدِي» .
أخرجه مسلم.

الباب الخامس عشر
في ذكر ما بين بيته ومنبره صلى الله عليه وسلم
عن عبدالله بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنَ رِيَاضِ الجَنَّةِ» .
أخرجاه.
عن أبي هريرة وأبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنَ رِيَاضِ الجَنَّةِ، ومِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» .
أخرجاه.
عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا بَيْنَ حُجْرَتِي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنَّةِ، وإنَّ مِنْبَرِي عَلَى تِرْعَةٍ مِن تِرَعِ الجَنَّةِ، وَمَا بَيْنَ المِنْبَرِ وَبَيْتِ عَائِشَةَ رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنَّةِ» .
والترعة: الروضة على المكان المرتفع.

الباب السادس عشر
في ذكر بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنازل أزواجه
عن محمد بن عمر قال: سألت مالك بن أبي الرجاء: أين كانت منازل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؟
فأخبرني عن أبيه عن أمه، أنها كانت كلها في الشق الأيسر إذا قمتَ إلى الصلاة إلى وجه الإِمام في وجه المنبر، هذا أبعدُه.
ولما توفيت زينب بنت خزيمة أدخلَ أمَّ سلمة بيتها.

قال محمد بن عمر: كانت لحارثة بن النعمان منازل قريبة من المسجد وحوله، فكلما أحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلاً تحوَّل له حارثة عن منزله، حتى صارت منازله كلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه.
قال ابن سعد: وأوصت سَوْدة ببيتها لعائشة.
وباع أولياء صفية بنت حُيَي بيتها من معاوية بمائة ألف وثمانين ألف درهم.
واشترى معاوية من عائشة منزلها بمائة ألف وثمانين ألف، وقيل ثمانين ألف. وشرط لها سكناها حياتَها، وحمل إليها المال، فما قامت من مجلسها حتى قسمته.
وقيل: بل اشتراه ابنُ الزبير من عائشة، بعث إليها خمسة أجمال تحمل المال وشرط لها سكناها حياتها، ففرَّقت المال، فقيل لها: لو خبأتِ منه درهماً؟ فقالت: لو ذكَّرتموني فعلتُ.
وتركت حفصة بيتها فورثه ابن عمر فلم يأخذ له ثمناً، فأدخل في المسجد.
قال ابن سعد: قال عبدالله بن يزيد الهُذَلي: رأيت منازلَ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، حين هدمها عمرُ ابن عبد العزيز وهو أمير المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وزادها في المسجد، كانت بيوتاً مبنية باللبنِ ولها حُجَر من جريد، عدَدْتُ تسعةَ أبيات بحُجَرها، ورأيت بيتَ أمِّ سلمة وحجرتها من لبن.
قال ابن شهاب: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم دُومَة الجندل؛ بَنَتْ أمُّ سلمة حجرتها بلبن، فلما قدم قال: «مَا هَذا البِنَاء؟» .
فقالت: أردت أن أكفَّ أبصارَ الناس.
فقال: «إنَّ شَرَّ مَا ذَهَبَ فِيهِ مَالُ المَرْءِ المُسْلِمِ البُنْيَانُ» .
وقال عطاء الخراساني: أدركت حُجَر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرتُ كتابَ الوليد يُقْرأ؛ يأمر بإدخال حُجَر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فما رأيت يوماً أكثر باكياً من ذلك اليوم

فسمعت سعيد بن المسيَّب يقول يومئذ: والله لودِدْتُ أنهم تركوها على حالها حتى ينشأ أناس من أهل المدينة ويَقْدَم القادم، فيكون ذلك مما يزهِّد الناس في التكاثر والتفاخر

الباب السابع عشر
في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحبِّب الله إلى أصحابه المدينة
عن عائشة قالت: قَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهي وبيئة، فمرض أبو بكر، فكان إذا أخذته الحمَّى يقول:
كلُّ امرىءٍ مُصَبّحٌ في أهله
والموتُ أَدْنَى من شِرَاكِ نَعْلِه
وكان بلال إذا أخذته الحمَّى يقول:
ألا ليت شِعْري هل أبيتنَّ ليلةً
بوادٍ وحَوْلي إذْخرٌ وَجلِيل
وهل أرِدَنْ يوماً مياه مَجَنَّةٍ
وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ
اللهم العن عتبةَ بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأُمية بن خلف، كما أخرجونا من مكة.
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لقُوا قال: «اللهُمَّ حَبِّبْ إليْنَا المَدِيْنَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أوْ أَشَدُّ، اللهُمَّ صَحِّحْهَا وبَارِك لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا وانْقُل حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالجُحْفَةِ» .

الباب الثامن عشر
في صلاته صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وتحويل القبلة
عن البراء قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوَ بيت المقدس ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، ثم صُرِفنا إلى الكعبة.

الباب التاسع عشر
في ذكر الوقت الذي حولت فيه
قال محمد بن حَبيب الهاشمي: زار رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ بشر بن البراء بن معرور في بني سَلَمة، وذلك في يوم الثلاثاء للنصف من شعبان، فتغدى هو وأصحابه، وجاءت الظهيرة فصلى بأصحابه ركعتين من الظهر إلى الشام.
ثم أمر أن يستقبل الكعبة، ودارت الصفوف خلفه، ثم أتم الصلاة فسمِّي مسجد القبلتين.

قال الواقدي: كان هذا يوم الاثنين للنصف من رجب على رأس السبعة عشر شهراً.
وقال السُّدِّي: حوِّلت على رأس ثمانية عشر شهراً.

الباب العشرون
في نزول فرض رمضان
عن أبي سعيد الخدري قال: أُنزل فرضُ رمضان بعدما صُرفت القبلة إلى الكعبة بشهر، وأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر قَبْل أن تُفْرضَ الزكاة في الأموال.

الباب الحادي والعشرون
في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُحْرس بالمدينة
عن عائشة قالت: أَرِق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ثم قال: اللهم آتني رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة. إذ سمعتُ صوتَ السلاح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هذا؟» .
قال سعدُ بن أبي وقاص: أنا يا رسول الله أتيتُ أحرسك.
قالت عائشة: فنام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه.
وفي رواية عن عائشة: فنزلت: {س5ش67يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }
(المائدة: 67)

فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من قُبَّة أَدَم وقال: «انْصَرِفُوا أيُّهَا النَّاسُ، فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ تَعَالَى» .
أبواب معجزاته صلى الله عليه وسلم
كانت صورة نبينا صلى الله عليه وسلم وهيئته وسِمَته تدلُّ العقلاء على صِدْقه.
ولهذا قال عبدالله بن سَلاَم: فلما رأيت وجْهَه عرفت أنه ليس بوجه كذاب.
ومَنْ سمع كلامَه ورأى آدابه لم يَدْخله شك.
وكان في صِغره يُعرف بالأمانة، والصدق، وجميل الأخلاق.
وقد قال قيصر في حديث أبي سفيان: لم يكن ليَذَر الكَذِبَ على الناس ويكذب على الله تعالى.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء السابع عشر
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع عشر
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الرابع
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العشرون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية اخطاب  :: اسلاميات-
انتقل الى: