منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قرية اخطاب

ايد واحدة نبنى بلدنا
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
أخــطـابُ يـا قـلعةً للنـورِ زاهـرةً فيك العفافُ ومنك الطهرُ والأدبُ لو لم أكن فيك يا أخطابُ مولودًا لبحثْتُ عنكِ كما أوصت بكِ الكتبُ الناسُ حيرى بعيدًا عنكِ يا أملى حــتى إذا مـا أتـوْكِ فـاتَهُـم تـَعَــبُ أهلُ الفضائلِ فى أنحائِك اجتهدوا كى يُسعدوا كــلّ مُـحتاجٍ لهُ طـلـبُ كلّ المكارمِ والأخلاقِ قد جـمعتْ مجدَ الفراعين حتى جاءكِ الـعـربُ دوماً أتيهُ عـلى مـرّ الـزمـانِ بكِ أفضالكِ الغرّ قدْ هامتْ بها السحبُ الشمسُ والنجمُ والأقمارُ ظلّ لها من أهـلـكِ الصـالحينَ دائماً نسـبُ أخـطـابُ أنتِ التى فى قلبنا أبـداً أنتِ التى فى شغافِ القلبِ تحتجبُ حبّ البـلادِ التى عاشتْ بداخـلِنا فرضٌ على من إلى الأخلاقِ ينتسبُ
المواضيع الأخيرة
» ارقى مناطق التجمع الخامس بمنطقة اللوتس الجنوبية
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 11:10 pm من طرف رحاب صلاح

» شراء شات صوتي و يدعم ايضا الكاميرات-شراء دردشة صوتيه-شراء دردشة كامات
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:19 am من طرف رحاب صلاح

» هل موقعك الالكتروني يتوقف دائما؟ هنا الحل www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:16 am من طرف رحاب صلاح

» معلومات تهمك عن التجمع الخامس
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:14 am من طرف رحاب صلاح

» استضافة لينوكس أو استضافة الويندوز : تعلم كيفية اختيار الاستضافة المناسبة لك
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:49 am من طرف رحاب صلاح

» منتج الدردشة الأفضل والأقوى في العالم تفضلوا بالدخول وقراءة هذا الموضوع
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:47 am من طرف رحاب صلاح

» اسعار التمليك والمفروش في المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:44 am من طرف رحاب صلاح

» احمي موقعك وزوارك من الهاكر وسمعة موقعك على محركات البحث www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:20 pm من طرف رحاب صلاح

» طريقة شراء 123 شات فلاش من أي مكان في العالم
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:19 pm من طرف رحاب صلاح

» افخم مناطق المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:17 pm من طرف رحاب صلاح

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 148 بتاريخ الثلاثاء يوليو 30, 2019 12:58 am
عداد الزوار
تصويت

 

 كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن حسن

عبد الرحمن حسن


عدد المساهمات : 56
نقاط : 168
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/03/2011

كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر   كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر Emptyالخميس يوليو 28, 2011 6:24 am

أبواب صفات جسده صلى الله عليه وسلم

الباب الأول
في صفة رأسه صلى الله عليه وسلم
عن الحسن بن علي، عن خاله هِنْد بن أبي هالَة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم الهامَة» .
عن نافع بن جُبير قال: وصَف لنا عليُّ بن أبي طالب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «كان عظيمَ الهامَة» .

الباب الثاني
في صفة جبينه صلى الله عليه وسلم

عن الحسن بن (علي، عن) خاله هند قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واسعَ الجبين».

الباب الثالث
في صفة حاجبيه صلى الله عليه وسلم
عن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن خاله هند بن أبي هالَة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزَجَّ الحواجب، سَوَابغَ في غير قَرَن، بينها عِرْق يُدرُّه الغضب».
قال المصنف: قوله «أزجَّ الحواجب»: أي طويل امتدادها.

الباب الرابع
في صفة عينيه وأهدابه صلى الله عليه وسلم
عن الحسن بن علي، عن خاله هند بن أبي هالَة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أدْعَجَ العينين، أزجَّ الحواجِب سوابغَ من غير قرَن، أهدَبَ الأشْفَار».
الدَّعَجُ: سواد العينين.
والأهدب: الطويل الأشفار، وهو الشعر المتعلق بالأجفان.
عن جابر بن سمُرة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَشْكل العينين».
ورواه أبو داود عن شُعبة فقال: «أَشْهَلَ العينين».
عن جابر بن سَمُرة قال: «كنت إذا نظرتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ أكْحَلَ، وليس بأكحل».
قال المصنف: أمّا قوله: «أشْكل العينين»:
قال أبو عبيدة: «الشُّكْلة: حُمْرة في بياض العين، والشُّهْلة: حمرة في سوادها. والكحَل: سواد هدب العين خِلْقةً».
قال الزَّجَّاج: «الكَحَل: أن يسوَدَّ مواضع الكحل».

الباب الخامس
في صفة خديه صلى الله عليه وسلم
عن الحسن بن علي، عن خاله هند بن أبي هالة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلَ الخدَّين».

الباب السادس
في صفة أنفه صلى الله عليه وسلم
عن هند بن أبي هالة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقْنَى العِرْنِين، له نور يَعْلوه، يحسبه من لم يتأمله أشمَّ».
العِرْنين: الأنف. والقَنَى: أن يكون في عَظْم الأنف احدِوْداب في وسطه.

والأشَمُّ: الذي عَظْمُ أنفِه طويلٌ إلى طرف الأنف.

الباب السابع
في صفة فمه وأسنانه صلى الله عليه وسلم
عن جابر بن سَمُرة قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ضَلِيع الفم».
عن جُميع قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليعَ الفم مُفَلّج الأسنان».
عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْن».
عن هند قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَفْتَرُّ عن مِثْل حبِّ الغَمام».
قوله: «ضليع الفم» أي كبير.
والفَلج: تباعُد ما بين الثنايا والرُّباعيات.
عن أبي هريرة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حسَن الثّغْر».

الباب الثامن
في صفة نكهته صلى الله عليه وسلم
عن أنس بن مالك قال: صحبت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وشمَمْتُ العطرَ كله فلم أشمَّ نَكْهَةً أطيبَ من نَكْهته.

الباب التاسع
في صفة وجهه صلى الله عليه وسلم
عن الحسن، عن خاله هند قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخَّماً، يتلألأ وجهه كتلالؤ القمر ليلة البدر».
عن علي قال: «كان في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تَدْوير».
عن جابر بن سَمُرة قال: «كان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مستديراً».
عن أم مَعْبَد: أنها وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: «رأيت رجلاً ظاهرَ الوَضَاءة متبلِّجَ الوجه».
قال المصنف: «متبلِّج الوجه»: يعني مُشْرِق الوجه مضيئه، ومنه: تبلَّج الصُّبح، إذا أَسْفَر.

الباب العاشر
في ذكر اللحية الكريمة صلى الله عليه وسلم
عن الحسن بن علي، عن خاله هند، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كَثَّ اللحية».
عن علي بن أبي طالب قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيمَ اللحية».

عن أم مَعْبَد قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيف للحية».
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يأخذ من لحيته من طولها وعَرْضها بالسَّوِيَّة».

الباب الحادي عشر
في صفة شعره صلى الله عليه وسلم
عن البَراء قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم الجُمَّة، جُمَّته إلى شَحْمة أذنيه».
عن البراء قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعر يَضْرب مِنْكبيه».
عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَجْل الشَّعر، ليس بالسَّبط ولا الجَعْد القَطط».
عن الحسن، عن خاله هند قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَجل الشعر، إذا تفرقت عَقِيقته فُرق، وإلاّ فلا يجاوز شَعرُه شحمةً أذنيه إذا هو وَفَّره».
الرَّجْل: الشعر الذي (فيه) تكسيرٌ، فإذا كان منبسطاً قيل: شعر سبط والقطط: الشديد الجُعودة. والعَقِيقة: الشعر المجتمع في الرأس.
عن أنس قال: «كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصف أذنيه».
عن عائشة قالت: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعرٌ فوقَ الجُمَّة ودُونَ الوَفْرة».
عن أم هانىء قالت: «قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربعُ غَدَائر». يعني: ذوائب.
عن أم هانىء بنت أبي طالب قالت: «قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا مكة قَدْمةً وله أربعُ غدائر».
وفي رواية: رأيته وإذا له ضفائر أربع.
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا امتشط بالمشط كأنه حَثك الرمال».
عن ابن عباس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يَسْدل ناصيته سَدْلَ أهل الكتاب، ثم فرق بعد ذلك فَرْقَ العرب».
عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سدَل ناصيته ما شاء الله أن يَسْدل، ثم فرَق بعدُ.

الباب الثاني عشر
في ذكر صفة عنقه صلى الله عليه وسلم

عن أم مَعْبد: أنها وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: «في عنقه سَطع».
قال المصنف: السّطَع: الطول.
عن الحسن بن علي، عن خاله هند، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن عنقه جِيدُ دُمْية في صفاء الفضة».
قال المصنف: الدُّمْية الصورة المصوَّرة.
عن عثمان بن عبد الملك، قال: حدثني خالي، وكان من أصحاب علي يوم صِفِّين، عن علي، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن عنقه إبريقُ فضة».

الباب الثالث عشر
في بعد ما بين منكبيه صلى الله عليه وسلم
عن البَرَاء بن عازب قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين».
قال المصنف: المنكب: مجتمع رأس العَضْد في الكتف.

الباب الرابع عشر
في غلظ الكتد
عن علي رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جليلَ الكَتَد».
قال المصنف: الكتد، مجتمع الكتفين، وهو الكاهل.

الباب الخامس عشر
في صفة صدره صلى الله عليه وسلم
عن الحسن، عن خاله هند، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عريض الصدر، سواءَ البطن والصدر».

الباب السادس عشر
في صفة بطنه صلى الله عليه وسلم
عن أم معبد أنها وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: «لم تعِبْه ثُجْلة».
في المصنف: الثُّجلة عظمُ البطن واسترخاء أسفله.
عن أم هانىء. قالت: «ما رأيت بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا ذكرتُ القراطيس المثنِيَّ بعضُها على بعض».
عن مُخَرِّش الكعبي، قال: «اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجِعْرانة ليلاً فنظرتُ إلى ظهره كأنه سبيكة فضة».

الباب السابع عشر
في صفة سرته صلى الله عليه وسلم
عن علي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجردَ ذو مَسْربة».

عن الحسن، عن خاله هند، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْوَرَ المتجرَّد دقيق المسْربة، موصولَ ما بين اللبَّة والسُّرة بشَعر، يجري كالخيط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعرَ الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر».

الباب الثامن عشر
في ذكر أصابعه صلى الله عليه وسلم
عن علي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شَثْنَ الكفَّين والقدمين سائل الأطراف».
قال المصنف: الشثن: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين.
والسائل الأطراف: الممتد الأصابع.
ورواه بعضهم شائن بالألف والنون. والمعنى فيهما واحد.

الباب التاسع عشر
في صفة كفيه صلى الله عليه وسلم
عن علي رضي الله عنه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شَثْن الكفين».
عن الحسن، عن خاله هند، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَحْب الراحة».
عن أنس قال: «ما مسَسْت قط خزًّا ولا حريراً أَلْيَنَ من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم».
عن مارية قالت: «بايعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فما مسَسْت قط ألينَ من يده صلى الله عليه وسلم».
عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأبطح فركز عَنزَة فصلّى إليها، وجعل أصحابه يأخذون يده فيُمِرُّونها على وجوههم، فجئت وأخذت يده فأمررتها على وجهي، فإذا هي أبردُ من الثلج وأطيب ريحاً من المسك.

الباب العشرون
في صفة زنديه صلى الله عليه وسلم
عن هند قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلَ الزندين ضخمَ الكراديس».
عن صالح مولى التَّوْأَمة قال: كان أبو هريرة رضي الله عنه ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كان شبح الذراعين. أي طويلهما».

الباب الحادي والعشرون
في ذكر ساقيه صلى الله عليه وسلم

عن جابر بن سَمُرة قال: «كان في ساقَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمُوشة».
قال المصنف: الحموشة: دقة الساقين.
عن عبد الرحمن بن مالك بن جُعشم: أن أباه أخبره أن أخاه سراقة أخبره قال: دنوتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته، فرأيت ساقيه في غَرْزها كأنهما جُمَّارة.
قال بعض البلغاء:
يا ربِّ بالقدم التي أوْطَأْتَها
مِنْ قابِ قَوْسَيْن المحَلَّ الأعظمَا
وبُحْرمة القَدَمِ التي جُعلت بها
كتف البَرِيَّة بالرسالة سُلّمَا
ثَبِّتْ على مَتْن الصراط تَكرُّماً
قدمي وكُنْ لي مُنْقِذاً ومُسَلِّمَا
واجعلهما ذُخْري ومَنْ كانا له
أَمِنَ العذابَ ولا يخافُ جهنَّمَا

الباب الثاني والعشرون
في ذكر صفة عقبه صلى الله عليه وسلم
عن جابر بن سَمُرة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْهوسَ العَقِب».
أي قليل لحم العقب.
انفرد بإخراجه مسلم.

الباب الثالث والعشرون
في ذكر قدميه صلى الله عليه وسلم
عن الحسن، عن خاله هند، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خَمْصانَ الأخمصين، مسيحَ القدمين، يَنْبوا عنهما الماء».
عن عثمان بن عبد الملك قال: حدثني خالي وكان من أصحاب علي، عن علي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شَثْن الكف والقدم».
الأخمص: ما ارتفع عن الأرض من باطن الرجل.
والمسيح القدم: الذي ليس بكثير اللحم فيهم.
والشثن: الغليظ.

الباب الرابع والعشرون
في ضخامة كراديسه صلى الله عليه وسلم
عن علي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الكراديس».
قال المصنف: الكراديس: رؤوس العظام.
عن إبراهيم بن محمد، من ولد علي بن أبي طالب قال؛ «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جليلَ المُشَاش» .
قال المصنف: المشاش: رؤوس العظام، مثل الركبتين، والمرفقين، والمنكبين.

الباب الخامس والعشرون
في ذكر اعتدال خلقه صلى الله عليه وسلم
عن الحسن، عن خاله هند قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدَل الخلْقة بادن متماسك».
والمعنى: أنه كان تامَّ خَلْق الأعضاء، ليس بمسترخي اللحم ولا كثيره.

الباب السادس والعشرون
في ذكر طوله صلى الله عليه وسلم
عن ربيعة: أنه سمع أنس بن مالك ينعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كان رَبْعةً من القوم، ليس بالطويل البائن ولا القصير».
عن البَراء قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالقصير ولا بالطويل».
عن البراء قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مربوعاً».
الأحاديث الثلاثة في الصحيحين.
عن إبراهيم بن محمد (من) ولد علي بن أبي طالب قال: كان عليٌّ عليه السلام إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لم يكن بالطويل المُمَعَّط ولا بالقصير المتردد، وكان ربعة من القوم».
قال الأصمعي: الممعَّط: الذاهب طُولاً، والمتردد: الداخل بعضه في بعض قِصَراً.
عن الحسن، عن خاله هند، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أطولَ مِن المَرْبوع، وَأَقْصَرَ من المشذّب».
المشذّب: الطويل الذي ليس بكثير اللحم.
عن عائشة قالت: «كان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يماشيه أحدٌ يُنْسب إلى الطول إلا طالَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وربما ماشَى الرجلين الطويلين فطَوَلهما، فإذا فارقاه نُسِبا إلى الطول، ونُسِبَ هو إلى الرَّبْعة».

الباب السابع والعشرون
في رقة بشرته صلى الله عليه وسلم
عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أليَنَ الناس كفاً، ما مَسَسْتُ خَزَّةً ولا حريرةً ألينَ من كفه صلى الله عليه وسلم».

عن عثمان بن عبد الملك قال: حدثني خالي، وكان من أصحاب علي بن أبي طالب يوم صِفِّين، عن علي عليه السلام قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق البشرة».

الباب الثامن والعشرون
في صفة لونه صلى الله عليه وسلم
عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، ليس بالأديم ولا بالأبيض الأمْهقَ».
قال المصنف: الأمهق: الشديد البياض.
عن أبي هريرة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيضَ كأنما صِيغ من فضة».
عن علي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض مُشْرَباً».
وفي رواية: مُشْرَباً حُمْرَة».
قال المصنف: المُشْرَب: الذي في بياضه حُمْرَة.
عن أنس قال: «كان لون رسول الله صلى الله عليه وسلم أَسْمَرَ».
قال المصنف: هذا الحديث لا يصح، وهو يخالف الأحاديث كلها.
عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس لوناً».

الباب التاسع والعشرون
في ذكر حسنه صلى الله عليه وسلم
عن البراء قال: «ما رأيت شيئاً قط أحسنَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
أخرجاه.
عن أبي إسحاق قال: قيل للبراء: أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟
قال: لا، بل مثل القمر.
انفرد بإخراجه البخاري.
عن أبي هريرة قال: «ما رأيتُ أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه».
عن جابر بن سَمُرة قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في حُلّة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلَهُو أحسنُ في عينيّ من القمر».
عن البراء قال: «ما رأيت أحداً في حُلة حمراء مُرَجَّلاً أحسنَ من رسول الله، وكان له شعر قريب من منكبيه».
أخرجاه.
عن سعيد الجُرَبري قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت النبي، وما بقي على وجه الأرض أحد رآه غيري.
قلت: صفْه لي.
قال: كان أبيض مَليحاً مُقْصداً.

عن أم معبد: أنها وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: «كان أحْلَى الناس وأجمله مِنْ بعيد، وأجهَرَ الناس وأحسنه مِنْ قريب».
عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما صِيغَ من فضة».
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأنورَهم لوناً».
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: «كان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كدارة القمر».
عن محمد بن عمار قال: قلت للربيع بنت مُعَوِّذ: صفِي لي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: «يا بُني، لو رأيتَه رأيت الشمس طالعةً».
عن ابن عباس قال: «لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوءَ الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه على ضوء السِّراج.

الباب الثلاثون
في ذكر عرقه صلى الله عليه وسلم
عن أنس بن مالك قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيتَ أم سليم فينام على فراشها وليست فيه.
فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأُتيت فقيل لها: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم نائمٌ على فراشك، فجاءت وقد عَرِق الفراش، ففتحت عَيْبتها فجعلت تنشف ذلك العرَق فتعصره في قواريرها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا تَصْنَعِيْنَ؟» .
قالت: نرجو بركته لصبياننا.
قال: «قد أصَبْتِ» .
انفرد بإخراجه مسلم.
عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، كأنّ عَرَقه اللؤلؤ».
عن عائشة قالت: «كان عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه مثل اللؤلؤ الرطب، أطيبَ من المِسْك الأذْفَر».
عن علي قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم كأن عَرَقه اللؤلؤ، وريح عرقه كالمسك».

عن حبيب بن أبي حردة، حدثني رجل من بني حريش قال: «كنت مع أبي حين رَجَم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ماعزَ بن مالك، فلما أخذته الحجارةُ أُرعبتُ، فضمَّني إليه صلى الله عليه وسلم فسال من عرق إبطه مثلُ ريح المسك».
عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله، إني زوَّجت ابنتي، وإني أحب أن تعينني.
قال: «مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلكِن الْقَنِي غَداً وَجِيءْ مَعَكَ بِقَارُورَةِ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ وعُوْدَ شَجَرَةٍ» .
قال: فجاء فجعل يسلت العرَق من ذراعيه حتى ملأ القارورة، وقال: «خُذْهَا وأَخْبِرْ أهْلَكَ إذَا أرَادَت أنْ تَتَطَيَّب أنْ تَغْمِسَ هذا العُودَ فِي القَارُوْرَةِ فَتَطَّيَّبَ بِه» .
فكانت إذا تطيَّبت شمَّ أهل المدينة ريحاً طيبة. فسمُّوا المطيبين.

الباب الواحد والثلاثون
في ذكر خاتم النبوَّة صلى الله عليه وسلم
عن (الجَعْد بن) عبد الرحمن قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وَجِعٌ.
فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وتوضأ فشربتُ من وضوئه وقمت خَلْف ظهره، فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه، فإذا هو مثل زِرّ الحَجَلَة.
ورواه البخاري في الصحيح، عن محمد بن عبدالله، عن حاتم، كذا.
والحجلة: بيت كالقبة يستر بالثياب ويجعل له باب من جنسه ويُزَرّ. ومنه قوله: أعِزُّوا النساءَ يلزَمْن الحجال.
وقد رواه إبراهيم عن حمزة، عن حاتم قال: «رز الحجلة» الراء قبل الزاء. ذكره البيهقي.
وقال أبو سليمان، يعني الخطَّابي، عن بعضهم: إن زر الحجلة بيض الحجل، والحجلة على هذا أبيضُ القبج.
عن جابر بن سمرة قال: «رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غُدَّة حمراء مثل بيضة النعام».

عن عمرو بن أخطب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أبَا زَيْدٍ، ادْنُ مِنِّي فَامْسَحْ ظَهْرِي» . فمسحت ظهره، فوقعت أصابعي على الخاتم.
قلت: وما الخاتم؟
قال: شعرات مجتمعات.
عن أبي نَضْرة قال: سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني خاتم النبوة فقال: «كان في ظهره بَضْعةٌ ناشزة».
عن عبدالله بن سَرْجس قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أناس من أصحابه، فدُرْتُ من خلفه، فعرف الذي أريده فألقى الرداء عن ظهره، فرأيت موضعَ الخاتم على كتفه مثل الجُمْع حولها خِيلاَن كأنه الثآليل».
عن عبدالله بن سَرْجِس قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزاً ولحماً، أو قال: ثريداً. ثم دُرْتُ حتى صِرتُ خلفه حتى نظرتُ إلى خاتم النبوة بين كتفيه على نغض كتفه اليسرى جُمْعاً عليه خِيلان».
عن أبي معاوية بن قُرَّة قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنته أن أُدْخل يدي في جُرُبَّانه وإنه ليدعو لي، فما منعه أن دعا لي».
قال: فوجدتُ على نغض كتفه مثل السَّلْعَة.
قال المصنف: الجُرُبَّان: جيب القميص. ونغضُ الكتف: فَرْعه.

أبواب صفاته المعنوية صلى الله عليه وسلم

البابُ الأول
في حسن خلقه صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: لما قَدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أنساً غلامٌ كَيِّس فليخدمك.
فخدمتهُ في السَفرِ والحضَر، والله ما قال لي لشيء صنعتهُ: لِمَ صنعته؟ ولا لشيء لم أَصْنعه: لم لا صنعتَ هذا؟
أخرجاه.
عن أبي عبد الله الجَدَليّ قال: قلت لعائشة: كيف كان خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله؟

قالت: «كان أحسنَ الناس خُلقاً، لم يكن فاحشاً ولا متفحِّشاً ولا سخّاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلَها، ولكن يعفو ويَصْفح».
عن أنس بن مالك قال: «لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سَبَّاباً ولا لعَّاناً ولا فَحَّاشاً، كان يقول لأحدِنا عندَ الَمعْتبة: تَرِبَ جبينهُ».
وعن عبد الله بن مسعود قال: «بَيْنَا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قريباً من ثمانين رجلاً من قريش ليس فيهم إلا قُرَشي، لا والله ما رأيت صفحةَ وجوهِ رجالٍ قط أحسنَ من وجوههم يومئذٍ، فذكروا النساء فتحدَّثوا فيهن، فتحدث معهم حتى أحببتُ أن يسكت».
عن سِمَاك قال: قلت لجابر بن سَمُرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: «نعم، كان طويلَ الصمت قليلَ الضحك، وكان أصحابه يذكرون عنده الشِّعر وأشياءَ من أمورهم، فيضحكون ويتبسَّم».
عن عائشة: أن أبا بَكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنىً يضربون بالدف، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم مسجَّى بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «دَعْهُنَّ يَا أبَا بَكْرٍ، فَإنَّها أيَّامُ عِيْدٍ» .
قالت عائشة: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا أسأَم فأَقعد، فاقْدُروا قَدْرَ الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو.
أخرجاه.
عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: دخل نفرٌ على زيد بن ثابت فقالوا له: حدِّثنا أحاديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: «كنا إذا ذَكْرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا».
عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس خُلقاً».
عن عائشة قالت: «ما كان أحدٌ أحسنَ خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال: لبَّيك. فأَنزل الله تعالى: {س68ش4وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم: 4)

عن عائشة قالت: «كنت ألعب بالبنات في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنَّ لي صواحب يأَتينني فيلعبن معي، فينقمعْن إذا رأين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُسَرِّبهن إليَّ فيلعبن معي».
عن أنس بن مالك قال: «كان إذا لقي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم واحداً من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي يَنْزع عنه».
عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ بصبيان فسلّم عليهم».
عن أنس بن مالك قال: «مرَّ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن صِبيْان فقال: «السَّلاَمُ عَلَيْكُم يَا صِبْيَان» .

البَابُ الثاني
في ذكر حلمه وصفحه صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال: سأَل أهلُ مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يَجعْل لهم الصَّفا ذهباً وأن ينحِّي عنهم الجبال فَيزْدرعون.
فقيل له: إن شئت أن تَسْتأَني بهم، وإن شئت أن نُعْطيهم الذي سأَلوا، فإن كفروا أهلكتم من قبلهم. قال: «لاَ بَلْ أَسْتَأني بِهِم» .
عن أبي هريرة قال: جاء الطُّفيل بن عمرو الدَّوسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ دوساً قد عصَتْ وأبَتْ فادعُ الله عليهم.
فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا.
فقال: «اللهُمّ اهْدِ دَوْساً وَائْتِ بِهِم» .
عن عروة أن أسامة أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حماراً عليه إكافٌ تحته قطيفة فَدكيَّة، وأردف وراءه أسامة، وهو يعود سعدَ بن عُبَادة قَبْل وقعة بدر.
حتى مرَّ بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عَبَدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أُبَيّ، وفي المجلس عبدُ الله بن رَوَاحة.
فلما غشيت المجلسَ عَجَاجةُ الدابة خَمَّر عبد الله بن أُبَيّ أنفَه وتردَّى به ثم قال: لا تغبِّروا علينا.

فسلَّم ثم وقف ونزل، فدعاهم إلى الله تعالى وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبدُ الله بن أُبي: لا أحسنَ من هذا إذا كان ما تقول حقًّا فلا تُؤذنا في مجالسنا (وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منّا فاقْصُصْ عليه.
فقال عبد الله بن رواحة: أغْشَنا في مجالسنا) فإنا نحب ذلك.
فاستبَّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا أن يتواثبوا، فم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفِّضهم حتى سكتوا.
ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال: أَيْ سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب، يريد ابن أُبيّ، قال كذا وكذا.
قال أعفُ عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك وإن أهل البُحَيرة قد اصطلحوا على أن يتوِّجوه ويعصبوه بالعصابة، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أعطاكه شَرِق بذلك.
فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه.
عن عبد الله بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لماتوفي عبد الله بن أُبيّ دُعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه، فقام عليه، فلما وقف يريد الصلاة عليه تحولتُ حتى قمتُ في صدره فقلت: يا رسول الله، أعَلَى عدوِّ الله ابن أبيّ، القائل يوم كذا وكذا كذا وكذا. أعدِّد عليه أيامه.
ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتبسَّم، حتى أكثرتُ عليه، قال: «أخَّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ إنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، قَدْ قِيلَ لِي: اسْتَغْفِر لَهُم أوْ لاَ تَسْتَغْفِر لَهُم، إن تَسْتَغْفِر لَهُم سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُم، لَوْ أُعلَمُ أنِّي (إنْ) زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُم لَزِدْتُ» .

قال: ثم صلى عليه ومشى معه إلى قبره حتى فرغ منه.
قال: فعجباً لي وجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم.

قال: فوالله ما كان يسيراً حتى نزلت هاتان الآيتان: {س9ش48لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَآءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }(التوبة: 48)
.
فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله.
عن أنس: أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم متسلِّحين يريدون غِرَّةَ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأخذهم سَلَماً واستحياهم. فأنزل الله تعالى: {س48ش24وَهُوَ الَّذِى كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً }
(الفتح: 24)
.
عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادماً له قط ولا امرأةً قط، ولا ضَرَب بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء فانتقم من صاحبه إلا أن تُنْتَهك محارمُ الله فينتقم لله عزَّ وجلَّ، وما عُرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون مَأْثَماً، فإن كان مأثماً كان أبعدَ الناس منه.
عن الحسن بن علي، عن خاله هند، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تُغْضبه الدنيا وما كان منها، فإذا تُعدِّي الحقُّ لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها».
عن عائشة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أُحد؟
فقال: «لَقَدْ لَقِيْتُ مِن قَوْمِكِ، وكَانَ أشَدَّ مَا لَقِيْتُ مِنْهُم يَوْمَ العَقَبَةِ، إذ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى بَنِي عَبْدِ كُلاَل فَلَمْ تُجِبْنِي إلَى مَا أرَدْتُ.

فانْطَلَقْتُ وأَنا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلاَ بِقرْن الثَّعَالِب، فَرَفَعْتُ رَأسِي فَإذَا أنَا بِسَحَابَةٍ قَد أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإذَا فِيهَا جِبْرِيْلُ، فَنَادَانِي: إنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا ردُّوا عَلَيكَ، وقَدْ بَعَثَ إليكَ مَلَكَ الجِبَالِ لتَأمُرَه بِمَا شِئْتَ فِيهِم»
«فَنَاداني مَلَكُ الجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَ قَال: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وأنا مَلَكُ الجِبَالِ، وقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إلَيكَ لتَأمُرَنِي بَأَمْرِكَ) يَا مُحَمَّدُ فَمَا شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أطْبَقْتُ عَلَيهم الأخْشَبَيْنِ» .

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلاَبِهِم مَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَه وَلاَ يُشْرِكَ بِه شَيْئاً» .
عن أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْد نَجْراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جَبْذةً شديدة حتى نظرت إليه صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جبذته. ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك.
فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء.
قال البخاري: فلما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم ناساً في القسمة، فأَعطى الأقرع بن حابس مائةً من الإبل، وأعطى عْيَيْنة مثل ذلك، وأعطى أناساً من أشراف العرب وآثرهم يومئذٍ في القسمة.
فقال رجل: والله إن هذه القِسْمة ما عُدل فيها وما أريد بها وجه الله.
فقلت: والله لأخبرنَّ النبي صلى الله عليه وسلم.
فأتيته فأخبرته فقال: «مَنْ يَعْدِلُ إذَا لَمْ يَعْدِلُ اللَّهُ ورَسُولُه رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بأكْثَرَ مِن هذا فَصَبَر» .

عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله، ادعُ الله على المشركين.
قال: «إنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّاناً، وإنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمةً» .
عن أبي هريرة قال: لمَّا فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة طاف بالبيت وصلى فيه ركعتين، ثم أتى الكعبة وأخذ بعضادَتَيْ الباب، فقال: «مَا تَقُولُونَ وَمَا تَظُنُّونَ؟» .
قالوا: نقول أخٌ وابنُ عمَ حليمٌ رحيمٌ. قالوا ذلك ثلاثاً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقُولُ كَمَا قَالَ يُوسُفَ {س12ش02إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
(يوسف: 92)
فخرجوا كأنما نُشِروا من القبور، فدخلوا في الإسلام.
عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم الفتح أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صَفْوان بن أبي أمية، وأبي سفيان بن حرب، والحارث بن هشام.
قال عمر: فقلت: قد أمكَنني الله تعالى منهم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثَلَي وَمَثَلُكُم كَمَا قَالَ يُوسُفَ لإِخْوَتِه: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم}» .
قال: فانفضحتُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يعطي الناس يوم حنين من فضةٍ في ثوب بلال.
فقال له رجل: يا نبي الله اعدِلْ.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَكَ فَمَنْ يَعْدِلُ إذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتُ إذاً وخَسِرْتُ إذا كُنْتُ لا أَعْدِلُ» .

فقال عمر: ألا أضربُ عنقه فإنه منافق؟
فقال: «مَعَاذَ الله أنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أنِّي أَقْتُلُ أصْحَابِي» .
عن ابن عمر قال: أُتِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقليل من ذهب وفضة، فجعل يقسمه بَيْن أصحابه، فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد، والله إن الله أمرك أنْ تعدل فما أراك تعدل.
قال: «وَيْحَكَ مَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكَ بَعْدِي» .
فلما ولّى قال: ردُّوه عليَّ رويداً.

عن بَهْز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، أن أخاه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: جيراني عليَّ ما أخذوا.
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن الناس يزعمون أنك نُهيت عن البغي ثم تستحلي به.
فقال: «إنْ كُنْتُ أفْعَلُ ذَلكَ إنَّه لَعَليَّ، وَمَا هُوَ عَلَيْكُم، خَلُّوا لَه جِيْرَانه» .
عن عائشة قالت: ابتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم جَزُوراً من أعرابي بوسقٍ من تمر الذخيرة، فجاء به إلى منزله، فالتمس التمرَ، فلم يجده في البيت.
قال: فخرج إلى الأعرابي. فقال: «يَا عَبْدَ الله، إنَّا ابْتَعْنَا مِنْكَ جَزُورَكَ هَذا بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرِ الذَّخِيْرَةِ ونَحْنُ نَرَى أنَّه عِنْدَنا» .
فقال الأعرابي: واغدراه.
فوكزه الناس فقالوا: لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقول هذا؟
فقال: «دَعُوه» .
عن أبي هريرة أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في شيء، فأعطاه شيئاً، ثم قال: «أحْسَنْتُ إلَيْكَ؟» .
قال: لا، ولا أَجْمَلت.
قال: فغضب المسلمون وقاموا إليه.
فأشار إليهم: أن كفُّوا. ثم قام فدخل منزله ثم أرسل إلى الأعرابي فدعاه إلى البيت (فزاده شيئاً) فرضي فقال: «إنَّكَ جِئْتَنَا فَسَأَلْتَنَا فَأَعْطَيْنَاكَ وقُلْتَ مَا قُلْتَ، وفِي أنْفُسِ المُسْلِمِينَ شَيءٌ مِن ذَلكَ، فَإنْ أحْبَبْتَ فَقُلْ بَيْن أيْدِيهِم مَا قُلتَ بَينَ يَدَيَّ، حَتَّى يَذْهَبَ منْ صُدُورِهِم مَا فِيْهَا عَلَيكَ» .
قال: نعم.
فلما كان الغداة أو العشي جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ صَاحِبَكُم هذا كَانَ جَائِعاً، فَسَأَلَنَا فَأَعْطَيْنَاه، قَالَ مَا قَالَ، وإنَّا دَعَوْنَاه إلى البَيْتِ فأعْطَيْنَاه، فَزَعَمَ أنَّه قَدْ رَضِيَ، أكَذاكَ؟» .
قال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وغشيرة خيراً.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا إنَّ مَثَلي ومَثَلَ هذا الأعْرَابِيَّ كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ لَه نَاقَةٌ فَشَرَدَتْ عَلَيه، فاتَّبَعَها النَّاسُ فَلَم يَزيْدُوهَا إلا نُفُوراً، فَنَاداهُم صَاحِبُ النَّاقَةِ: خَلُّوا بَيْنِي وبَينَ نَاقَتِي فَأَنا أرْفَقُ بِهَا. فَتَوَجَّه لَهَا صَاحِبُ النَّاقَةِ بينَ يَدَيْهَا فأَخَذَ لَهَا مِنْ قُمَامِ الأرْضِ، فَجَاءَتْ فاسْتَنَاخَتْ، فَشَدَّ عَلَيها رَحْلَها واسْتَوَى عَلَيها، وإنِّي لَوْ تَرَكْتُكُم حِينَ قَالَ الرَّجُلُ ما قَالَ، فَقَتَلْتُمُوه دَخَلَ النَّارَ» .

عن زيد بن أرقم قال: سحَر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود، فاشتكى ذلك أياماً، فأتاه جبريل فقال: إن رجلاً من اليهود سحَرك فعقد لذلك عُقَداً.
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّاً فاستخرجها فجاء بها، فجعل كلَّما حلَّ عقدةً وجَد لذلك خِفةً، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عِقَال.
فما ذَكرَ ذلك لليهودي و(لا) رآهُ في وجهه قط.
عن أنس قال: خدمتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين، فما سبَّني سبَّةً قط، ولا ضربني ضربةً، ولا انتهرني، ولا عبَس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني أحدٌ من أهله قال: «دَعُوه، فَلَوْ قُدِّرَ شَيءٌ كَانَ» .
عن عبد الله بن سَلاَم قال: إن الله عزّ وجلّ لمَّا أراد هُدَى زيد بن سَعْيَة قال زيد: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجهه، سوى اثنتين لمَّا أخْبُرهما منه: يسبقُ حلمُه جهلَ الجاهل، ولا يزيده شدةُ الجهل عليه إلا حِلْماً.

فكنت أنطلق إليه لأخالطه وأعرف حلمه، فخرج يوماً ومعه علي بن أبي طالب، فجاءه رجل كالبدويّ، قال: يا رسول الله، إن قرية بني فلان أسلموا، وحدَّثتهم أنهم (إن) أسلموا أتتهم أرزاقهم رِغَداً، وقد أصابتهم سَنَةٌ وشِدَّة، وإني مُشْفق عليهم أن يخرجوا من الإسلام، فإن رأيتَ أن ترسلَ لهم بشيء يعينهم.
قال زيد: فقلت: أنا أبتاع منكم بكذا وكذا وسَقاً. فأعطيتُه ثمانين ديناراً، فدفعَها إلى الرجل وقال: «اعْجَلْ عَلَيْهِم بِهَا فَأغْنِهم» .
فلما كان قِبَل المَحَلِّ بيوم أو يومين أو ثلاثة، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة في نفر من أصحابه، فجبَذْتُ رداءه جَبْذَةً شديدة، حتى سقط عن عاتقه، ثم أقبلتُ بوجهٍ جَهْم غليظ، فقلت: ألا تقضيني يا محمد، فوالله ما عَلِمْتُكم بني عبد المطلب لمُطْل.
فارتعدت فرائصُ عمر بن الخطاب كالفُلك المستدير، ثم رمى ببصره فقال: أيْ عدوَّ الله، أتقول هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصنع به ما أرى وتقول ما أسمع فوالذي بعثه بالحق لولا ما أخاف فَوْتَه لسبقني رأسُك.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في تُؤدة وسكون، ثم تبسَّم وقال: «أنَا (وهو) أحْوَجُ إلى غَيْرِ هذا، أنْ تَأمُرَنِي بِحْسْنِ الأدَاءِ وتَأمُرَه بِحْسْنِ التِّبَاعَةِ، اذْهَبْ يَا عُمَرُ فَاقْضِه حَقَّه وزِدْه عِشْرِيْنَ صَاعاً منْ تَمْرٍ» .
فقلت: ما هذا؟
قال: أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكانَ منازعتك.

فقلت: أتعرفني يا عمر؟
قال: لا. فمن أنت.
قلت: أنا زيد بن سَعْيَة.
قال: الحَبْر؟
قلت: الحبْر.
قال: فما دعاك أن تفعل برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت، وتقولَ له ما قلت.

قلت: يا عمر، إنه لم يَبْقَ من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرتُ إليه إلا اثنَتَين لم أَخْبرهما منه: يسبقُ حلمُه جهلَه، ولا يزيده شدةُ الجهل عليه إلا حِلْماً، فقد اختبرته منه، فأشهدك يا عمر أني رضيت بالله ربًّا بالإسلام ديناً وبمحمد نبيًّا، وأشهدك أنَّ شَطْر مالي لله، فإني أكثُرها مالاً، صدقةً على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
فقال عمر: أو على بعضهم، فإنك لا تَسَعهم كلهم. قلت: أو على بعضهم.
قال: فرجع عمر وزيد بن سَعْية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.
فآمن به وصدَّقه وبايعه وشهد معه مشاهد كثيرة.
عن الزُّهري قال: إن يهودياً قال: ما كان بقي شيء مِن نَعْت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة إلا رأيتُه إلا الحِلْم.
وإني أَسْلَفْتُه ثلاثين ديناراً إلى أجل معلوم، فتركته حتى بقي من الأجل يوم، فأتيته فقلت: يا محمد أَوْفِني حقي، فإنكم معاشر بني عبد المطلب مُطْل.
فقال عمر: يا يهودي جُننتَ؟ أما والله لولا مكانُه لضربتُ الذي فيه عيناك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أبَا حَفْصٍ، نَحْنُ كُنَّا إلى غَيْرِ هذا مِنْكَ أحْوَجُ، إلى أن تَكُونَ أمَرْتَنِي بِقَضَاءِ مَا عَلَيَّ، وهو إلَى أنْ تَكُونَ أعَنْتَه فِي قَضَاءِ حَقِّه أحْوَجُ» .
قال: فلم يزده جهلي عليه إلا حلماً، قال: يا يهودي إنما يحلُّ حقُّك غداً. ثم قال: «يَا أبَا حَفْصٍ، اذْهَبْ إلَى الحَائِطِ الذي كَانَ سَأَلَ أوَّلَ يَوْمٍ، فإنْ رَضِيَه فأعْطِهِ كَذا وَكَذا صَاعاً، وَزِدْه لِمَا قُلْتَ له كَذا وَكَذا صَاعاً، وإنْ لَمُ يَرْضَه فأَعْطِه ذَلكَ مِن حَائِطِ كَذا وَكَذا» .
فأَتى به الحائط فرضي، فأَعطاه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أمره من الزيادة.

فلما قبض اليهودي تَمْرَه قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله، وإنه والله ما حملني على ما رأيتني صنعتُ يا عمر إلا أني كنتُ رأيتُ صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة كلها إلا الحِلْم، فاختبرتُ حلمه اليوم فوجدتُه على ما وصِف في التوراة، وإني أشهدك أن هذا التمرَ وشطرَ مالي في فقراء المسلمين.

فقال عمر: أو على بعضهم. فقال: أو بعضهم.
وأسلم أهل بيت اليهودي كلهم إلا شيخاً كان له مائة سنة فبقي على الكفر.

البابُ الثالث
في نهيهصلى الله عليه وسلم أن يبلغ ما لا يصلح
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يُبلِّغْني أَحَدٌ مِنْكُم عَنْ أحَدٍ من أصْحَابِي شَيئاً، فإنِّي أُحِبُّ أنْ أخْرُجَ إليْكُم وأنَا سَليْمَ الصَّدْر» .
قال: فأَتاه مال فقسمه، فانتهيت إلى رجلين يتحدثان، وأحدهما يقول لصاحبه: والله ما أراد محمد بقسمته التي قسَم وجه الله والدار الآخر.
قال: فوثبت حين سمعتهما، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرتُ له ذلك، ثم قلتُ: إنك قلت: لا يبلغني أحدٌ عن أحد من أصحابي شيئاً، وإنى سمعت فلاناً وفلاناً يقولان كذا وكذا. فاحمرَّ وجهه وقال: «دَعْنَا مِنكَ، فَقَدْ أوْذِيَ مُوسَى بأَكْثَرَ مِن مِثْلِ هَذا فَصَبَرَ» .

البَابُ الرّابع
في ذكر شفقته ومداراته صلى الله عليه وسلم
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وأنَا أُرِيْدُ أنْ أُطِيْلَهَا فأَسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيّ فأتَجَوَّزُ في صَلاَتِي مِمَّا أعْلَمُ من شِدَّةِ وَجْدِ أمِّه مِن بُكَائِه» .

عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنِّي لأَقُوْمَ في الصَّلاَةِ فَأُرِيْدُ أنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أنْ أُشُقَّ عَلى أُمِّه» .
انفرد بإخراج هذا البخاري، واتفقا على الذي قبله.
عن زيد بن ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير، فصلّى فيها ليالي، حتى اجتمع إليه ناس، ثم فقد صوتُه، فظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال: «مَا زَاْلَ بِكُمْ الذي رَأَيْتُ من صَنِيْعِكُم، حَتَّى خَشِيْتُ أنْ يُكْتَب عَلَيْكُم، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُم مَا قُمْتُم بِه، فَصَلُّوا في بُيُوتِكُم، فَإنَّ أفْضَلَ صَلاَةِ المَرْءِ فِي بَيْتِه إلا المَكْتُوبَةُ» .
عن أنس قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أين أبي؟
قال: «فِي النَّارِ» .
فلما رأى ما في وجهه قال: «إنّ أَبِي وَأبَاكَ فِي النَّارِ» .
انفرد بإخراج هذا الحديث مسلم، واتفقا على الذي قبله.
عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: أدع لنا ربك أن يجعل لنا الصَّفا ذهباً. ونؤمنُ بك.
قال: «وتَفْعَلُونَ؟» .
قالوا: نعم.
فدعا، فأتاه جبريل فقال: إن ربك عزّ وجلّ يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن شئتَ أصبح لهم الصَّفا ذهباً، فمن كفر منهم بعد ذلك عذّبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحتُ لهم باب التوبة والرحمة.
(قال: «بَل التَّوْبَةُ والرَّحْمَةُ)» .
عن أبي أمامة أن فتى شاباً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إئذن لي في الزنى.
فأقبل عليه القومُ فزجروه وقالوا: مه مه.
فقال: «ادنه» .
فدنا منه قريباً، فجلس. قال: «أتُحِبُّه لأُمِّكَ؟» .
قال: لا والله، جعلني الله فداك.
قال: «ولا النَّاسُ يُحِبُّونَه لأُمَّهَاتِهِم» .
«أفَتُحِبُّه لابْنَتِكَ؟» .
قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك.

قال: «ولا النَّاسُ يُحِبُّونَه لِبَنَاتِهِم» .

«أتُحِبُّه لأُخْتِكَ؟»
قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك.
قال: «ولا النَّاسُ يُحِبُّونَه لأَخَوَاتِهِم» .
«أتُحِبُّه لعَمَّتِكَ؟»
قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك.
قال: «ولا النَّاسُ يُحِبُّونَه لعَمَّاتِهِم» .
«أتُحِبُّه لخَالَتِكَ؟»
قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك.
قال: «ولا النَّاسُ يُحِبُّونَه لخَالاَتِهِم» .
قال: فوضع يده عليه ثم قال: «اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَه وطَهِّرْ قَلْبَه وَحَصِّنْ فَرْجَه» .
قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قولَ الله تعالى: {س14ش26وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأٌّرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }(إبراهيم: 26)

وقولَ عيسى: {س5ش118إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (المائدة: 118)

فرفع يديه وقال: «اللهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي» . وبكى. فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد، وربُّك أعلم، فَسَلْه ما يبكيه.
فأتاه جبريل فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل له: إنَّا سنرضيك في أمتك ولا نسؤوك.
عن أنس بن مالك قال: بَيْنا نحن جلوس في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُزْرِمُوه، دَعُوه» . فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: «إن المَسَاجِدَ لا تَصْلُحُ لِشَيءٍ من هذا البَوْلِ القَذَرِ، إنَّما هي لِذِكْرِ الله تَعَالى والصَّلاَةِ وقِرَاءَةِ القُرْآنِ» . وأمر رجلاً فجاء بدلو من ماء فَشَنَّه عليه.
عن عائشة أن رجلاً استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ايذنوا ل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى والعشرون
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثانى اشر
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الرابع عشر
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الخامس عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية اخطاب  :: اسلاميات-
انتقل الى: