منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قرية اخطاب

ايد واحدة نبنى بلدنا
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
أخــطـابُ يـا قـلعةً للنـورِ زاهـرةً فيك العفافُ ومنك الطهرُ والأدبُ لو لم أكن فيك يا أخطابُ مولودًا لبحثْتُ عنكِ كما أوصت بكِ الكتبُ الناسُ حيرى بعيدًا عنكِ يا أملى حــتى إذا مـا أتـوْكِ فـاتَهُـم تـَعَــبُ أهلُ الفضائلِ فى أنحائِك اجتهدوا كى يُسعدوا كــلّ مُـحتاجٍ لهُ طـلـبُ كلّ المكارمِ والأخلاقِ قد جـمعتْ مجدَ الفراعين حتى جاءكِ الـعـربُ دوماً أتيهُ عـلى مـرّ الـزمـانِ بكِ أفضالكِ الغرّ قدْ هامتْ بها السحبُ الشمسُ والنجمُ والأقمارُ ظلّ لها من أهـلـكِ الصـالحينَ دائماً نسـبُ أخـطـابُ أنتِ التى فى قلبنا أبـداً أنتِ التى فى شغافِ القلبِ تحتجبُ حبّ البـلادِ التى عاشتْ بداخـلِنا فرضٌ على من إلى الأخلاقِ ينتسبُ
المواضيع الأخيرة
» ارقى مناطق التجمع الخامس بمنطقة اللوتس الجنوبية
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 11:10 pm من طرف رحاب صلاح

» شراء شات صوتي و يدعم ايضا الكاميرات-شراء دردشة صوتيه-شراء دردشة كامات
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:19 am من طرف رحاب صلاح

» هل موقعك الالكتروني يتوقف دائما؟ هنا الحل www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:16 am من طرف رحاب صلاح

» معلومات تهمك عن التجمع الخامس
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:14 am من طرف رحاب صلاح

» استضافة لينوكس أو استضافة الويندوز : تعلم كيفية اختيار الاستضافة المناسبة لك
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:49 am من طرف رحاب صلاح

» منتج الدردشة الأفضل والأقوى في العالم تفضلوا بالدخول وقراءة هذا الموضوع
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:47 am من طرف رحاب صلاح

» اسعار التمليك والمفروش في المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:44 am من طرف رحاب صلاح

» احمي موقعك وزوارك من الهاكر وسمعة موقعك على محركات البحث www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:20 pm من طرف رحاب صلاح

» طريقة شراء 123 شات فلاش من أي مكان في العالم
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:19 pm من طرف رحاب صلاح

» افخم مناطق المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:17 pm من طرف رحاب صلاح

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 91 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 91 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 285 بتاريخ الخميس أكتوبر 10, 2024 3:31 pm
عداد الزوار
تصويت

 

 كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن حسن

عبد الرحمن حسن


عدد المساهمات : 56
نقاط : 168
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/03/2011

كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر   كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر Emptyالخميس يوليو 28, 2011 6:44 am

أبواب سفره صلى الله عليه وسلم
الباب الأول
في ذكر اليوم الذي كان يسافر فيه صلى الله عليه وسلم
عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، قال: قلَّ ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفَراً أن يخرج إلا يوم الخميس.
عن أم سلمة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب يومَ الخميس، ويستحب أن يسافر فيه».
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يسافر يوم الاثنين والخميس».

الباب الثاني
في ذكر ما كان يقوله إذا خرج إلى السفر صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى سفر قال: «اللهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَفرِ والخَلِيْفَةُ فِي الأَهْلِ، اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن الفِتْنَةِ فِي السَّفَرِ والكآبَةِ فِي المُنْقَلِب، اللهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الأرْضَ وهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ» .
عن عبدالله بن سَرْجِس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج في سفر: قال: «اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وكَآبَةِ المُنْقَلِب، والحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ، ودَعْوَةِ المَظْلومِ، وسُوءِ المَنْظَرِ في الأهْلِ والمَالِ» يبدأ بالأهل.
انفرد بإخراج هذا مسلم.

عن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركب راحلته، يعني إلى السفر، كبَّر ثلاثاً ثم قال: {حم? * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِى? أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ * أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ * وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِى الأٌّوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِىٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ * فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الأٌّوَّلِينَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأٌّرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ * الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأٌّرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَالَّذِى نَزَّلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ * وَالَّذِى خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْفُلْكِ وَالأٌّنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَاذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّآ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ * وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ * أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم
بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَانِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * أَوَمَن يُنَشَّأُ فِى الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِى الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ * وَجَعَلُواْ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَانِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ * وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ الرَّحْمَانُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ * أَمْ ءَاتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ * بَلْ قَالُو?اْ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ ءَابَآءَكُمْ قَالُو?اْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأًّبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِى بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِى فَطَرَنِى فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * بَلْ مَتَّعْتُ هؤلاء وَءَابَآءَهُمْ حَتَّى جَآءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ * وَلَمَّا جَآءَهُمُ الْحَقُّ قَالُواْ هَاذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَاذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحياةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً
سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحياةِ الدُّنْيَا وَالأٌّخِرَةُ عِندَ
رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ * وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَآءَنَا قَالَ يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ * أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِى الْعُمْىَ وَمَن كَانَ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ * فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِى وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ * فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِى? أُوحِىَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ * وَاسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَانِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِئَايَاتِنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلاًّيْهِ فَقَالَ إِنِّى رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَلَمَّا جَآءَهُم بِئَايَاتِنَآ إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ * وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ ءَايَةٍ إِلاَّ هِىَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَقَالُواْ ياأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ * فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ * وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ ياقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَاذِهِ الأٌّنْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى? أَفَلاَ تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَاذَا الَّذِى هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلاَ أُلْقِىَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَآءَ
مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلأٌّخِرِينَ * وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُو?اْ ءَأَالِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِى? إِسْرَاءِيلَ * وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلَائِكَةً فِى الأٌّرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَاذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَلَمَّا جَآءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَاذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * فَاخْتَلَفَ الأٌّحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * الأٌّخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ * ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِئَايَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ * ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأٌّنْفُسُ وَتَلَذُّ الأٌّعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ
الْجَنَّةُ الَّتِى? أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَاكِن كَانُواْ هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنَادَوْاْ يامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ * أَمْ أَبْرَمُو?اْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ * قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ * سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأٌّرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّى يُلَاقُواْ يَوْمَهُمُ الَّذِى يُوعَدُونَ * وَهُوَ الَّذِى فِى السَّمآءِ اله وَفِى الأٌّرْضِ اله وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * وَتَبَارَكَ الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأٌّرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * وَقِيلِهِ يارَبِّ إِنَّ هؤلاء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ * فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }الزخرف: 13 ــــ 14)
ثم يقول: «اللهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ فِي سَفَري هَذا البِرَّ والتَّقْوَى، ومن العَمَل ما تَرْضَى، اللهُمَّ هوِّنْ عَلينَا السَّفَرَ واطْوِ لَنَا البَعِيدَ، اللهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ والخَلِيْفَةُ فِي الأَهْلِ، اللهُمَّ اصْحَبْنَا في سَفَرِنَا واخْلُفْنا فِي أهْلِنا» .
عن علي بن ربيعة قال: رأيت عليًّا أُتي بدابّة ليركبها، فلما وضع رحله في الرِّكاب قال: بسم الله. فلما استوَى عليها قال: الحمد لله سبحان الذي سَخّر لنا هذا وما كُنَّا له مُقْرِنين وإنّا إلى ربنا لَمُنْقَلِبون. ثم حمد الله ثلاثاً وكبّر ثلاثاً ثم قال: سبحانك لا إله إلا أنت قد ظَلمتُ نفسي فاغفر لي.
ثم ضحك، فقلت: مم تضحك يا أمير المؤمنين؟
قال: رأيت رسول الله فعلَ ما فعلتُ، ثم ضحك. فقلت: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: «يَعْجَبُ الرَّبُّ مِن عَبْدِه إذا قَال: رَبِّ اغْفِرْ لِي. يقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: عَلِم عَبْدِي أنَّه لاَ يَغْفِرُ الذُّنوبَ غَيْرِي» .

الباب الثالث
كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودِّع المسافر
عن سالم أن ابن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سَفَراً: ادْنُ منّي أودِّعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودِّعنا فيقول: «أسْتَوْدِعُ اللَّهُ دِينَكَ، وأمَانَتَكَ وخَوَاتِيْمَ عَمَلِكَ» .
عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ودَّع رجلاً من أصحابه قال: «زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى وغَفَرَ ذَنْبَكَ ولَقْاكَ الخَيْرَ حَيْثُ تَوَجَّهْتَ» .

الباب الرابع
كيف كان سير رسول الله صلى الله عليه وسلم في السَّفر
عن أسامة أنه سُئل عن سَيْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وأنا شاهد، قال: «كان سيره العَنَق، فإذا وجدَ فجوةً نَصَّ، والنَّصُّ: فَوْق العَنَق».
أخرجاه.

الباب الخامس
فيما كان يقول إذا نزل منزلاً من الليل صلى الله عليه وسلم
عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا أو سافر فأدركه الليل بأرض قال: «ربِّي وربُّكِ اللَّهُ، أعوذُ بِالله مِنْ شَرِّكِ وشَرِّ ما فِيكِ وشَرِّ مَا دَبَّ علَيْكِ، وأعوذُ بالله مِن شَرِّ كل أَسَدٍ وأسْوَدَ، وحَيَّةٍ وعَقْرَبٍ، ومن شرِّ سَاكِني البَلَدِ، ومن شَرِّ والدٍ ما وَلَدَ» .

الباب السادس
فيما كان يقوله في السحر صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سَفَرٍ وأسْحَر يقول: «سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ الله وحُسْنِ بَلاَئِه عَلَيْنَا، ربَّنا صَاحِبْنا وأفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذاً بالله مِن النَّارِ» .

الباب السابع
في تنفله على الراحلة صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يصلِّي على راحلته استقبل القِبْلَة وكبَّر للصلاة، ثم خلَّى عن راحلته فصلَّى حيث ما توجَّهت به».

الباب الثامن
فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من السَّفر
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قَفَل من غَزْوٍ أو حَجَ أو عُمْرة يكبِّر على كل شَرَف من الأرض ثلاثَ تكبيرات، ثم يقول: «لاَ اله إلاَّ اللَّهُ وَحْدَه لاَ شَرِيْكَ لَه، لَهُ المُلْكُ ولَه الحَمْدُ وهو عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبونَ تَائِبونَ عَابِدونَ لِربِّنا حَامِدونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَه ونَصَرَ عَبْدَه وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَه» .
أخرجاه.
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الرجوعَ من السفر قال: «آيِبونَ تَائِبونَ لرَبِّنا حَامِدونَ» .

فإذا دخل على أهله قال: «أَوْباً أَوْباً لِرَبِّنا تَوْباً لا يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْباً» .

الباب التاسع
فيما كان يضع إذا قدم من السفر صلى الله عليه وسلم
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يَقْدَم من سفر إلاَّ نهاراً في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلَّى فيه ركعتين ثم جلس».
عن كعب بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يقعد ما قدِّر له في مسائل الناسِ وسلامهم».

الباب العاشر
في أنه كان لا يطرق أهله ليلاً صلى الله عليه وسلم
عن أنس بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يَطْرُق أهلَه ليلاً، كان يدخل عليهم غُدْوةً أو عِشاءً».
أبواب آلات حَربه صلى الله عليه وسلم

الباب الأول
في ذكر سيفه صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفَّلَ سيفَه ذا الفِقَار يومَ بَدْر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يومَ أُحد».
عن علي قال: «كان اسمُ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الفِقَار».
عن ابن عاصم قال: «أخرج إلينا عليُّ بن الحسين سيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قَبِيعته والحَلْقتان اللتان فيهما الحمائلُ من فضة. قال: فسلَلْته فإذا هو قد نحل، كان سيفاً لمنبِّه بن الحجاج السَّهمي اتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ بَدْر».
عن أنس قال: «كانت قَبِيعة سيفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة».

الباب الثاني
في ذكر درعه صلى الله عليه وسلم
عن علي قال: «كان اسم درع النبي صلى الله عليه وسلم ذا الفُضول».

عن جابر بن عبدالله قال: «أخرج عليُّ بن الحسين لنا درعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هي يَمانية رقيقة ذات زَرَافين، فإذا علقت بزرافينها شمّرت، فإذا أُرسلت مَسَّت الأرضَ».
عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: «كانت في درع رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقتان من فضة».
عن السائب بن زيد: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عليه يومَ أُحد دِرْعان قد ظاهرَ بينهما».

الباب الثالث
في ذكر مغفره صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وعلى رأسه مِغْفَر من حديد».

الباب الرابع
في ذكر قوسه صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبهم يوم الجمعة في السَّفَر متوكئاً على قوس قائماً».

الباب الخامس
في ذكر رمحه صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: «كان للنبي صلى الله عليه وسلم رمح أو عصا تُرْكز له فيصلِّي إليها».

الباب السادس
في ذكر حربته صلى الله عليه وسلم
عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان تُرْكَز له الحَرْبة فتوضع بين يديه فيصلي إليها والناسُ وراءه، وكان يفعل ذلك في السفَر فمن ثَمَّ اتخذَها الأمراءُ».
عن ابن يزيد قال: بعثني نجدة الحَرُوري إلى ابن عباس أسأله هل (كان) يُسْتَر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحَرْبة؟
قال: نعم في خيبر.

الباب السّابع
في ذكر رايته ولوائه صلى الله عليه وسلم
عن عبدالله بن بُرَيدَة، عن أبيه: «أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء ولواءه أبيض».
عن عائشة قالت: «كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض، وكانت رايته سوداءَ من مِرْط لعائشة مُرَحّل».

عن يونس بن عُبيد مولَى محمد بن القاسم قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازِب أسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت؟
قال: «كانت سوداء مربَّعة من نَمِرة».
عن ابن عباس قال: «كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض مكتوب فيه: «لاَ اله إلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رسُولُ الله» .
عن الحسن قال: «كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمَّى العُقَاب».

الباب الثامن
في ذكر قضيبه صلى الله عليه وسلم
عن أبي سعيد قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحبُّ العراجينَ فلا يزال في يده منها شيء، فدخل يوماً المسجدَ وفي يده عرجون، فرأى نخامةً في القبلة فحكّها بالعرجون».
عن أبي الزبير: «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب وفي يده مِخْصَرة».
عن علي بن أبي طالب قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقيع الغَرْقَد فقعد ومعه مِخْصرة، فنكس وجعل ينكث يده».
قال المصنف: كان له قضيب وهو اليومَ عندَ الخلفاء.

الباب التاسع
في ذكر عصاه صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال: «التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء، كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عصا يتوكأ عليها ويأمر بالتوكؤ على العصا».
أبواب غزواته صلى الله عليه وسلم
غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزاة قاتل منها في تسع؛ بَدْر، وأُحد، والمُرَيْسيع، والخَنْدق، وقُرَيظة، وخَيبر، والفتح، وحُنين، والطائف.
وقد قيل إنه قاتل في بني النضير وفي غزاة وادي القُرى وفي الغابَة.
ونحن نشير إلى غزواته إشارة لطيفة إن شاء الله تعالى.

الباب الأول
في ذكر ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم إذا غزا
عن أنس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: «اللهُمَّ أنْتَ عَضُدِي، وأنْتَ نَصِيْرِي وَبِكَ أُقاتِلُ» .

الباب الثاني
في ذكر غزاة الأبواء
وهي غزاة وَدَّان هي أولُ غزاة غزاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، وذلك على رأس اثني عشر شهراً من الهجرة.
وحمل اللواءَ حمزةُ، وخرج في المهاجرين ليس فيهم أنصاريّ، حتى بلغ الأبْواءَ يعترضُ عِيراً لقريش فلم يَلْق كيداً وواعَد مَخْشِيَّ بن عمرو الضَّمْري وهو سيدهم، على أن لا يغزو بني ضَمْرة ولا يَغْزونه. وكتب بينه وبينهم كتاباً.
وانصرف إلى المدينة، وكانت غيبته خمس عشرة ليلة.

الباب الثالث
في غزاة بواط
وكانت في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهراً من مُهَاجره، وحمل اللواءَ سعدُ بن أبي وقَّاص، واستخلَف على المدينة سعدَ بن معاذ.
وخرج في مائتين من أصحابه يعترضُ عِيرَ قريش، وكان أمية بن خلَف فيها مائة رجل من قريش، وألفان وخمسمائة بعير.
فبلغ بُوَاطَا وهي جبال هَيّنَة من ناحية رُضْوى، وبين بواط والمدينة نحوٌ من أربعة بُرُدٍ، فلم يَلْق كيداً فرجع إلى المدينة.

الباب الرابع
في غزاة طلب كرز بن جابر
على رأس ثلاثة عشر شهراً. وكان كُرْز قد أغار على سَرْح المدينة فاستاقه، فطلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ وادي سَفْوان من ناحية بدر ففاته كُرْز، فرجع.

الباب الخامس
في غزاة ذي العشيرة
على رأس ستة عشر شهراً من مُهَاجره. واستخلف على المدينة أبا سَلَمة وخرج هو وأصحابه على ثلاثين بعيراً يَعْتقبونها، خرج يعترض عير قريش فيها أموالهم، فبلغ ذا العُشَيرة وبينها وبين المدينة تسعة بُرد، ففاتوه.
وهي العير التي رجعت من الشام وخرجت قريش للدَّفْع عنها فكانت وقعة بدر.

الباب السادس
في غزاة بدر
كان مع أبي سفيان أموالٌ لقريش يتَّجر لهم بها وهو في قلة من العَدد.

فندب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابَه فخرجوا لطلب الأموال.
فبلغَ أبا سفيان، فبعث إلى مكة ضَمْضِم بن عمرو يَسْتَنْفر قريشاً لأجل أموالهم، فجاء وقد جدع بعيره وشقَّ قميصَه وهو يقول: يا معشر قريش اللّطِيمة اللطيمة أموالُكم مع أبي سفيان قد عَرض لها محمدٌ وأصحابُه لا أرى أن تُدْركوها، الغوثَ الغوث.
فتجهَّزوا سراعاً وخرجوا.
عن ابن عباس قال: رأت عاتكةُ بنت عبد المطلب قبل قدوم ضَمْضَم مكة بثلاثِ ليالٍ رؤيا أفزعتها، فأخبرت بها العباس وقالت: قد تخَوَّفتُ أن يدخل على قومك منها شَرٌّ، رأيتُ راكباً أقبلَ على بعير له حتى وقف بالأبْطَح ثم صرخ بأعلى صوته: انفروا يا آل غُدَر لمصارعكم في ثلاث. فاجتمع له الناسُ. ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فمثَل به بعيرُه على ظهر الكعبة، فصرخ: ألا انفروا يا آل غُدر لمصارعكم في ثلاث. ثم مثل به بعيرُه على جبل أبي قُبَيس فصرخ بمثلها، ثم أخذ صخرةً ثم أرسلها، فأقبلت تهوي حتى (إذا) كانت بأسفل الجبل ارْفَضَّتْ فما بقي بيتٌ من بيوت مكة ولا دارٌ إلا دخلتها منه فَلْقة.
فقال العباس: رؤيا فاكتميها.
ثم خرج العباسُ فلقي أبا جهل فقال: يا بني عبد المطلب متى حدَثت هذه النبيَّةُ فيكم؟ قلت: وما ذاك؟ قال: رؤيا عاتكة، أما رضيتم أن يتنبَّأ رجالكم حتى تتنبَّأ نساؤكم؟ فإذا مضت الثلاثُ ولم يكن من ذلك شيء كتبنا عليكم كتاباً أنكم أكْذَبُ أهل بيت في العرب.
قال العباس: فأنكرْتُ أن تكون رأت شيئاً.
قال: فلم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا جاءت فقالت: أقررتم لهذا الخبيث أن يقع في رجالكم ثم قد تناوَلَ النساء.
فخرجتُ لأتعرَّض له، فرآني فاستتر فقلت: هذا قد فَرِق أن شاتمْتُه. وإذا هو قد سمع صوتَ ضَمْضم.
قال أهل التفسير: لمّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مجيءُ أهل مكة استشار أصحابه. فقال أبو بكر فأحْسَن. وقال عمر (فأحْسَن).

وقال المِقْدَاد: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم امض لما أمرك الله فنحن معك، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربُّك فقاتلا إنَّا ههنا قاعدون، والذي بعثك بالحق لو سِرْت بنا إلى بَرْك الغماد، يعني مدينة بالحبشة، لجالَدْنا مَنْ دونه.
فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خيراً.

ثم قال: أشيروا عَلَيَّ. وإنما يريد الأنصار.
فقال سعدُ بن مُعاذ: امض لما أردتَ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضْتَ بنا هذا البحر فَخُضته لَخُضناه معك، إنا لَصُبُر عند الحرب، فَسِرْ بنا على بركة الله.
فقال: سيروا على بركة الله وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مَصَارع القوم.
ثم سار حتى نزل قريباً من بدر.
ونجا أبو سفيان بالعير، ثم بعث إلى القوم: إن الله قد نجّى أموالكم فارجعوا فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نَرِدَ بَدْراً، وكانت بدر موسماً من مواسم العرب يجتمع لها سوقٌ كل عام، فنُقيم هناك ثلاثاً ونَنْحَر الجزُر ونطعم الطعامَ ونشرب الخمور، وتضرب علينا القيانُ، وتسمع بنا العربُ، فلا يزالون يهابوننا أبداً.
فبلغ ذلك أبا سفيان فقال: واقوماه، هذا عملُ عمرو بن هشام. يعني أبا جهل. ثم لحق بالمشركين فمضى معهم.
وبُني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشٌ فكان فيه.
ونظر عُمَير بن وَهْب إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه: أرى نَوَاضح يثرب تحملُ الموتَ الناقع، ما لهم مَلْجَأ إلا سيوفُهم، والله ما أرى (أن) يُقْتَل رجلٌ منهم حتى يَقتل رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم مثل عددهم فلا خير في العيش بعد ذلك.
فهَمَّ عُتبة بالرجوع، فقال له أبو جهل: انتفخَ سَحْرك.
وعقد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الألوية واستقبل القبلة ومدَّ يديه وقال: «اللهُمَّ إنْ تَهْلِك هذه العِصَابَةَ لا تُعْبَدُ فِي الأرْضِ».

فما زال يستغيث حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءَه فردّاه ثم التزمه من ورائه ثم قال: يا نبي الله كفاك مُنَاشدتك ربك فإنه سيُنْجِز لك ما وعدك.
وخرج عُتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد، فدعا إلى المبارزة فخرج فِتْية من الأنصار فقالوا: ما لنا بكم من حاجة.
ثم نادى مناديهم: يا محمد أَخْرِج إلينا أكفاءنا من قومنا.
فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا حَمْزَةُ قُمْ، يا عُبَيْدَةُ قُمْ، يا عَلِيُّ قُمْ» .
فقالوا: أكفاءٌ كرام.
فبارز عبيدةُ عتبة، وبارز حمزةُ شيبة، وبارز عليٌّ الوليد.
فقتل حمزةُ شيبة، وقَتل عليٌّ الوليد، واختلفَ عبيدةُ وعتبة ضربتين، كلاهما أثْبتَ صاحبَه، فكَرَّ حمزةُ وعليّ على عُتْبة فقتلاه.
ثم زَحف بعضُ الناس إلى بعض، فأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حفنةً من الحصباء فاستقبلَ بها قريشاً وقال: «شَاهَتِ الوُجُوهُ» . ثم قال لأصحابه: «شُدُّوا» .

ونزلت الملائكةُ، فجاءت ريحٌ ثم ذهبت، ثم جاءت ريحٌ أخرى ثم أخرى، فكان في الأولى جبريل في ألف، وفي الثانية ميكائيل في ألف، وفي الثالثة إسرافيل في ألف، وكان سِيمَا الملائكةِ عمائمُ خُضْر وصفر وحمر من نور، وهم على خيلٍ بُلْقٍ. وسمع المشركون حَمْحَمة الخيل، وكان المسلم يَتْبعُ الكافر ليقتله فيقع رأسُه قبلَ أن يصل إليه.
فكانت الهزيمةُ.
فقُتل من صَنَاديد القومِ سبعون، وأُسِر سبعون، واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأسارى، فقال أبو بكر: هؤلاء بنو العم والعشيرة، وإني أرى أن نأخذ منهم الفِدْية فتكون قوة لنا على الكفار، وعسى أن يَهْدِيهم (الله).

فقال عمر: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أنْ تمكِّنني من فلان، قريب لعمر، فأضربَ عنقه، وتمكن عليًّا من عَقِيل فيضربَ عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه، فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هَوادَةٌ للمشركين، هؤلاء صَناديدهم وأئمتهم.
فمالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى قول أبي بكر فأخذ منهم الفِداء.
عن عبد الرحمن قال: إني لواقفٌ يومَ بدر في الصف، فنظرتُ عن يميني وشمالي، وإذا أنا بَيْنَ غلامين من الأنصار حديثةٌ أسنانهما فتمنَّيتُ أنْ لو كنت بينَ أَضْلَع منهما، فغمزني أحدهما، فقال لي: يا عم، هل تَعرف أبا جهل؟
قلت: نعم، ما حاجتُك إليه يا بن أخي؟
قال: بلغني أنه سبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لو رأيتُه لم يفارقْ سوادي سوادَه حتى يموتَ الأعْجلُ.
قال: فغمزني الآخر فقال لي مثلها. فتعجَّبتُ لذلك، ثم لم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس، فقلت لهم: ألا تَريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه. فاستقبلهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه وقال كلُّ واحد منهما: أنا قتلته. فنظر في سيفيهما وقال: كلاكما قتله، وقضى بسَلَبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح. وهما معاذ بن عمرو ومعاذ بن عَفْراء.
أخرجاه في الصحيحين.
عن أبي عبيدة قال: قال عبدالله: انتهيتُ إلى أبي جهل يومئذ وقد ضُربت رجله وهو صريع وهو يذبُّ الناسَ عنه بسيفٍ له، فأخذْته فضربته حتى قتلته، فقلت: الحمد لله الذي أخزاك الله يا عدوَّ الله. قال: (إنْ) هو إلا رجلٌ قتَله قومُه. فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل، فأصبْتُ يدَه فندر سيفُه فأخذْته فضربتُه حتى قتلته.
قال: ثم خرجتُ حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُقَلُّ من الأرض فأخبرته فقال: «اللَّهُ الذي لاَ اله إلاَّ هُو»؟

فردَّدها ثلاثاً.
فقلت: الله الذي لا إله إلا هو.

فخرج يمشي حتى قام عليه فقال: «الحَمْدُ دِ الذي أخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللَّهَ، هذا كَانَ فِرْعَوْنَ هَذِه الأُمَّةِ» .
عن عطية بن قيس قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال بدر جاءه جبريل عليه السلام على فرس عليه درعه ورمحه وقد عصَّب الغبارُ رأسَه فقال: يا محمد، إن الله عز وجل بعثني إليك وأمرني أن لا أفارقك حتى تَرْضى أَرضيتَ؟ قال: «نَعَمْ رَضَيْتُ» . فانصرف.

الباب السابع
في إلقاء رؤوس المشركين في القليب
عن طلحة: أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم أمر بأربعة وعشرين رجلاً من صَناديد قريش يوم بدر خبيث مُخَّبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعَرْصة ثلاثة أيام، فلما كان ببدر اليومَ الثالث أمر براحلته فشُدَّ عليها رَحْلُها، ثم (مشى و) اتبعه أصحابه فقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته. حتى قام على شقة الرَّكِي، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يا فُلانَ ابنَ فُلانَ ويَا فُلانَ ابنَ فُلانَ، أيَسُرُّكُم أنَّكُم أطَعْتُم اللَّهَ ورَسُولَه، فإنَّا قَدْ وَجَدْنا مَا وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا، فَهَلْ وجَدْتُم ما وَعَدَ ربُّكُم حَقًّا؟»
فقال عمر: يا رسول الله، ما تُكلِّم من أجسادٍ لا أرواح لها فيها.
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِه ما أنْتُم بِأَسْمَعَ لِمَا أقُولُ مِنْهُم» .
قال قتادة: أحياهم الله حتى أسْمَعهم قولَه توبيخاً وتصغيراً ونِقْمةً وندماً.
أخرجاه.

الباب الثامن
في غزوة بني قينقاع
وكانت للنصف من شوال على رأس عشرين شهراً. وكانوا يهوداً، فحمل لواءه حمزة واستخلف أبا لُبابة.
وكانوا وادعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غدَروا.
فحاصرهم فنزلوا على حكمه وأن له أموالهم ولهم النساءُ والذُّرية.

الباب التاسع
غزاة السويق

على رأس اثني وعشرين شهراً. واستخلَف أبا لُبَابة.
وذلك أن أبا سفيان حرَّم الدَّسم حتى يَأخذ بثأره من محمد وأصحابه. فوصل إلى نحو المدينة فقتل رجلين وحرق أبياتاً ورأى أنّ يمينه قد حَلَّت فهرب.
فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فخرج في إثرهم، وجعل أبو سفيان وأصحابه يتخفّفون حتى يُلْقون جُرُب السَّويق، فيأخذها المسلمون، فلم يلْحقوه، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم.

الباب العاشر
غزاة قرقرة الكدر
على رأس ثلاثة وعشرين شهراً.
حمل لواءه عليُّ بن أبي طالب، واستخلَفَ ابنَ أم مكتوم، فظفر بنعم تبلغ خمسمائة بعير ورجع.

الباب الحادي عشر
غزوة غطفان
على رأس خمسة وعشرين شهراً، واستخلف عثمَان بن عفان.
وذلك أنه بلغه أن جَمْعاً قد تجمعوا فخرج فهربوا منه، وجاء غَوْرث بن الحارث والنبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وبيده سيف فقال: من يَمْنعك مني؟ فقال: «الله» فأسلم، ورجع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

الباب الثاني عشر
غزاة بني سلم
على رأس سبعة وعشرين شهراً، بناحية الفُرع.
وذلك أنه بلغه أن بها جَمْعاً من بني سُلَيم، فخرج فتفرقوا.

الباب الثالث عشر
غزاة أحد
لمَّا رجع مَنْ حضر بدراً من المشركين إلى مكة وجدوا العِيرَ التي قدِم بها أبو سفيان موقوفةً على دار الندوة، فمشَتْ أشرافُ قريش إلى أبي سفيان فقالوا: نحن طَيِّبوا الأنْفُس بأن نجهِّز برِبْح هذه العير جيشاً إلى محمد.
قال أبو سفيان: أنا أولُ من أجابَ إلى ذلك، وبنو عبد مناف معي.
فباعوها فصارتْ ذهباً، وكانت ألفَ بعير، وكان المالُ خمسين ألف دينار، فسلّم إلى أهل العير رؤوس أموالهم وعُزلت الأرباح، وبعثوا إلى العرب يَسْتنفرونهم، وأجمعوا على إخراج الظعُن معهم ليَذْكروا بهم بدراً فيكون أشدَّ لهم في القتال.

وخرجت قريش ومعهم أبو عامر الراهب، وهم ثلاثة آلاف فيهم سبعمائة دارع، ومعهم مائتا فرس، وثلاثة آلاف بعير، وكانت الظُّعن معهم خمس عشرة امرأة.
فساروا حتى نزلوا ذا الحُلَيفة.
وكان سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وأُسَيْد بن حُضَير بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة من الناس، وحُرست المدينة.
وكان رَأْيُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يخرج من المدينة، فطلب فتيانٌ أحداثٌ لم يَشْهدوا بدراً أن يخرجوا، حرصاً على الشهادة.
فصلّى الجمعة ثم وعظهم وأمرَهم بالجد والاجتهاد، ثم صلى العصر ودخل بيته ومعه أبو بكر وعمر، فعَمَّماه وألْبَساه، وصُفَّ له الناسُ فخرج وقد لبس لأمته وتقلّدالسيفَ وألقى التُّرْسَ من وراء ظهره وعقد ثلاثَةَ ألوية واستخلف على المدينة ابنَ أم مكتوم، ثم ركب فرسه وتقلّد القوسَ وأخذ قِبلته بيده، وفي المسلمين مائة دارع.
واعتزَل ابنُ أُبيّ في ثلاثمائة، فبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة، وأقبل يسوِّي الصفوف وخلّف أُحداً وراء ظهره، واستقبلَ القبلة وأقام خمسين من الرماة.
وأقام (المشركون) على الميمنة خالدَ بن الوليد، وعلى الميسرة عكرمة، وعلى الخيل صفوان بن أمية.
وجعل نساءُ المشركين يضربن الدفوف ويقلن:
نحن بنات طارق
نمشي على النّمارقْ
والمسكُ في المَفَارقْ
إنْ تُقْبلوا نُعَانقْ
وإنْ تُدْبروا نفارقْ
فراقَ غير وامق
فأقبلوا وانكشف المشركون، وأقبل المسلمون يأخذون الغنائم، وأقبل جماعة من الرماة.
فنظر خالد بن الوليد إلى خلَل فكَرَّ بالخيل وتبعه عكرمة، وانتقضت صفوفُ المسلمين ونادى إبليس لعنه الله: قُتِل محمد.
وثَبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصابة من أصحابه فأصيبت رُبَاعيّته ورماه ابنُ قَمِئة بحجر فكسر أنفه ورباعيته وشَجّه في وجهه.

ورمَى رسول الله صلى الله عليه وسلم أُبيَّ بن خلف بحَرْبة فمات منها.

عن سعد بن أبي وقاص قال: «لقد رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ويساره رجلين عليهما ثياب بيضٌ يقاتلان عنه أشدَّ القتال ما رأيتهما قبل ولا بعدُ».
أخرجاه.
عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كُسِرت رُبَاعيته يومَ أُحد وشُجَّ في وجهه جعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: «كيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبوا وَجْهَ نَبِيِّهِم بالدَّمِ وهُو يَدْعُوهُم إلَى الله تَعَالَى» .
فنزلت هذه الآية: {س3ش128لَيْسَ لَكَ مِنَ الأٌّمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }
(آل عمران: 128)
انفرد بإخراجه مسلم.
عن أبي بشر المازني قال: حضرتُ يومَ أُحد وأنا غلام فرأيت ابن قَمئة علا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع على كتفيه في حفرة أمامه حتى تَوَارى، فجعلتُ أصيح وأنا غلام، حتى رأيت الناسَ يأتون إليه فأنظر إلى طلحة بن عبيدالله أخذ يحضنه حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن ابن يوسف الفِرْيابي قال: لقد بلغني أن الذين كَسروا رُبَاعية النبي صلى الله عليه وسلم لم يولد لهم صبي فنبتت له رُبَاعية
عن الزبير بن بَكَّار قال: قُتل أُميةُ بن خَلَف ببَدْر، وكان أخوه أبيّ بن خلف قد أُسر يومئذٍ، فلما فُدي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عندي فَرساً أعلفه كلَّ يوم فَرقاً من ذُرَة أقْتلك عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَلْ أنَا أقْتُلُكَ إنْ شَاءَ اللَّهُ» .

فلما كان يومُ أُحد وانحاز المسلمون إلى شِعْب أُحد أبصر أبيُّ بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمل عليه فشدَّ، فحمل عليه الزبير بن العوام ومع الزبير الحربة، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعنه بها في تَرْقوته فخَّر صريعاً، فأدركه المشركون فأرْسوه وله خوار فجعلوا يقولون: ما بك بأسٌ قال: أليس قال لي: أنا أقتلك. فحملوه حتى مات بمَرِّ الظَّهْران على أميال من مكة.
عن سعد بن معاذ أنه قال لأمية: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّه قَاتِلُكَ» .
قلت: يحتمل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أُمية يوم بدر، وقتَل أبيَّ بن خلَف يوم أُحد، ويحتمل أن يكون المعنى. يقتلك أصحابي.
عن البَراء بن عازب قال: جَعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الرُّماة يومَ أُحد، وكانوا خمسين رجلاً، عبدَالله بن جُبير، وقال: «إنْ رَأيْتُمونا تَخْطِفُنا الطَّيْرُ فلا تَبْرَحوا حتَّى أُرْسِلَ إليْكُم، وإن رأيْتُمُونا ظَهَرْنا على القَوْمِ فلا تَبْرَحوا حتَّى أُرْسِلَ إليْكُم» .

فهزموهم، فأنا والله رأيت النساءَ يشتددْن على الجبل، وقد بدَتْ أَسْوقتهن وخلاخيلهن رافعات ثيابهن، فقال أصحابُ عبدالله بن جبير: الغنيمة ظَهَر أصحابكم فما تنتظرون.
قال ابنُ جُبير: أنسيتم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: لَنَأْتينّ الناسَ فلنصيبنّ من الغنيمة.
فلما أتوهم صُرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلاً، فأصابوا منهم سبعين رجلاً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصاب من المشركين يومَ بدرٍ أربعين ومائة: سبعين أسيراً وسبعين قتيلاً.
فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاثاً.

فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه. ثم قال: أفي القوم ابن (أبي) قحافة: ثلاثاً. أفي القوم ابن الخطّاب؟ ثلاثاً. ثم أقبل أصحابه فقال: هؤلاء قد قُتلوا وقد كفيتموهم.
فما ملَك عمر نفسه أنْ قال: كذبتَ والله يا عدوّ الله، إنّ الذين عدَدْتَ لأحياءٌ كلهم وقد بَقي لك ما يَسوؤك. قال: ولم يَسُوؤني؟ ثم أخذ يرتجز: اعْلُ هُبَل، اعْلُ هُبَل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تُجِيْبُونه؟» .
فقالوا: يا رسول الله ما نقول؟
قال: «قُولوا: اللَّهُ مَوْلاَنا ولاَ مَوْلًى لَكُم» .

الباب الرابع عشر
في غزاة حمراء الأسد
على رأس اثنين وثلاثين شهراً، وذلك أنهم لما انصرفوا من أُحد بات الناسُ يُداوون جراحاتهم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح أمر بلالاً فنادى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم بطلب عدوكم، فلا يخرج معنا إلا من شهدَ القتال بالأمس.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه مشجوج وشفته قد كلمت، فعسكَر بحمراء الأسد، وذهب العدوُّ فرجع إلى المدينة.

الباب الخامس عشر
في غزاة (بني) النضير
على رأس سبعة وثلاثين شهراً. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلّمهم أن يُعينوه في دية رجلين كان قد أمَّنهما فقتلهما عمرو بن أُمية، فقالوا: نفعل.
فقال عمرو بن جحاش: أنا أظهر على البيت فأطرح عليه صخرةً.
فقال سَلاّم بن مِشْكم: لا تفعلوا فوالله ليُخبرَنَّ بما همَمْتم به.
فجاءه الخبر، فتربَّص سريعاً إلى المدينة، وبعث إليهم: أن اخرجوا من بلدي، وقد أجَّلتكم عشرةَ أيام. فتجهَّزوا.

فأرسلَ إليهم ابنُ أبيّ: لا تخرجوا فإن معي ألفين من قومي وغيرهم، وتُمدكم قُرَيظةُ وحلفاؤكم من غَطفان. فطمع حُيَيّ فقال: ما نخرج (فخرج) إليهم وعليٌّ يحمل رايَته، واستخلَف على المدينة ابنَ أم مكتوم، فقاموا على حصنهم يضربون بالنَّبْل والحجارة، واعتزلْتهم قريظة، وخذلهم ابنُ أبيّ وحلفاؤهم من غَطفان. فحاصرهم وقطع نخلهم، فقالوا: نخرج من بلادك. فتحمَّلوا على ستمائةِ بعير.
فقال: اخرجوا ولكم دماؤكم وما حملت الإبلُ إلا الحَلْقة. فأُخِذ منهم خمسين درعاً وخمسين بَيْضة وثلاثمائة وأربعين سيفاً. وكان ذلك خالصاً له لم يُسْهم منه أحداً.

الباب السادس عشر
في غزاة بدر الموعد
وذلك أن أبا سفيان قال لمّا انصرف عن أُحد: الموعدُ بيننا وبينكم بدرٌ الصغرى رأسَ الحول.
فلما دنا الموعدُ كره أبو سفيان الخروجَ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف وخمسمائة، وحمل لواءه علي بن أبي طالب. وخرجوا ببضائع لهم، وكانت بدر الصغرى سُوقاً يقوم لهلال ذي القعدة، فانتهوا إليها هلالَ ذي القعدة فباعوا وربحوا.
وخرج أبو سفيان حتى بلغ مَرَّ الظَّهران ثم رجع، وقال: هذا عامُ جَدْب.
قال مجاهد: {س2ش173إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
(آل عمران: 173)
قال: هذا أبو سفيان قال: يا محمد موعدكم بَدْر حيث قَتلتم أصحابَنا.
فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم لموعده حتى نزلوا بدراً فوافَوا السوقَ، فذلك قوله تعالى: {س3ش174فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُو?ءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }
(آل عمران: 174)
والفضل: ما أصابوا من التجارة. وهي بدرٌ الصغرى.
الباب السابع عشر
غزاة ذات الرقاع
على رأس سبعة عشر شهراً. وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُخبر بأن أنماراً قد جَمعوا له الجموعَ، فاستَخْلف عثمان بن عفان، وخرج حتى أتى محالَّهم بذات الرِّقَاع، وهو جبل فيه بُقَع حُمر وسواد وبياض.
فرقى الجبل فلم يجد إلا نسوةً فأخذهن ورجع. وقيل: إن بها جاء غَوْرث بن الحارث وقال: مَنْ يمنعك منِّي؟

الباب الثامن عشر
في غزوة دومة الجندل
على رأس تسعة وأربعين شهراً. بلغَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن بها جمعاً كثيراً يظلمون من مرَّ بهم، فخرج في ألف، واستخلف سِبَاع بن عُرْفطة، فهجم على ماشيتهم ورعائهم، فأصاب من أصاب وهرب من هرب، ورجع إلى المدينة.

الباب التاسع عشر
في ذكر غزاة المريسيع
وهو اسم بئر لبني المُصْطَلِق، وكان سيدهم الحارث بن أبي ضِرار، وكان جَمع لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، وترامَوا بالنَّبْل ساعةً، ثم أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابَه فحملوا حملةً واحدة، فقُتل عشرة من العدوِّ وأُسر الباقون. ولم يُقتل من المسلمين إلا رجل واحد، وسبَى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجالَ والنساء والذرية والنَّعم، وكانت الإبل ألْفَي بعير والشاء خمسة آلاف والسَّبْي مائتي أهل البيت.
وجُعلت جُوَيرية بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس وابن عم له، فكاتبَاها، وقيل: في سهم ثابت بن قيس وحده. فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها فأدَّى عنها وتزوَّجها. فقال الناس: أصهارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسْتَرقُّون فأعتقوا ما كان في أيديهم.

البابُ العشرون
في ذكر غزاة الخندق
وهي غزاة الأحزاب.

لمَّا أجْلَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بني النَّضير خرج نفرٌ من أشرافهم إلى مكة، فألَّبوا قريشاً ودَعوهم إلى الخروج، واجتمعوا معهم على قتاله، ثم خرجوا فأتوا غطفان و(بني) سُليم ففارقوهم على مثل ذلك.
وتجهزت قريش وجمعوا، فكانوا أربعة آلاف، وعقدوا اللواءَ في دار الندوة، وقادوا معهم ثلاثمائة فرس وألفاً وخَمْسمائة بعير، وخرج يقودهم أبو سفيان. ووافَتْهم بنو سُليم بمرِّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثامن عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية اخطاب  :: اسلاميات-
انتقل الى: