منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسر منتدى قرية اخطاب ان يرحب بالسادة الزوار .. ويتمنى لهم قضاء وقتا سعيدا ومفيدا ... يتم التسجيل أولا فى المنتدى ثم الذهاب إلى لفتح صندوق الوارد (inbox) ستجد رسالة بعنوان منتدى قرية اخطاب يتم الضغط عليها ثم الضغط على رابط التفعيل وإا لم تجد الرسالة فى صندوق الوارد ستجدها فى (spam) وبعدها سيتم دخولك على المنتدى ... ويسعدنا ونتشؤف بان تكون عضوا معنا
اترككم فى عناية الله وتوفيقة ... مع تحياتى مدير المنتدى ... مصطفى شلبى
منتدى قرية اخطاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قرية اخطاب

ايد واحدة نبنى بلدنا
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
أخــطـابُ يـا قـلعةً للنـورِ زاهـرةً فيك العفافُ ومنك الطهرُ والأدبُ لو لم أكن فيك يا أخطابُ مولودًا لبحثْتُ عنكِ كما أوصت بكِ الكتبُ الناسُ حيرى بعيدًا عنكِ يا أملى حــتى إذا مـا أتـوْكِ فـاتَهُـم تـَعَــبُ أهلُ الفضائلِ فى أنحائِك اجتهدوا كى يُسعدوا كــلّ مُـحتاجٍ لهُ طـلـبُ كلّ المكارمِ والأخلاقِ قد جـمعتْ مجدَ الفراعين حتى جاءكِ الـعـربُ دوماً أتيهُ عـلى مـرّ الـزمـانِ بكِ أفضالكِ الغرّ قدْ هامتْ بها السحبُ الشمسُ والنجمُ والأقمارُ ظلّ لها من أهـلـكِ الصـالحينَ دائماً نسـبُ أخـطـابُ أنتِ التى فى قلبنا أبـداً أنتِ التى فى شغافِ القلبِ تحتجبُ حبّ البـلادِ التى عاشتْ بداخـلِنا فرضٌ على من إلى الأخلاقِ ينتسبُ
المواضيع الأخيرة
» ارقى مناطق التجمع الخامس بمنطقة اللوتس الجنوبية
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 11:10 pm من طرف رحاب صلاح

» شراء شات صوتي و يدعم ايضا الكاميرات-شراء دردشة صوتيه-شراء دردشة كامات
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:19 am من طرف رحاب صلاح

» هل موقعك الالكتروني يتوقف دائما؟ هنا الحل www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:16 am من طرف رحاب صلاح

» معلومات تهمك عن التجمع الخامس
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالسبت مارس 15, 2014 12:14 am من طرف رحاب صلاح

» استضافة لينوكس أو استضافة الويندوز : تعلم كيفية اختيار الاستضافة المناسبة لك
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:49 am من طرف رحاب صلاح

» منتج الدردشة الأفضل والأقوى في العالم تفضلوا بالدخول وقراءة هذا الموضوع
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:47 am من طرف رحاب صلاح

» اسعار التمليك والمفروش في المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالجمعة مارس 14, 2014 5:44 am من طرف رحاب صلاح

» احمي موقعك وزوارك من الهاكر وسمعة موقعك على محركات البحث www.qpali.com
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:20 pm من طرف رحاب صلاح

» طريقة شراء 123 شات فلاش من أي مكان في العالم
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:19 pm من طرف رحاب صلاح

» افخم مناطق المهندسين
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:17 pm من طرف رحاب صلاح

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 148 بتاريخ الثلاثاء يوليو 30, 2019 12:58 am
عداد الزوار
تصويت

 

 كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن حسن

عبد الرحمن حسن


عدد المساهمات : 56
نقاط : 168
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/03/2011

كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر   كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر Emptyالخميس يوليو 28, 2011 6:33 am

أبواب زهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

الباب الأول
في إعراضه صلى الله عليه وسلم عن الدنيا

عن عبد الله قال: نام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على حَصير فأثّر في جنبه، فقلت: يا رسول الله، ألا آذَنْتَنا فنبسط تحتك أَلينَ منه؟
فقال: «مَالِي ولِلدُّنْيَا، أنَّمَا مَثَلي وَمَثَلُ الدُّنْيَا رَاكِبٌ سَارَ في يَوْمٍ صَائِفٍ فَقَالَ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وتَرَكَها» .
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عَرضَ عَلَيَّ رَبِّي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَباً، فَقُلتُ: لا يا ربِّ، ولاكِنْ أجُوعُ يَوْماً وأشْبَعُ يَوْماً. فَإذا شَبِعْتُ حَمَدْتُكَ وشَكَرْتُكَ، وإذا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إليكَ ودَعَوْتُكَ» .
عن عائشة قالت: اتخذتُ فراشين حَشْوهما ليف وإذْخَر، فقال: «يا عَائِشَةُ، مَالِي وللدُّنْيَا، أنَّمَا أنا والدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَقَالَ فِي أصْلِهَا، حَتَّى إذا فَاءَ الفَيْءُ ارْتَحَلَ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهَا أبَداً» .

البَابُ الثاني
في اقتناعه باليسير من الدنيا صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آل مُحَمَّدٍ قُوتاً» .
أخرجاه.
عن عائشة قالت: «ما رفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قط عشاء لغداء ولا غداء لعشاء، ولا اتخذ من شيء، زوجين، لا قميصين ولا رداءين ولا إزارين ولا من النعال، ولا رئي قط فارغاً في بيته، إما يخصف نعلاً لرجل مسكين أو يخيط ثوباً لأرملة».

الباب الثالث
في أنه كان لا يدخر شيئاً صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يَدَّخر شيئاً».

الباب الرابع
فيما روي أنه كان يدخر صلى الله عليه وسلم

عن عمر قال: «كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجِف المسلمون عليه بخيل ولا رِكاب، وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصةً، وكان ينفق على أهله منها نفقة سنة وما بقي جعله في الكراع والسلاح عُدَّةً في سبيل الله».
عن ابن عُيينة قال: قال لي مَعْمر: قال لي الثّوري: هل سمعتَ في الرجل يجمع لأهله قوت سنة أو بعض سنة؟
قال معمر: فلم يَحْضرني، ثم ذكرت حديثاً حدَّثنَاه الزهري عن مالك بن أوس، عن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع نخلَ بني النضير ويحبس لأهله قوتَ سنتهم».
هذا والأول حديث واحد وهو متفق عليه،
فإن قال قائل: كيف الجمع بينه وبين ما رويتم أنه كان لا يدخر شيئاً لغد؟
فالجواب: أنه كان يدَّخر ليعطي أهله نفقاتهم، ولا يدخر لنفسه.

البَابُ الخامِس
في ذكر نفقته صلى الله عليه وسلم
عن زيد بن سلام قال: حدثني عبد الله الهوزاني، يعني أبا عامر، قال: لقيت بلالاً مؤذّن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت: يا بلال حدِّثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: ما كان له شيء إلا أنا الذي كنت أَلِي ذلك منه منذ بعثه الله عزّ وجلّ إلى يومي هذا.
فكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عارياً يأمرني فأسْتَقرض الشيء وأشتري البُرْدة فأكسوه وأطعمه.
حتى اعترضني رجل من المشركين قال: يا بلال، إن عندي سعة، فلا تَسْتقرض من أحد إلا منّي، ففعلتُ.
فلما كان ذات يوم توضأت ثم قمت أؤذن، فإذا المشرك في عصابة من التجار. فلما رآني قال: يا حبشي.
قلت: لبيك. فتجهّمني وقال قولاً غليظاً، وقال: أتدري كم بينك وبين الشهر؟
فقلت: قريب.
فقال: إنما بينك وبينه أربع ليال وآخذك بالذي لي عليك، فإني لم أعطك الذي أعطيتك مِنْ كرامتك ولا من كرامة صاحبك، ولكن أعطيتك لتكون لي عبداً فأردَّك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك.

فأخذ في نفسي ما يأخذ في أَنْفُس الناس، فأذّنت للصلاة حتى إذا صليت العتَمة رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهله، فاستأذنت عليه فأذن لي، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي إن المشرك الذي ذكرتُ لك أني كنت أتدَيَّن منه قد قال كذا وكذا، وليس عندك ما يَقْضي عني ولا عندي، فهو فاضحي، فَأْذن لي أن آتي بعض الأحياء الذين أسلموا حتى يرزق الله رسولَه ما يقضي عني.
فخرجت حتى أتيت منزلي فحملت سيفي ورمحي ونعلي عند رأسي، واستقبلت بوجهي الأفقَ، فكلما نمت انتبهت (فإذا رأيتُ عليَّ ليلاً نِمْتُ) حتى انشقَّ عمودُ الصبح الأول، فأردت أن أنطلق، فإذا إنسان يسعى يدعو: يا بلال أجِبْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
فانطلقت حتى أتيته فإذا أربع ركائب عليهن أحمالهن فقال لي: أبشر فقد جاءك الله بقضائك فحمدت الله تعالى.
فقال: ألم تمرَّ على الركائب المناخات الأربع؟
فقلت: بلى.
قال: فإن لك رقابهن وما عليهن. فإذا عليهن كسوة وطعام أهداهن عظيمُ فَدَك، فانهض فاقض دينك.
قال: ففعلت فحطَطْت بعضَ أحمالهن ثم عقلتهم ثم عمدت إلى تأذين صلاة الصبح، حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت إلى البقيع فجعلت إصبعي في أذني فناديت: مَنْ يَطْلب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بدين فليحضر.
فما زلت أبيع وأقضي حتى لم يبق على رسول الله صلى الله عليه وسلم دَيْن في الأرض، حتى فضل عندي أوقيتان أو أوقية ونصف.

ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامَّة النهار. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد وحده فسلّمت عليه، فقال لي: «مَا فَعَلَ مَا قِبَلَكَ؟»
قلت: قضى الله عز وجل كلَّ شيء كان على رسول الله فلم يَبْقَ شيء.
فقال: «فَضَلَ شَيءٌ؟» .
قلت: نعم ديناران.
قال: «انْظُرْ أنْ تُريْحَنِي مِنْهُمَا فَلَسْتُ بِدَاخِل عَلَى أَحَدٍ مِنْ أهْلِي حَتَّى تُرِيْحَنِي مِنْهُمَا» .

فلم يأتنا أحد، فبات في المسجد حتى أصبح، وظل في المسجد اليوم الثاني، حتى إذا كان آخر النهار جاء راكبان فانطلقت بهما فكسوتهما وأطعمتهما، حتى إذا صلى العتمة ناداني. فقال: «مَا فَعَلَ الذي قِبَلَكَ؟» .
قلت: قد أراحك الله منه. فكبَّر وحمد الله، شفقاً من أن يُدْركه الموتُ وعنده ذلك، ثم اتبعته حتى جاء أزواجَه فسلّم على امرأة امرأة حتى أتى مَبِيته.
فهذا الذي سألتني عنه.

البَابُ السّادس
في صفة عيشه في الدنيا صلى الله عليه وسلم
عن أبي حازم قال: رأيت أبا هريرة يشير بإصبعه مراراً: والذي نفس أبي هريرة بيده، ما شَبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة أيام تِبَاعاً من خبز حنطة حتى فارق الدنيا.
عن سَمِاك ين حرب قال: سمعت النعمان بن بشير (يقول: سمعت عمر بن الخطاب) يخطب فذكَر عمر ما أصاب الناس من الدنيا فقال: لقد رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دِقْلاً يملأ به بطنه.
عن عروة عن عائشة أنها قالت: والذي بعث محمداً بالحق ما رأى منخلاً ولا أكل خبزاً منخولاً منذ بعثه الله إلى أن قُبض. قلت: كيف كنتم تصنعون بالشعير؟ قالت: كنا نقول أفّ.
عن جابر قال: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثاً لم يذوقوا طعاماً، قالوا: يا رسول الله، إن ههنا كُدْيَة من الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رُشُّوها بِالمَاءِ» . فرشوها بالماء، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ المِعْول أو المسحاة ثم قال: «بِسْمِ الله» .
فضربها ثلاثاً فصارت كثيباً ينهال.
قال جابر: فحانت مني التفاتةٌ فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شدَّ على بطنه حجراً.
أخرجاه.
عن عروة أنه سمع عائشة تقول: كان يمر بنا هلالٌ وهلال، ما يوقد في بيتٍ من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار.
قال: قلت: يا خالة، فعلى أي شيء كنتم تعيشون؟

قالت: على الأسودين التمر والماء.
عن عائشة أنها قالت: يا بن أختي، والله إنْ كنا لننظر إلى الهلال بعد الهلال، ثلاثةَ أهِلّة ما يوقَد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار.
قلت: فما كان يُعيشكم في ذلك الزمان يا خالة؟
قالت: الأسودان التمر والماء، إلا أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار نعم الجيرانُ، كانت لهم مَنائح فيمنحون لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها.
عن نوفل بن إياس الهُذَلي قال: أتينا بيتَ عبد الرحمن بن عوف بصحفةٍ فيها خبز ولحم، فلما وضِعت بكا عبدُ الرحمن، قلت: ما يبكيك؟
قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع وأهلُ بيته من خبز الشعير، ولا أرى أنَّا أُخِّرنا لما هو خيرٌ لنا
عن هفّان بن كاهل قال: أخبرتني عائشة قالت: أُهديت لنا ذات ليلة يَدُ شاة من بيت أبي بكر، قالت: فوالله إني لأُمسكها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحزُّها، أو يمسكها عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحزُّها.
قلت: يا أم المؤمنين، على غير مصباح؟

قالت: لو كان عندنا مصباح لأكلناه إنْ كان لَيأتي على آل محمد الشهرُ ما يختبزون فيه خبزاً ولا يطبخون فيه بُرْمة.
عن أنس بن مالك قال: مشيتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالةٍ سَنخة، ولقد سمعته يقول: «مَا أصْبَحَ ولاَ أمْسَى لآلِ مُحَمَّدٍ إلاَّ صَاعٌ» . وإنهن يومئذ تسعة أبيات.
عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي جالساً، فقلت: ما أصابك يا رسول الله؟
قال: «الجُوعُ» .
فبكيتُ. قال: «لا تَبْك يَا أبَا هُرَيْرَةَ، فإنَّ شِدَّةَ الجُوعِ لا تُصِيْبُ الجَائِعَ، يَعْنِي فِي القِيَامَةِ إذا احْتَسَبَ في دَارِ الدُّنْيَا» .
عن أنس بن مالك قال: جاءت فاطمة بكسرة خبز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مَا هذه الكِسْرَةُ يا فَاطِمَةَ»؟

قالت: قرصٌ خبزْتُه فلم تَطِبْ نفسي حتى آتيك بهذه الكسرة.
فقال: «أمَا إنَّه أوَّلُ طَعَامٍ دَخَلَ فَمَ أبِيْكِ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ» .
عن ابن عباس قال: قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن درعه مرهونة عند رجل يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير أخذها رزقاً لعياله.
عن عائشة قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند أبي شحمة اليهودي.
عن أنس قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمه إلى يهودي يبيع البُرَّ. فقال: قُل له يعطينا ثوبين حتى يجيئنا شيء فنقضيه.
فجعل يتشاغل عني ويبايع الناسَ، ثم التفتَ إليَّ فقال: والله ما لمحمد زَرْع ولا ضرع، فمن أين يَقْضيني؟
فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «كَذَبَ عَدُوُّ الله، وَلَوْ أعْطَانِي لقَضَيْتُه وكُنْتُ خَيْراً له مِنْهُم».
ثم قال: «لأنْ يَلْبَسَ الرَّجُلُ ثَوْبَه مُعْلَماً، يَعنِي مَرْقُوعاً خَيْرٌ لَه مِنْ أَنْ يَأْكُلَ فِي أَمَانَتِه» .

أبواب تعبده صلى الله عليه وسلم أولا: أبواب طهارته

الباب الأول
في ذكر ما كان يقول إذا دخل الكنيف صلى الله عليه وسلم
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف قال: «اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ» .

الباب الثاني
فيما كان يقول إذا خرج صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: «غُفْرَانَكَ» .

البابُ الثالث
في ابتلاع الأرض حدثه صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله إني أراك تدخل الخَلاء ثم يجيء الذي يدخل بعدك فلا يرى لِمَا يخرج منك أثَراً.

قال: «يَا عَائِشَةُ، أمَا عَلِمْتِ أنَّ اللَّهَ أَمَرَ الأَرْضَ أنْ تَبْتَلعَ مَا خَرَجَ مِن الأنْبِيَاءِ» .
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الغائط دخلتُ على أثره فلا أرى شيئاً، فذكرت ذلك له فقال: «يَا عَائِشَةُ، أمَا عَلِمْتِ أنَّ أجْسَادَنَا نَبَتَتْ عَلَى أرْوَاحِ أهْلِ الجَنَّةِ فَمَا خَرَجَ مِنَّا مِنْ شَيءٍ إلا ابْتَلَعَتْهُ الأَرْضُ» .
عن ابن عباس قال: لم يُحْدث رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع قط إلا ابتلعته الأرض.

البابُ الرابع
في ذكر وضوئه وغسله صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثلاثاً بإناء يكون رطلين، ويغتسل بالصاع».
عن جابر بن عبد الله قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمُدّ».

الباب الخامس
في أنه صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة
عن عمرو بن عامر قال سمعتُ (أنساً) يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة قال: فأنتم كيف كنتم تصنعون؟
قال: كنا نصلي الصلوات بوضوء واحد ما لم نُحُدث.
انفرد بإخراجه البخاري.

البابُ السّادس
في جمعه صلى الله عليه وسلم الصلوات بوضوء واحد
عن سليمان بن بُرَيْدة، عن أبيه، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة، فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خُفّيه وصلى الصلوات بوضوء واحد. فقال له عمر: يا رسول الله إنك فعلتَ شيئاً لم تكن تفعله».
قال: «عَمْداً فَعَلْتُه يَا عُمَرَ» .
انفرد بإخراجه مسلم.

البابُ السّابع
في مسحه على خفيه صلى الله عليه وسلم
عن المغيرة بن شعبة قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سَفَره، فقضى حاجته وتوضأ وضوءه للصلاة ومسح على خفيه ثم صلى».

أخرجاه.

الباب الثامن
في ذكر سواكه صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَوْ خَشِيْتُ أن سَيَنْزِلَ عَلَيَّ فِيه قُرآنٌ» .
عن حذيفة قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يَشُوصُ فاه بالسواك».

الباب التاسع
في صفة غسله صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال: حدَّثتنا ميمونة قالت: صبَبْت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غُسْلاً فأفرغ بيمينه على يساره فغَسَلهما، ثم غسل فرجه، ثم مال بيده للأرض فمسحها بالتراب، ثم غسلها، ثم مضمض واستنشق، ثم غسل وجهه، ثم أفاض على رأسه، ثم تنحى فغسل قدميه.

أبواب صلاته صلى الله عليه وسلم

الباب الأوّل
في صفة صلاته صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته: «بِسُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعالَى جَدُّكَ، ولاَ اله غَيْرُكَ» .
عن عطاء: أنه كان جالساً في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حُمَيد السَّاعدي:
أنا أحْفَظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيتُه إذا كَبَّر جعل يديه حذاء مِنْكبيه، وإذا ركع أمكنَ يديه من ركبتيه ثم صهر ظَهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يَعود كلُّ فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غيرَ مُفْترش ولا قابضهما واستقبل بأطراف أصابع رجليه القِبْلَةَ، وإذا جلس في الركعتين على رجله اليسرى ونَصَب اليمنى وقعد على مقعدته.
أخرجاه.
عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجز الصلاة ويُكْملها».

عن سالم عن أبيه قال: «رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعدما يرفع رأسه من الركوع، ولا يرفع بين السجدتين».
أخرجاه.
عن عبد الله بن القاسم قال: جلسنا إلى عبد الرحمن بن أبزى فقال: ألا أريكم صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: فقلنا بلى.
فكَّبر ثم قرأ ثم ركع، فوضع يديه على ركبتيه حتى أخذ كل عظم مأخذه، ثم رفع حتى أخذ كل عظم مأخذه، ثم سجد حتى أخذ كل عظم مأخذه، ثم رفع. فصنع في الركعة الثانية كما صنع في الركعة الأولى.
ثم قال: هكذا صلاةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الباب الثاني
في مقدار ما كان يقرأ صلى الله عليه وسلم في الصلوات المفروضات
عن أبي برزة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يقرأ في صلاة الغداة من الستين إلى المائة».
عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نَحْزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحزَرْنا قيامَه في الركعتين الأوليين من الظهر قَدْر قراءة ثلاثين آية، وحزرنا قيامه في الركعتين الأخريين قدر النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه من الأخريين من الظهر، وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك.
عن ابن عباس أن أم الفضل سمعته يقرأ: {س77ش1وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً }
(المرسلات: 1)
.
فقالت «يا بني، لقد ذكَّرتني هذه السورة، إنها لآخر ما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب».
عن البراء قال: «صلَّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فقرأ بالتين والزيتون».

الباب الثالث
فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الصلاة
عن وَرَّاد كاتب المغيرة قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: اكتُبْ إليّ بما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فدعاني المغيرة وكتب إليه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من الصلاة قال: «لاَ اله إلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَه، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٌ، اللهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ ولاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ولاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدُّ مِنْكَ الجَدُّ» .
أخرجاه.
عن ثَوْبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان) إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرات ثم قال: «اللهُمَّ أنْتَ السَّلاَمُ ومِنْكَ السَلاَمُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلاَلِ والإِكْرَامِ» .

الباب الرابع
في تنقله صلى الله عليه وسلم بالنهار
عن عائشة قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تَعَاهداً منه على ركعتي الفجر».
أخرجاه.
عن أبي أمامة الباهليّ قال: قال أبو أيوب الأنصاري: نزل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً، فرأيته إذا زالت الشمس فلو كان في يده عملُ الدنيا فَضّه، وإن كان نائماً فكأنما يوقَظ له، فيغتسل أو يتوضأ ثم يركع أربع ركعات يتمهن ويُحْسِنهن ويتمكن فيهن.
فسألته عن ذلك فقال: «إنَّ أبْوَابَ السَّمَاءِ وأبْوَابَ الجِنَانِ تُفْتَحُ في تِلْكَ السَّاعةِ، فَلاَ تُرْتَجُ أبْوَابُ السَّماءِ وأبْوَابُ الجِنَانِ حَتَّى تُصَلَّى هذه الصَّلاَةُ، فأرْجُو أنْ يَصْعَد منِّي إلَى رَبِّي فِي تِلْكَ السَّاَعَةِ خَيْرٌ» .
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَدَع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الفجر على كل حال».
انفرد بإخراجه البخاري.

عن عبد الله بن شقيق قال: سألتُ عائشةَ عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التطوع، فقالت: «كان يصلي قبل الظهر أربعاً في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالمسجد المغرب، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بهم العشاء، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين».
انفرد بإخراجه مسلم.

الباب الخامس
فيما كان يقرأ صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر يوم الجمعة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: «كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: {س32ش1/ش2ال?ـم? * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }
(السجدة: 1 ــــ 2)
و {س76ش1هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً }
(الإنسان: 1)
».
أخرجاه.

الباب السّادس
في ملازمته صلى الله عليه وسلم المسجد بعد الصلاة
عن جابر بن عبد الله قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى الغداة جلس في مُصَلاّه حتى تطلع الشمس».
انفرد بإخراجه مسلم.

البابُ السابع
في صلاته صلى الله عليه وسلم الضحى
عن أبي ليلى قال: ما أخبرني أحدٌ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى غير أمِّ هانىء، فإنها حدَّثت: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثماني ركعات، ما رأيته قط صلّى صلاةً أخفَّ منها، غير أنه كان يتم الركوع والسجود.
أخرجاه.
عن عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله».
انفرد بإخراجه مسلم.
عن أنس بن مالك قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت رجل من أصحابه ركعتين، فقيل لأنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟
قال: ما رأيته صلاّها إلا يومئذ.

عن أبي سعيد قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول لا يدَعها، ويَدَعها حتى نقول: لا يصلِّيها».

البَابُ الثامن
في ذكر صلاته بالليل صلى الله عليه وسلم
عن مسروق قال: سألتُ عائشةَ أيُّ العمل كان أحبُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالت: الدائمُ.
قلت: متى كان يقوم؟
قالت: «كان يقوم إذا سَمع الصارخَ».
قال لنا ابن ناصر: الصارخُ: الديك. وأولُ ما يصيح: نصفُ الليل.
عن حُذَيفة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يَشُوص فاه بالسِّواك».
أخرجاه.
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يصلِّي، افتتح صلاته بركعتين خفيفتين».
انفرد بإخراجه مسلم.
عن خالد بن مَعْدَان قال: حدثني ربيعة الجُرَشي قال: سألتُ عائشةَ فقلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إذا قام من الليل؟ وبمَ كان يستفتح؟
قالت: «كان يكبِّر عشْراً ويحمد عشراً، ويسبح عشراً، ويهلِّل عشراً، ويستغفر عشراً ويقول: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي واهْدِنِي وارْزُقْنِي» عشراً. ويقول: «اللهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الضِّيْقِ يَوْمَ الحِسَابِ» عشراً».
عن علقمة قال: سألتُ عائشةَ: أكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخصُّ شيئاً من الأيام؟
قالت: «لا، كان عمله دِيمَةً، وأيُّكم يُطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطيق».
عن أبي سلمةَ قال: سألتُ عائشةَ عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان.
فقالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسَلْ عن حُسنهن وطُولهنّ، ثم يصلي أربعاً فلا تسَلْ عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً».
فقلت: يا رسول الله تنام قبل توتر؟
قال: «يَا عَائِشَةُ، إنَّه أرَانِي تَنَامُ عَيْنَايَ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي» .

عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: «كان يصلي من الليل تسْعَ ركعات فيهن الوتر، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائماً وليلاً طويلاً جالساً، فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد».
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا بَدِنَ وثَقُل يقرأ ما شاء الله وهو جالس، فإذا غبر من السورة ثلاثون آية أو أربعون آية قام فقرأها ثم سجد».
أخرجاه.
عن ابن عباس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذ قام من الليل يتهجّد قال: «اللهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُوْرُ السَّماواتِ والأَرْضِ ومَنْ فِيهنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّماواتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُك حَقٌّ، ولِقَاؤكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعةُ حَقٌّ، والنَّبِيُوّنَ حَقٌّ، ومُحَمَّدُ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وإليْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإليْكَ حَاكَمْتُ، فاغْفِرْ لِي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، ومَا أسْرَرْتُ ومَا أعْلَنْتُ، أنْتَ المقَدِّمُ وأنْتَ المُؤَخِّرُ لاَ اله إلاَّ أنْتَ، ولا اله غَيْرُكَ» .

عن كُرَيب: أن ابن عباس أخبره: أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته.
قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل، أو قَبْله بقليل أو بعده بقليل، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، فجعل يمسح النومَ عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شَنَ معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي.

قال ابن عباس: فقمت فصنعتُ مثلَ الذي صنع، ثم ذهبتُ فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يَفْتِلها، ثم صلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أَوْتَر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبحَ.
وفي رواية أخرى: أنه قال: «اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوْرًا، وفي سَمْعِي نُوْرًا، وفي بَصَرِي نُوْرًا، وعَنْ يَمِيْنِي نُوْرًا، وعَنْ شِمَالِي نُوْرًا، وأَمَامِي نُوْرًا، وخَلْفِي نُوْرًا، واجْعَلْ لِي نُوْرًا» .
عن صفوان بن المعطِّل قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرَمَقْتُ صلاته ليلاً، فصلى العشاءَ الآخرة ثم نام، فلما كان نصفُ الليل استيقظ فتلا الآيات العَشْر من آخر سورة آل عمران، ثم تسوَّك ثم توضأ وصلى ركعتين، فلا أدري أقيامُه أم ركوعه أو سجوده أطْوَلُ، ثم انصرف فنام، ثم استيقظ فتلا الآيات ثم تسوَّك، ثم توضأ يعني، ثم صلّى ثم نام، ثم استيقظ ففعل ذلك، ثم لم يفعل كما فعل أول مرة حتى صلّى إحدى عشرة ركعة».
عن زيد بن خالد الجُهَني أنه قال: «لأَرْمُقَنَّ صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوسِّدتُ عتبته أو فُسْطَاطه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم أَوْتَرَ. فذلك ثلاث عشرة ركعة».
قال المصنف: اختلفت الروايات في عدد الركعات اللواتي كن يصلِّي بالليل، فروى سَبْع، وتِسْع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة. فالظاهر أنه قد كان يَنْقص ويزيد.

البَابُ التّاسع
في طول قيامه بالليل صلى الله عليه وسلم

عن حذيفة قال: «صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً، فافتتح البقرة فقلت، يركع عند المائة، فمضى فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسِّلاً، إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سَبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذ تعوَّذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم. وكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، وكان سجوده قريباً من قيامه».
عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فلم يزَلْ قائماً حتى هَمْمتُ بأمرِ سوء.
قال: ما هَمَمْتَ؟
قال: هممتُ أن أجلس وأدَعه.
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تنفطر رجلاه.
قالت عائشة: يا رسول الله، أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال: «يَا عَائِشَةُ، أفَلاَ أكُوْنُ عَبْدًا شَكُورًا» .
عن المغيرة بن شعبة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تَرِمَ قدماه. فقيل له: أليس قد غَفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال: «أفَلاَ أكُوْنُ عَبْدًا شَكُورًا» .
عن ابن عباس: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيَ شَهْوَةٌ، وإنَّ شَهْوَتِي قِيَامُ هَذا اللَّيْلِ» .
عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد شيئاً من وجع، فقيل: يا رسول الله، إنا نرى أثراً لوجعٍ عليك.
قال: «أمَّا مَعْ مَا تَرَوْنَ قَدْ قَرَأْتُ البَارِحَةَ السَّبْعَ الطِّوَالَ» .
عن أنس قال: «تعبَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار كالشَّن البالي».

الباب العاشر
في قيامه طول الليل بآية صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بآية من القرآن ليلةً».

عن أبي ذر قال: «صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً فقرأ بآية حتى أصبح، يركع بها ويسجد بها: {س5ش118إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (المائدة: 118)
.
فلمِّا أصْبَح قلت: يا رسول الله، ما زلتَ تقرأ هذه الآية حتى أصبحتَ تركع بها وتسجد بها.
قال: «إنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِي، فأَعْطَانِيْهَا، وهيَ نَائِلَةٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ لا يُشْرِكَ بِالله شَيْئاً» .

الباب الحادي عشر
في صفة قراءته صلى الله عليه وسلم
عن أم هانىء قالت: «كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنا على عَرِيشي».
عن ابن أبي مُلَكية، عن أم سلمة، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته: الحمد لله رب العالمين». ثم يقف ثم يقول: «الرحمن الرحيم». ثم يقف».
عن حفصة قالت: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سُبْحته قاعداً، ويقرأ بالسورة ويرتلها حتى تكون أطولَ مِنْ أطول منها».
عن يَعْلى بن مَمْلَك: أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته، فقالت: «وما لكم وصلاته كان يصلي ثم ينام قَدْر ما صلّى، ثم يصلي قَدْرَ ما ينام، ثم ينام قدر ما صلى، ثم يُصْبح».
ثم نعتت قراءته، فإذا هي نعتَتْ قراءةً مفسَّرةً حرفاً حرفاً.
عن ابن عباس قال: «كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدْرَ ما يَسْمعه مَنْ في الحجرة ومن في البيت».
عن أبي هريرة قال: «كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يَرْفع طَوْراً ويَخْفض طوراً».

البابُ الثاني عشر
في حسن صوته صلى الله عليه وسلم
عن قَتَادة قال: «ما بعث الله نبيًّا إلا حَسَنَ الصَّوت، وكان نبيُّكم حَسَن الوجه حسن الصوت».

البابُ الثالِث عشر
في ذكر الزمان الذي كان يختم فيه صلى الله عليه وسلم
عن عائشة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقرأ القرآن في أقلِّ من ثلاث».

البَابُ الرّابع عشر
في دعائه قائماً إذا ختم صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ختم القرآن دعا قائماً».

الباب الخامس عشر
في ذكر وتره صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: «مِنْ كلِّ الليل قد أَوْتَر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى وتره إلى السَّحَر».
أخرجاه.
عن سعيد بن عبد الرحمن بن أَبْزَى، عن أبيه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ {سَبِّح اسمَ ربِّك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} وإذا أراد أن ينصرف من الوتر قال: سبحان الملك القدوس. ثلاث مرات، ثم يرفع صوته في الثالثة».
عن أبي عبد الرحمن بن أبزى قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ {سبح اسم ربِّك الأعلى} و { قل يا أيها الكافرون} و { قل هو الله أحد} وكان إذا سلّم قال: سبحان الملِك القدوس سبحان الملك القُدُّوس. يطوِّل الثالثة».
عن أبي عبد الرحمن بن أبزى قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ {سبح اسمَ ربِّك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} والمعوّذتين».
عن عِمْران بن حُصَين: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث، يقرأ في الأولى. { سبح اسمَ ربِّك الأعلى} وفي الثانية بـ {قل يا أيها الكافرون} وفي الثالثة بـ {قل هو الله أحد} .
عن ابن عمر قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مَثْنَى مثنى، ويوتر بركعة».
أخرجاه.

الباب السادس عشر
فيما كان يصنع إذا فاته ورده من الليل صلى الله عليه وسلم

عن عائشة قالت: «كان إذا شُغل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيام الليل بنوم أو وجع أو مرض صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة».

الباب السابع عشر
في صلاته التراويح صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في شهر رمضان عشرين ركعة سوى الوتر».

الباب الثامن عشر
في قطعه إياها خوف أن تفترض صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان، فجئت فقمت خَلْفه، وجاء رجل فقام إلى جنبي، ثم جاء آخر، حتى كنا رَهْطاً، فلما أحسَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّا خَلْفَه تجوَّز في صلاته، ثم قام فدخل منزله فصلى صلاةً لم يصلِّها عندنا».
فلما أصبحنا قلنا: يا رسول الله، أفَطَنْتَ بنا الليلةَ؟
قال: «نَعَمْ، فَذَاكَ الذي حَمَلَنِي عَلَى الذي صَنَعْتُ» .
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة في جوف الليل فصلّى في المسجد، فصلى رجالٌ بصلاته، فأصبح الناسُ يتحدثون بذلك، فاجتمع أكثر منهم.
فخرج في الليلة الثانية فصلى فصلوا بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى، فصلّوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجزَ المسجدُ عن أهله، فلم يخرج إليهم، فطفق رجال يقولون: الصلاة. فلم يخرج إليهم، حتى خرج لصلاة الصبح.
فلما قضى الصلاة أقبل على الناس فشهَّد ثم قال: «أمَّا بَعْدُ، فَإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ شَأْنُكُم اللَّيْلَةَ، ولكنِّي خَشِيْتُ أن تُفْرَضَ عَلَيْكُم فَتَعْجَزُوا عَنْهَا» .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغِّبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم يعزيمةِ أمرٍ فيه، ويقول: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيْمَاناً واحْتِسَاباً غُفِرَ لَه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه» .

الباب التاسع عشر
في سجوده للشكر صلى الله عليه وسلم
عن أبي بَكْرة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الشيء مما يَسُرُّ خَرَّ ساجداً، شكراً لله تعالى».


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثالث
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء التاسع
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء العاشر
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الحادى عشر
» كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى - الجزء الثانى اشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية اخطاب  :: اسلاميات-
انتقل الى: